• إرث مانديلا يقسم جنوب افريقيا في الذكرى المئوية لولادته


    المصور: ديبي يزبك

    A G - AFP تستقبل صورة بالأبيض والأسود لنلسون مانديلا بزي الملاكمة رواد قاعة رياضية في سويتو كان يرتادها في الخمسينات الرجل الذي أتى على نظام الفصل العنصري بالضربة القاضية، في خضم استعدادات المركز لإحياء المئوية الأولى لولادة أول رئيس أسود لجنوب افريقيا.
    وتعبق قاعات هذا المركز الرياضي ذات الجدران البيضاء والحمراء في مدينة الصفيح الجنوب افريقية برائحة الطلاء الحديث.
    وقد ارتدى مركز "دونالدسون اورلاندو كوميونيتي سنتر" (دي او سي سي) حلة احتفالية لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادة مانديلا التي تصادف الأربعاء. وقد توفي مانديلا في 2013.
    ويوضح أندي زاميكو وهو أحد رواد النادي الرياضي "بفضله نحن أحرار في تحركاتنا. لا حاجة للحصول على إذن بالتنقل".
    وكان نلسون مانديلا في شبابه يقصد القاعة الرياضية من الإثنين للخميس للتدرب لنسيان صعوبة الكفاح ضد التمييز العنصري ضد السود.
    وكتب نلسون مانديلا لابنته زيندزي من زنزانته في سجن روبن ايلاند الذي أمضى فيه 18 عاما "الجدران (...) في +دي او سي سي+ مطبوعة بذكريات طيبة ستزرع الفرحة في قلبي لسنوات آتية". وعلقت نسخة من الرسالة المؤرخة في 9 كانون الأول/ديسمبر 1979 عند مدخل قاعة الرياضة.
    وفي الجانب الآخر من الطريق السريع في سويتو أمام منزل نلسون مانديلا الذي تحول متحفا، يحاول موسيقيون شباب استقطاب اهتمام السياح.
    - مانديلا "الملهم" -
    ويقول فنسنت نكاباش وهو عازف غيتار في التاسعة والأربعين من العمر "ماديبا (لقب مانديلا) جعل منا أمة موحدة، أمة قوس قزح. اليوم، يمكن للفنانين السود أن يقدموا عروضا في أكبر المسارح".
    ويوضح مغني الهيب هوب ثوبانه مخيزه البالغ 24 عاما من ناحيته "ماديبا مصدر إلهامي. لكننا لسنا على قدر آماله"
    ويضيف "أنظروا إلى البرلمان اليوم، الفوضى فيه عارمة والفساد ينخر برجال السياسة حتى النخاع. أما نحن فنهتم كثيرا بلون البشرة" فيما التوترات بين الأكثرية السوداء والأقلية البيضاء لا تزال توتر الأجواء في جنوب افريقيا.
    لكن "من دون ماديبا لما كنا حققنا أي تقدم"، بحسب الشرطي مفو نغوبيني الذي يضيف "لقد تمتع بالذكاء المطلوب للتفاوض على المرحلة الانتقالية" مع الرئيس الأبيض حينها فريدريك دو كليرك.
    وتوضح جنفياف اساموا وهي امرأة من ساحل العاج تبلغ 45 عاما وتزور سويتو "دوره كان يقوم على التهدئة".
    وتضيف "كان المطلوب شخصية قادرة على جمع السود والبيض. دوره كان حاسما في تفادي المنحى الانتقامي من جانب السود ومنح البيض الشعور بالأمان".
    - "بيع للبيض" -
    وفي محطة للوقود في سويتو، يشتري رجلان أبيضان سيارة كلاسيكية مع شبان سود، في مشهد غير مألوف في مدينة الصفيح هذه ذات الغالبية الساحقة من السود.
    ويقول كايلين فيليوين وهو شاب أبيض يبلغ 22 عاما "مانديلا سمح للبيض بالبقاء في البلاد".
    وهذه المرة الأولى التي يزور فيها هذا الشاب سويتو. وهو يقول "ما كنت لآتي يوما من دون سلاحي. قبل المجيء إلى هنا، اتصلت بعدد لا بأس به من الناس. لقد قالوا لي +ستعاني مشكلات، ثمة سود كثر هنا+. لكن في الواقع الأجواء لطيفة للغاية".
    أما ماكسويل هويس فيشعر بأنه تعرض للخيانة من مانديلا. ويقول رب العائلة المشرد هذا "لقد تبين أنه مختلف عما كنا نتصور. لقد باع السود للبيض".
    ويضيف "الناس ليسوا أحرارا لأنهم فقراء. كان يجب أن تندلع حرب أهلية إذ لا حرية من دونها".
    غير أن هذا السبب هو الذي يدفع متاته فاكيلا ابن السنوات التسع عشرة لشكر "ماديبا". ويقول هذا المصور "لقد نفذ ثورته من دون حرب". ويضيف "بفضله نحن أحرار سياسيا. لكن ذلك لا يسري على الوضع الاقتصادي".
    ولا تزال الفروقات الاقتصادية صارخة في هذا البلد إذ ان متوسط الأجور يبلغ 10 آلاف راند شهريا (758 دولارا) للأقلية البيضاء في مقابل 2800 راند (212 دولارا).
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام