• كل شر من ملالي اللطم وهم من حرض صدام على الكويت.. وهنا الدليل


    بقلم : يوسف علاونه
    ينتشر في وسائل التواصل مقطع لجلسة استماع في الكونغرس الأميركي حول السعودية (الوهابية) وكونها (ملهمة) لـ (داعش) التي ارتقت في وقت مضى ودون أن تشن أي هجوم على إيران لتكون الخطر الأول الذي يتهدد الغرب.

    وفي الغرب هبّة لمعرفة الإسلام لعل أول منصات المشاركة فيها من جانب المسلمين إبلاغ الغرب وبصراحة بأنه لا علاقة لإيران الملالي بالإسلام، وأنه لا يصح لغير أهل الشيء (الإسلام) الحديث عنه وتقديم الأحكام والرؤى في شأنه.

    ومع أخذ جانب سوء نية الغرب كأساس، فللغرب أجندته الخاصة، وهو كالمستشرقين لا يبحث عن الحقيقة إلا بما يخدم غرضيته، وهي مناهضة للإسلام ولا تريد للمسلمين خيرا، ولكن هناك مساحة جيدة للفت نظر الغرب إلى القائم كحقائق بخصوص داعش وقبلها القاعدة، ولا بد قبلا أن يؤخذ الأمر في صورة جدية لأن ما يجري مؤامرة كبرى تستهدف السعودية والإسلام إجمالا لصالح إسلام مفبرك مشوه لا علاقة له بالنص القرآني المعتمد ولا بنبي الإسلام ولا بأهله الأوائل.
    وهذا الإسلام المفبرك موجود فقط في إيران من بين 62 دولة إسلامية، ويؤمن به أقل من 70 مليون نسمة فيما المسلمون 2000 مليون نسمة، فإذا كان الغرب يريد التفاهم مع الإسلام فليست إيران ممثلة للمسلمين وليس لما تؤمن به صلة بالإسلام.

    من هذه الحقائق أن داعش (المرعبة للغرب) لم تقم باحتلال أي مدينة غير سنية مع أن هذه المدن أمامها على مد النظر، ومن كانت تقتلهم داعش وتنكل بهم لتخرب وجودهم وتعصف باستقرارهم هم السنة، أما مسلكها تجاه غير السنة وتحديدا إيران فلا يتعدى أعمالا تلفزيونية لإصباغ داعش بسمة الطائفية الحامية للسنة بينما هي السبب الرئيسي لقتلهم.

    وفي هذا السياق جرى باستمرار استدراج الميليشيات الإرهابية الإيرانية لقصف المدن وتدميرها ومن ثم دفع سكانها للهجرة إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وغيرها.

    وداعش لا تقترب من خطوط حمراء إيرانية مرسومة، فمحافظة ديالى ذات الأغلبية السنية كانت مفتوحة أمام قواتها لو أرادت لكنها أحجمت، مكتفية بأعمال دعائية لجذب الانتقام ضد أهل المحافظة الملاصقة لإيران لاستدراج الانتقام الإيرانية لتفعيل عملية تطهير عرقية ممنهجة وقائمة هناك أصلا.

    ينبغي أيضا تذكير الغرب (الذي يعرف كل شيء) باستضافة إيران لقادة (القاعدة)، واعترافات من أطراف شيعية معتبرة بأن إيران هي من ارتكب القتل الطائفي بالعراق، تماما كما يقول هذا الناطق الشيعي المعتبر عند كثيرين من طائفته بأن إيران هي من بدأ التفجيرات الطائفية في العراق، وكما يصرح بذلك صراحة مسؤول أميركي كبير خلال احتلال العراق:

    https://youtu.be/TsX0fZp9IQ0

    وكما يتم التحقق في الكونغرس من (الوهابية) السعودية ينبغي حصول جلسات استماع واستجواب القادة العسكريين ممن قادوا الحملة لاحتلال العراق ليردوا على الأسئلة بشأن استضافة إيران لأبي مصعب الزرقاوي خلال ملاحقاته!.. وكذلك سؤال الإيرانيين عما كان يفعله الناطق الرسمي بلسان القاعدة عبدالكريم بو غيث المسجون حاليا في أميركا في إيران طوال خمسة عشر عاما!

    ولا بد من طرح الأسئلة عمن سهل لقادة وجنود المتطرفين السنة الدخول إلى العراق لمقاتلة الأميركيين، أليس هو بشار الأسد الذي تقاتل إيران معه!؟

    وأن توجه الأسئلة لماذا لم تشن (داعش) هجوما واحدا عبر حدود إيران، ولماذا لم تقم بتفجير مسجد واحد في إيران!؟ ومن أطلق سراح قادتها من سجون العراق وسورية، وأن نستعيد تصريحات نوري المالكي ضد بشار الأسد بخصوص دعم (سورية الأسد) للجماعات (التكفيرية) التي كانت تقوم بمهاجمة القوات الأميركية والتابعة لحكومة ميليشيات إيران في العراق.
    ثم نأتي بعد ذلك لنتعرف وبكل شفافية ومن الكتب المعتبرة لدى الدين الإيراني، فنفهم من هو المهدي الذي ستغوص قدماه في الدماء إلى الركب كما يقول مستشار علي خامنئي في هذا المقطع:

    https://youtu.be/o1QUMTkSxiQ

    ومن هو المهدي الذي سيعم الرخاء والسلام الأرض على يديه حسب الأحاديث الثابتة للمسلمين.. ومن هو الذي يريد ذبح المسلمين لإعلاء الدين الحق، ومن هو الذي يريد عبر نصوص ثابتة في كتبه المعتمدة نبش حجرة قبر النبي ليستخرج منها جثماني أول خليفتين للمسلمين من جوار النبي ثم يقوم بتعليقهما من عرقوبيهما!

    ثم ننتقل إلى الواقع على الأرض حاليا فنعلم أعداد المنتمين إلى داعش من السعودية، ومن روسيا!.. والمنتمين إلى داعش من تونس العلمانية ومن لبنان التعددية الطائفية، ومن العراق المحكوم بتركيبة الوصاية الإيرانية ومن الغرب نفسه وبقية بلدان الدنيا التي جاء منها الدواعش الذين أدوا دورا أسطوريا في تعزيز (الإسلامفوبيا) عند الغرب.

    ولا بأس في عقد مقارنات بين عدد مساجد الشيعة في السعودية والخليج العربي وعددها في إيران، التي تضم 25 مليون سني وتخلو عاصمتها من مسجد واحد لهم فيضطر السفراء العرب هناك للصلاة في مرآب ملحق ببيت السفير السعودي وممنوع فتحه على الشارع!.. وبعد ذهاب السفير السعودي صار سنة طهران يقيمون صلاة جمعتهم في شقق!

    ثم ننظر فنرى من الذين تحكمهم إيران وكم عدد ممثليهم في (برلمانها)، وما نسبتهم في مؤسساتها الحكومية، وكم عدد الذين تعدمهم إيران على الهوية، ومن أين نفط إيران، وهل يحصل أهل المنطقة النفطية (العرب) على نفس حقوق وخدمات الفرس، وكيف تعامل الدولة الإيرانية اللور والبلوش والكرد والعرب والأذريين.

    وفي الختام نجلس على بساط أحمدي لنسأل القلة من الأميركيين المتحذلقين في الكونغرس الأسئلة التالية حول أعمال إرهابية تعرض لها مواطنوهم:

    – من هو الذي هاجم مقر المارينز في بيروت عام 1983 أهم الوهابيون أم ميليشيات إيران الصفوية؟
    – من هو الذي خطف الطائرتين الكويتيتين كاظمة ثم الجابرية وقادهما إلى مشهد وطهران وقتل الراكبين الأميركيين؟ أهم الوهابيون أم حزب (الدعوة)؟
    – من الذي فجر سفارتكم في الكويت مع سفارتي بريطانيا وفرنسا عام 1983؟ هل هي الوهابية أم حزب الدعوة المدعوم من إيران بزعامة صاحبكم المالكي!؟
    – من الذي فجر مقر الجنود الأميركيين في الخبر عام 1996؟ أهي الوهابية أم حزب (الله) التابع للمرشد علي خامنئي زعيم أحزاب الله في العالم؟
    – من الذي فجر المعبد والمجمع اليهودي في بيونس أيرس والذي أمر الرئيس الأرجنتيني بفتح ملفه أخيرا.. الوهابية أم حزب (الله)؟
    – من هو الذي نظم عمليات ومحاولات اغتيال اللاجئين الإيرانيين في فرنسا وبريطانيا؟.. هل هي الوهابية أم الاستخبارات الإيرانية؟
    – من هو الذي يختطف المواطنين الأميركيين الثلاثة جنوبي بغداد؟.. أهي الوهابية أم ميليشيات البهائم المدعومة من (المرشد) خامنئي؟

    جردة حساب

    إن جردة حساب بسيطة تعيد إلى الذاكرة أن ميليشيات إيران في لبنان عام 1982 نحو 100 أجنبي معظمهم من الغربيين وبينهم قساوسة ورجال منظمات خيرية وإنسانية، وكانت تتم عمليات الإفراج عنهم وسط بروبغندا إعلامية تظهر فيها صورة كل من حافظ الأسد وزعيم إيران الخميني، في لغة ترويج حمقاء للنظامين مع رسالة ابتزاز تحت الطاولة للحصول على مقابل لهذا (الدور الإنساني والإطفائي)، وفي عام 1983 تم تفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت وقتل 63 من الرعايا الأميركيين وغيرهم وعام 1983 أثر الوساطة التي قادها موفد الرئيس رونالد ريغن فيليب حبيب بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ونزول قوات أميركية في لبنان فجر رجل ميليشيا إيرانية مقر المارينز في بيروت وتسبب بمقتل 241 جنديا أميركيا، وفي العام نفسه تم قصف مقر القوات الفرنسية في بيروت وكذلك تفجير السفارات الأميركية والفرنسية والبريطانية في الكويت وبلغت حصيلة ذلك اليوم الأسود 70 قتيلا وأعلن حزب الدعوة التابع لإيران مسؤوليته عن هذا، وفي تلك السنة بدأت إيران بقصف ناقلات النفط الكويتية في الخليج العربي، وتكرر عام 1984 الهجوم على السفارة الأميركية في بيروت وبلغت حصيلة القتلى 24 سخصا وفي السنة التالية (1985) وقع هجوم في دولة الكويت (الحليف الاستراتيجي لواشنطن من خارج حلف الأطلسي) استهدف قتل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وقبل ذلك جرى خطف طائرتين كويتيتين إلى إيران بواسطة من كانوا لاحقا قادة حزب الله العميل لإيران، وتلك السنة أيضا تم اختطاف طائرة TWA الأميركية واحتجاز ركابها الـ 39، وفي عام 1986 ارتكب الحجاج الإيرانيون أعمال شغب بدعوى (البراءة من المشركين) قتل خلالها 300 شخص على الأقل، وعام 1987 وقفت إيران وراء حرق مجمع نفطي في ميناء رأس تنورة ومهاجمة شركة صدف في الجبيل الصناعية في المملكة العربية السعودية، وعام 1987 وتحت سمع وبصر السلطات الإيرانية جرى اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي خلال هجوم في قلب طهران، وعام 1989 قتلت المخابرات الإيرانية زعيم أكراد إيران رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وعام 1992 اغتالت مخابرات إيران خليفته في برلين مع ثلاثة من مساعديه، وعام 1991 اغتال فريق هرب إلى سفارة طهران شهبور بختيار آخر رئيس وزراء في فترة الانتقال بعد الشاه والذي سلم السلطة للخميني وفي السنة التالية عام 1989 اغتيال أربعة دبلوماسيين سعوديين في تايلند، وفي عام 1994 فجّر عملاء لإيران مجمعا يهوديا يضم معبدا (كنيسا) حيث قتل وأصيب نحو 400 شخص وعبر ضغوط إرهابية تم إغلاق الملف الذي فتحته الأرجنتين مجددا.

    أما على صعيد جعل إيران ملاذا آمنا للإرهاب فابتداء من الهجوم الأميركي على أفغانستان عام 2001 كانت إيران الملجأً لزعماء القاعدة ولم تعتقلهم وإنما آوتهم في مقرات محروسة بعناية.
    والعجيب أن الكونغرس الأميركي الذي أقام جلسات استماع حول (الوهابية) هو نفسه الذي قرر عام 2007 اعتبار ما يسمى الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، كما أن الولايات المتحدة أحبطت عام 2011 محاولة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن الدكتور عادل الجبير وتم ثبوت تورط إيران فيها قضائيا وجرى توجيه اتهامات رسمية، وفي السنة التالية (2012) اكتشفت الـ (CIA) خلية إرهابية للمخابرات الإيرانية مهمتها اغتيال دبلوماسيين أميركيين في أذربيجان.

    وإقليميا طردت الكويت عام 2016 دبلوماسيا إيرانيا ثبت تورطه بتأسيس خلية إرهابية تابعة لما يسمى حزب الله، وقيامه مع شبكة تخريبية مناهضة للدولة بتخزين أسلحة، وقضت المحكمة بإعدام كويتي متهم بالعمالة لإيران مع مواطن إيراني آخر تولى تنسيق جهود الخلية التخريبية، وخلال نفس الوقت يؤكد القائد العام لما يسمى الحرس الثوري الإيراني وفي تصريحات علنية وجود 200 ألف مقاتل يتبعون حرسه في كل من سورية والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن.
    وعلى نفس الصعيد تؤكد التقارير الموثقة دوليا أن إيران هي أكبر مروج للمتفجرات من نوعية IED الشديدة الخطورة.

    وفي شأن التدخل بشؤون الدول الأخرى نتج عن التدخل الإيراني في سورية مقتل أكثر من نصف مليون سوري وتشريد 12 مليون سوري من ديارهم منهم 8 ملايين في الخارج.

    وفي إيران ذاتها شهد عام 2015 إعدام أكثر من 1000 معارض سياسي على خلفيات عرقية ومذهبية وسياسية، وهو معدل أو وتيرة استمرت عامي 2016 و 2017 وهو معدل شبه ثابت منذ مجيء ما يسمى آيات الله إلى دفة السلطة في هذا البلد الموبوء بحكام حمقى وعقيدة أشد حماقة.

    إن المشهد يأخذ مناحي مثيرة للضحك وتكفي أن تنظر فترى، فمن هي الدولة الدينية التي تحكمها العمائم من (مرشدها) وحتى سفرائها مرورا بنوابها ووزرائها، أهي إيران أم السعودية؟.. وإذا فتحنا حدود السعودية (الوهابية) للإيرانيين وحدود إيران التي يريد بعض الغربيين ترويجها وكأنها منظمة (اليونيسكو) للسعوديين، فمن تتوقعون أن يخلع ملابسه ليذهب للبلد الآخر سباحة؟

    هناك سخرية طاغية أيضا، لكن لا بد من رد منسق ومبرمج وعلمي على هؤلاء الذين يريدون جعل الإسلام الحقيقي محل رعب للعالم فتتطور المسألة إلى صياغة سياسات ضاغطة من شأنها إرباك الحياة في بلادنا وراء فهومات كاريكاتورية لدولة شيطانية تنغرس في جسد الأمة، وإجمالي غايتاها التخريب.

    إن على الجسم الإعلامي السعودي والعربي دور مهم وكذا المكون الثقافي ورجال الدين، للشرح والتوضيح، ليس لأننا نريد أن نبرئ أنفسنا من تهم حقيقية ولكن لأن الحقيقة هي أن من ينتمون للإسلام ينقسمون اليوم إلى قسمين: الأول عموم الأمة والثاني مجرمون يرتدون ثوب الإرهاب بدعم من إيران لتشويه القسم الأول بأسره.

    وبالنتيجة هذه الأمة من ملياري مسلم وليس مزاج أميركا والغرب والإخوان المسلمين ولا قناة الجزيرة في قطر هو من سيحدد إسلامنا، تماما مثل أننا لن نأخذ ديننا من المرشد الإيراني المأزوم.

    إن ما يجري استغلاله للنفاذ منه بغرض شيطنة الدولة والمجتمع السعودي غير جذري ويلامس قشورا و 99.9% منه عادات وتقاليد وليس دينا لكن ليست هنا المشكلة، فما يجري ليس وليد اليوم بل بدأ في 11 سبتمبر عام 2001 عندما اكتشف الأميركيون أن 18 من المهاجمين في ذلك اليوم المرعب هم من السعودية، فقد أصابهم هذا أصابهم بالذهول، وخصوصا أنه يأتي من بلد حليف يتمتع بعلاقات صداقة استراتيجية متينة معهم.

    في ذلك الوقت كانت إيران في القمقم الذي ربطها فيه صدام حسين بعد أن أدبها وجرعها مر الهزيمة بدعم من السعودية وبقية أقطار الخليج العربي، قبل أن يرتكب حماقته الكبرى وجريمته التي أودت بنا وأطلقت دولة العمائم من عقالها.

    وفي غفلة من الزمن وبسبب ما ترتب على غزو الكويت بفسحة تشبه تسويق الفلسطينيين والإخوان المسلمين للملالي صار عراق صدام هو الخطر وصارت إيران بلدا صديقا!.

    بل هناك من يتوسط من الخليجيين لتطبع العلاقات الأميركية الإيرانية، والمدهش أن وساطات هؤلاء لا تنتعش إلا عندما يستشعرون خطر هزيمة وتآكل نظام الملالي!

    لقد انتهت الحالة التي كنا فيها نتغير بينما إيران العمائم ثابتة على دينها المتكهرب وأهدافها الخبيثة بتدمير بلادنا، وقتلنا.

    في الفترة (التالية لهجمات 11 سبتمبر) حفلت الميديا الأميركية ومنابر واشنطن بنقاش عميق حول ما حدث، فقد كانت لطمة أشد إيلاما للعقل الأميركي من هجمة بيرل هاربر.

    وطرح الأميركيون السؤال: لماذا؟ وكان الجواب الفوري يتجه إلى اليهود، كونهم أحد مغذيات الصراع الإسلامي الأميركي، وأن الحل لإطفاء هذا الصراع الذي يتخذ جانب حقد مسلط على الوجود الأميركي هو إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

    لكن اليهود أذكى من هذا الفخ، فجواب السؤال المنطقي هو وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي الأمر الذي يدركون استحالته فحرفوا النقاش ناحية (السلفية الوهابية)!.

    يومها أرسلت السعودية الدكتور عادل الجبير ليخاطب العقل الأميركي ثم أصبح سفيرا في واشنطن لاحقا وأحرز نجاحا هائلا ولهذا أراد الفرس اغتياله!

    لقد التقط الفرس طرف الخيط من اليهود وأقاموا حلفا مشتركا ضد الأصولية (الوهابية) بوصفها الخطر الذي يتهدد علاقات الغرب مع العالم الإسلامي، ففارس كانت باقية على أهدافها بتصدير الثورة وإقامة دولة المهدي عبر نائبه الولي الفقيه.. فهذا هو الدين الذي تؤمن به إيران عبر نظرية ولاية الفقيه.

    الحدث نفسه (هجمات سبتمبر) أثار الرعب في العالم العربي لاتساع شعبية من اعتبروا القاعدة سواء من يؤمنون بهذا السبيل الانتقامي من الغرب لـ (استعادة) و (تجسيد) شرف الأمة، أو أؤلئك اليائسين الذين يزعجهم الموقف الرخو للحكومات العربية، ويرون ما وقع انتقاما يشفي غلهم من العنجهية الغربية على الإسلام.

    وقد عزز هذا من مهابة وهيبة التيارات الإسلامية عموما، وهو ما استفز الطرف المقابل الذي يشارك هذه التيارات المشهد ويعمل على اقتسام حصة من (الدور) أو (الشراكة) مع النظم القائمة في تنافسية قط وفأر منتظمة في المشهد العربي، كان أطرافها باستمرار الإخوان المسلمون والسلفيون والقوميون والعلمانيون واليساريون والطيف الواسع من تيارات العمل السياسي.

    اعتبر ليبراليون عرب لا جدوى أو أهمية لذكر أسماءهم الآن، أن ما أصاب الأميركيين ويبلور اندفاعهم كالبلدوزر ضد الإرهاب يمكن استغلاله ضد الإسلام السياسي باعتباره (المُفرّخ) لهذا الإرهاب، وأن بمقدور واشنطن الضغط على الحكومات العربية التي تسمح بنشاط الإسلاميين كي تحظرهم، وقد رأينا مخرجات من هذه السياسة عبر تقييد التبرعات والأعمال الخيرية ومراقبة الحسابات.. ألخ

    ولكن هؤلاء اشتطوا أكثر من اللازم في تخديمهم على الجانب الأميركي وهم يشرحون ظاهرة الإسلام السياسي كمنبع للتطرف وانساقوا وراء خيال مفاده أن (علمنة) المملكة العربية السعودية وفصل الدين عن الدولة فيها وتخفيف رعايتها للعلماء والمفتين وإدخالها العصر عبر قوانين تتصل بالمناهج التربوية ومشاركة المرأة ووو ألخ سيكون أفضل عمل لتجفيف (منابع الإرهاب) وتدخل الدين بالسياسة.

    يومها أتيح لي حيث كنت أعمل في مكتب وزير الإعلام الكويتي أن أطلع على محضر مثير للدهشة أرسله أحد الغيورين على الدين وتضمن تحريضا على المملكة العربية السعودية، ليس بمعنى تدمير السعودية أو إنهاء نظامها السياسي، ولكن باعتبار أن على النظام الملكي أن يتخلص من هيمنة رجال الدين ودورهم وإن تضمن الأمر عبارات مخجلة.

    بعد اليهود الذين لا يريدون تقديم تنازلات في القدس وفلسطين التقط ملالي إيران هذه الإشارات الأميركية ضد (المجتمع) السعودي كله وليس الدولة السعودية فقط، لأن السعودية ومجتمعها يشكلان حجر العثرة الأكبر بوجه قيام عراق تابع لإيران.

    وكان الأميركيون يتبعون في شأن العراق نفس السياسة الانجليزية السابقة بإبقاء رئاسته بأيدي السنة وكان هذا يساير التوجه العربي العام، وهو ما ظهر عندما أتاح الأميركيون للرئيس السابق صدام حسين قمع تمرد دعمته إيران في المحافظات الجنوبية انتهازا لفرصة هزيمة الجيش العراقي.

    وجرت ترجمة هذا التوجه بسياسة الاحتواء المزدوج التي أعلنها الرئيس بيل كلينتون عام 1996 ضد كل من العراق وإيران معا بحيث لا يسفر الضغط على العراق عن وقوعه بقبضة الإيرانيين.
    لكن إيران كانت تعمل في العمق لتغيير هذه العقيدة الأميركية واستخدمت لذلك حصان طروادة اشتمل على أتباع لها من المعارضة العراقية جميعهم من الشيعة ممن ارتدوا ثوب الليبرالية، وقدموا طرحا تماهى مع العقل الأميركي في تلك الفترة بأن عراقا شيعيا علمانيا سيكون ملهما لفلقي زلزال التطرف (الوهابي) السعودي، و(المعمم) الإيراني، وجرت جلسات حوار واسعة استضافها البنتاغون وتحدث فيها قادة عراقيون شيعة من نوعية أحمد الجلبي باعتباره (رئيس) العراق الشيعي المقبل.

    وكان الجلبي غير ذا صلة تذكر بإيران فهو من لاجئي العهد الملكي في الأردن الهاشمي، وكان رجل تعاملات بنكية (رأس بنك البترا الذي اتهم لاحقا باختلاس أمواله) وكانت لندن مقر إقامته، ولم يعرف عنه ممارسته لأية شعائر دينية كما أنه لم يكن يصلي!

    ووسط الاطمئنان الخليجي إلى أن عراقا دون صدام حسين سيكون أفضل، وأن الأميركيين لن يقدموا على تغيير جذري في العراق وإنما سيسلمون السلطة لجنرال من الجيش يقيم نظاما مقلم الأظافر ويواصل إكفاءهم شر إيران تداعت الأمور في أميركا المندفعة جراء هجمات سبتمبر نحو غزو كامل للعراق.

    يومها قال منظر الغزو نائب وزير الدفاع بول وولفوويتز من أنقرة إن الولايات المتحدة ستصدر الديمقراطية من العراق إلى كافة بلدان المنطقة.

    كانت الفكرة هي أن العراق الذي يضم المراقد الشيعية الكبرى الرئيسية بحسب مذهب التشيع سينزع الغطاء الروحي عن إيران الخمينية ، وأنه بعلاقة وطيدة مع الأميركيين سيمثل سدا ورأس حربة لإنهاك نظام الملالي تمهيدا لسقوط إيران ونزع أظافرها وعودتها إلى منطقة النفوذ الأميركي.

    وكان في ثنايا الموضع مسألة اخطر وهي تصعيد صراع جديد في المنطقة بين السنة والشيعة ليحل محل الصراع العربي الإسرائيلي المستعصي على الحل، فيتم إدخل إسرائيل ضمن لعبة تحالف جديد يمنحها شرعية الوجود.

    وكان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني بل والرئيس نفسه (بوش الابن) ينتمون إلى جناح في الحزب الجمهوري يتبنى ما عرف باليمين المسيحي المتصهين، والذي يتبنى المقولات التوراتية، ويؤيد سيطرة اليهود على القدس وإقامة هيكل سليمان، وأيضا لا يكترث للصداقة التقليدية مع العرب، ومع الوقت جرى تنحية دور وزير الخارجية الجنرال كولن باول عن القرار في شأن العراق وتم سحب الملف إلى مجلس الأمن القومي الذي هيمن عليه اليمينيون وهو ما تواصل لاحقا حتى بلغنا تحوير الربيع العربي إلى حرب أهلية عربية عربية استطاعت إيران النفاذ منها أكثر وأكثر.

    في هذا الجو انجلى المشهد على أن الأميركيين احتلوا العراق لصالح إيران، ففي البدء أصاب الرعب طهران ودمشق من هول القوة الأميركية فتقرر إفشال المشروع الأميركي في العراق بحيث لا ينتج عنه دولة مستقرة ومحترمة.

    وفرضت إيران بالترغيب والترهيب أجندتها على العراقيين الشيعة الذي غضبوا من إدارة العرب ظهورهم لهم، ووقع احتلال إيراني كامل للبلاد، وسيطر الأميركيون على الفضاء العراقي وتولى الإيرانيون على مفاصل الدولة بعد حل الجيش وتوغلوا في المدن ونسيج الحياة العراقية، ثم أحبطوا بسهولة محاولة أياد علاوي خلال رئاسته القصيرة للحكومة لاستعادة المفهوم القيمي للدولة العراقية باعتبار إيران هي عدوها الاستراتيجي، بينما كان الليبراليون العراقيون الذين انخدع بهم الجميع تحولوا إلى الولاء المطلق للمرجعية وولاية الفقيه!.

    وهكذا تحول مشروع بناء العراق إلى عملية نزف للوجود الأميركي وإشغال لهم عن التطلع لما بعد العراق، فلا تكتفي إيران بذلك وإنما تستكمل مشروعها لمد الهلال الشيعي إلى أرض جديدة من طهران حتى غزة والضاحية الجنوبية لبيروت مرورا بدمشق وبغداد.

    وكان هذا يفوق أحلام ولاية الفقيه ما أدى إلى حال انبهار داخلية إيرانية تعوض الفشل الداخلي، فاسمناء أحلام خروج المهدي، وقيام دولة أم القرى الإيرانية.

    وعلى قدر ما كان التطور نتيجة عشوائية غير متوقعة، فإن الإيرانيين خرجوا من قمقم هزيمة وضع صدام حسين فيه مشروعهم لتصدير الثورة عندما انتهت حرب الثماني سنوات بتجرع الخميني كأس السم، وقبوله وقف إطلاق النار من دون أن ينهار العراق وتسقط النجف، ومن دون سقوط أنظمة دول الخليج على التوالي.

    لكن الإيرانيين لم يكونوا تخلوا عن مشروع تصدير الثورة، فهؤلاء يملكون من العنجهية ما يجعلهم لا يعيشون الواقع ولا يتقبلونه، ولهذا استمر مشروعهم لاختطاف الأقليات الشيعية وتوريطها في مشاكل مع مجتمعاتها، وحرصوا على أن تكون إيران مرجعية وحلم جميع الشيعة في العالم، وتصوروا أن مزيدا من الفوضى في العالم العربي ستصب لمصلحتهم.

    دور إيران باحتلال الكويت

    هذا يقودني إلى الكشف عن ملابسات لم يتم الحديث عنها من قبل فيما يتصل بغزو عراق صدام حسين للكويت.

    ولن يكون ما يقال محاولة لتبرئة صدام حسين، لكن إيران لم تكن بريئة مما حدث، بل هي أوحت لصدام بالإقدام على خطوته تلك لغرض أن الفوضى التي ستنجم عن اصطدام (الطواغيت) ببعضهم ستفيد إيران، وإلى حد أن الدول الخليجية ستستعين بمعونة إيران ما يعني غرس موطئ قدم إيرانية في جميع دول الخليج.

    والإيرانيون لا يريدون تصديق أنهم ليسوا دولة عظمى وأنهم لا يحظون بالقبول في المنطقة وبأي وجه، وفي صلب عقيدتهم أنهم على الدين الأصح وأن غيرهم على الضلال وأن الحق الذي يمثلوه سوف ينتصر.

    كان العراق وإيران منهمكين في مفاوضات تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 598 بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار، وكان العراق يتصرف كمنتصر، ولم تكن إيران تملك تجاهه غير انتظار صدامه المحتمل مع الغرب بسبب برنامجه للتسلح، وطموحاته المزعجة.

    وكان العراق أيضا يمثل حاجزا دون أي اندفاع عربي نحو علاقات جيدة مع إيران.

    ولا يمكن إنكار المقدرة التجسسية الإيرانية على العراق، أو الكويت، حيث كان من الواضح أن هناك شرخا في علاقات البلدين ابتداء من القمة العربية التي استضافها العراق وشهدت كلمة صدام التي تهجم فيها على الكويت والإمارات، وقبل ذلك الخلاف الذي عكسته افتتاحيات صحف الكويت والعراقى عندما زار المرحوم الشيخ سعد العبدالله للعراق، وتأخر أمير الكويت الراحل عن زيارة العراق للتهنئة بـ (انتصارات) العراق.

    فإيران كانت على بينة مما يحدث بين البلدين، وكان يهمها تحطيم أو اختراق ما بينهما من تحالف خلال حرب العراق معها.

    ثم التقط الإيرانيون نقاشات القيادة العراقية حول الكويت، وهنا بدأ دور إيراني تم حبكه بعناية لتشجيع صدام على غزو الكويت أو التحرش بها.

    تمثل الجهد الرئيسي للقيادة الإيرانية في هذا الشأن بتسريب وثيقة فائقة السرية عبارة عن محضر اجتماع بين المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية وقيادات عسكرية.

    وصيغت الوثيقة بعناية وتم تسريبها إلى مدير مكتب حركة حماس في طهران.

    كانت إيران على علاقة سيئة بياسر عرفات الذي ألقى بكافة أوراقه في سلة صدام حسين.
    وكان الهم الإيراني ينصب على كيفية تسريب الوثيقة إلى ياسر عرفات كي ينقلها إلى صدام حسين.

    تضمنت الوثيقة الإيرانية النقاط التالية:

    أولا: أن الأميركيين في سبيل نزع طموح صدام النووي لديهم الاستعداد لإعطاء العراق السيطرة على الكويت مقابل علاقة تحالفية مع العراق تجعله مركز النفوذ الأميركي في المنطقة.
    ثانيا: أن إيران لن تستطيع عمل شيء لوقف ذلك وأن النتيجة ستكون مرعبة للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.

    ثالثا: أن القيادة الإيرانية على يقين من عدم اعتراض الغرب على هيمنة العراق على الكويت.
    رابعا: أن ما يتوافر لإيران من معلومات يفيد بأن المملكة العربية السعودية لن تواجه العراق إذا احتل الكويت وسوف تتعايش معه.

    خامسا: أن العراق يمكنه السيطرة على الكويت بأقل عدد من القوات وأن الكويت ستشكل إضافة عظيمة للعراق تحوله إلى دولة عظمى.

    سادسا: أنه ليس بمقدور إيران فعل أي شيء لمنع سيناريو سيطرة عراقية على الكويت.
    كان الإيرانيون يعلمون تفاصيل تعقيدات الوضع الفلسطيني وخصوصا العلاقة المضطربة وعدم الثقة المتبادلة بين حركة فتح ومنظمة التحرير وحركة حماس، وكانوا يعلمون أن تسريب وثيقة كهذه عبر حماس سيثير حولها الشبهات، ولهذا تم استدراج ممثل حركة حماس في طهران إلى علاقة خاصة مع أحد ضباط الحرس الثوري على أن يتم تسريب الوثيقة بصفة شخصية لتصل إلى قيادة حماس التي كانت تجري محادثات انضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية مع عرفات بشرط أن تحصل على 40% من مقاعد المجلس الوطني الفلسطيني.

    لم تكن علاقة حماس جيدة في العراق فارتؤي أن تعطى الوثيقة إلى عرفات، وهو رجل اعتاد على تلقي عشرات تشبهها حول العالم، أو فيما يتصل بشؤون مؤثرة على القضية الفلسطينية، ولأنه يثق برجل له علاقة قوية وشخصية بصدام حسين فقد أعطاه الوثيقة لدراستها قبل مفاتحة القيادة العراقية بخصوصها.

    كان عبدالله حوراني بعثيا وصديقا شخصيا لصدلم حسين زامله في القاهرة وتبادلا الإعجاب، وكان صدام يشركه باجتماعات القيادة العراقية ويستمع إلى نصائحه ويستضيفه في منزله دونا عن بقية القيادات الفلسطينية.

    بعد تهديد صدام الشهير بحرق نصف إسرائيل طلب عرفات من عبدالله حوراني أن يسبقه من عمان إلى بغداد، وفي الاجتماع المعلن بين الجانبين قال حوراني لصدام: لقد رأيت سيادتكم هذا الاجماع العربي المتحقق حولكم خلال أسابيع من تهديدكم لإسرائيل، وهو إجماع لم يتحقق طوال حرب الثماني سنوات، ولذلك اجعل كل ساسة لك مرتبطة بالقضية الفلسطينية.

    وكان حوراني يدخر في جيب معطفه الوثيقة إلى لقاء عشاء في استراحة لصدام على بحيرة الثرثار.

    ذهب حوراني للقاء وهو واثق من صحة الوثيقة الإيرانية، وسلمها إلى صدام حسين لتضاف إلى معطياته (المشجعة) على غزو الكويت مع أنه كان علم وبشكل حاسم أن أي تغيير لخرائط ما بعد الحرب العالمية الثانية محظور تماما، فبعد احتلال العراق لمنطقة الأحواز ذهب طارق عزيز إلى موسكو لاستمزاج القيادة السوفياتية بإعلان قيام دولة الأحواز العربية فقوبل بالصد الكامل من جانب الروس الذين قالوا له إنهم يرفضون ذلك قطعيا لأن معناه قيام فوضى كاملة في العالم.

    القيادي الفلسطيني الذي أفضى لي بالمعلومات كان أبو العباس (محمد عباس) رئيس جبهة التحرير الفلسطينية.

    كان أبو العباس هذا (1948-2004) مؤسسا لجبهة التحرير الفلسطينية مع طلعت يعقوب عام 1977، حيث انشقا على أحمد جبريل بسبب موقفه لصالح هجوم القوات السورية على المخيمات الفلسطينية في بيروت، ولقي الدعم من عرفات للقيام بهذا الانشقاق، وصعد اسم الرجل في الصحافة العالمية بعد عملية أكيلي لاورو وهي سفينة ركاب سياحية تم اختطافها يوم 7 أكتوبر 1985 بواسطة أربعة أشخاص تابعين لأبي العباس وقتل فيها المواطن الاميركي اليهودي الكسيح ليون كلينغ هوفر، وبعد يومين من التفاوض وافق الخاطفون على مغادرة السفينة مقابل حصولهم على مكان أمن فاستقلوا طائرة إلى تونس فاعترضتها الطائرات الأميركية وأجبرتها على الهبوط في جزيرة صقلية في إيطاليا، وحوكم المختطفون في إيطاليا وصدرت بحقهم أحكام مختلفة بالسجن الفعلي، أفرج عنهم القضاء الإيطالي لاحقا، كما حكم على أبي العباس بالسجن مدى الحياة مع أنه لم يعتقله من على متن الطائرة!.

    العجيب أن أبا العباس اعتقل في 15 أبريل 2003 في منزل يبعد 50 كيلومترا جنوب بغداد، كان يختبئ فيه بعد أن فشلت محاولته للفرار إلى سورية، فأسرة الجيش الأمريكي ثم أعلن عن وفاته بسكتة قلبية في مارس 2004، وتعتقد عائلته أنه مات مسموما.

    كان أبو العباس يهرب من الملاحقة الأميركية باللجوء إلى الكويت لقضاء أسابيع في ضيافة سرية العجيب أنها صارت مقر استضافة محمد باقر الحكيم زعيم المعارضة العراقية الشيعية في إيران!.
    وكنت ألتقيه باستمرار في هذه الضيافة وكان من شروطه عدم نشر اللقاءات معه إلا بعد مغادرته الكويت.

    في عمان خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي التقيت بأبي العباس وأفضى لي بهذه المعلومات عن الوثيقة، قائلا: إن من ورط صدام بالغزو هو إيران وعبدالله حوراني!.

    بالطبع لم يقم صدام بغزو الكويت بناء على محضر اجتماع مسرب إليه من القيادة الإيرانية، ولكن مضمون الوثيقة يعطيك فكرة عن أننا أمام مجموعة من البشر لا هم بها غير تدمير العالم العربي.


    *يوسف علاونه*
    twitter: @alawnay
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام