• نوبل آداب بديل في السويد بانتظار عودة الجائزة الأصلية


    المصور: فريدرك ساندبرغ

    A G - AFP أنشأت مجموعة من المثقفين السويديين تطلق على نفسها تسمية "الأكاديمية الجديدة" جائزة نوبل للآداب هي على طرف نقيض من تلك الأصلية التي تعكس في نظرها دوائر تستشري فيها "الامتيازات والمصالح المتضاربة والنزعات الغرورية وممارسات تمييزية".
    وتحتفي هذه الجائزة التي استحدثت بانتظار العودة المحتملة لنوبل الآداب العام المقبل بقيم "الديموقراطية والانفتاح والتعاطف والاحترام"، بحسب مؤسسيها الذين يتخطى عددهم المئة حتى الساعة.
    ويحمل هذا البيان الذي كاد أن يمرّ مرور الكرام في البلد الذي تعمه فرحة كبيرة بتأهل المنتخب الوطني للدور ربع النهائي في مونديال كرة القدم في روسيا، توقيع كلّ من الكاتبتين ساره لوفستام وجوان هايلدبراندت وملكة القصص البوليسية كاميلا لاكبرغ وكايسا وبرغكفيست البطلة السابقة في القفز العالي، فضلا عن كوكبة من الصحافيين والممثلين.
    وتأتي هذه المبادرة في وقت تتخبط الأكاديمية السويدية التي عمرها أكثر من مئتي سنة والتي تمنح كل عام منذ 1901 جائزة نوبل للآداب، في مشاكل جمة.
    وقد انتقدت هذه المؤسسة على الخيارات التي قامت بها مؤخرا مع منح جائزتها العريقة مثلا لباتريك موديانو سنة 2014 ولبوب ديلان سنة 2016. وهي لم تسلم أيضا من شرّ الهزة التي أحدثتها فضائح التحرش الجنسي في العالم بعد أن اتهمت 18 امرأة علنا في الخريف الماضي زوج إحدى أعضاء الأكاديمية الذي يخطى بدعم من المؤسسة، بالتحرش والاعتداء والاغتصاب.
    ويتهم أيضا الرجل الذي يدعى جان-كلود أرنو ويرأس ناديا ثقافيا يلقى رواجا كبيرا في أوساط النخبة السويدية، بأنه "سرّب" أسماء عدة فائزين بالنوبل.
    - جائزتان في 2019 -
    وبعد الانتقادات التي تلقتها من كل حدب وصوب وشلت قدرتها على العمل، أعلنت الأكاديمية في مطلع أيار/مايو عن تأجيل نسخة العام 2018 من نوبل الآداب سنة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ حوالى سبعين عاما. وسيعلن الفائز بهذه الجائزة التي تعدّ أسمى التكريمات في مجال الأدب والشعر في العام التالي تزامنا مع الإعلان عن صاحب جائزة 2019.
    وتعدّ هذه المؤسسة التي تحظى برعاية ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر صرحا ثقافيا مغلقا تلطخت سمعته على مرّ السنوات.
    وتسعى المؤسسة الجديدة الرديفة "إلى إنشاء حيز مفتوح وشمولي يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم"، بحسب ما أوضحت المحررة والمقدمة التلفزيونية ألكساندرا باسكاليدو التي ساهمت في تأسيس "الأكاديمة الجديدة".
    وتحظى هذه الجائزة المقدرة قيمتها بمليون كرونة (حوالى 97 ألفي يورو)، أي ما يوازي عشر قيمة الجائزة الأصلية تقريبا، بدعم مالي من جهات راعية للفن وحملة تمويل تشاركي.
    وهي ستسلّم في العاشر من كانون الأول/ديسمبر، أي يوم تقيم أكاديمية نوبل مأدبتها التقليدية في مقر بلدية ستوكهولم على شرف فائزي السنة.
    وسيختار المرشحون بناء على خيارات أصحاب المكتبات في البلد الذين يمهلون حتى الثامن من تموز/يوليو لترشيح اسمين على أقصى تقدير.
    ثمّ ينظم تصويت شعبي على الإنترنت بين التاسع والحادي والثلاثين من تموز/يوليو تعدّ إثره قائمة من أربعة مؤلفين، بعد ذلك تختار "لجنة تحكيم تضم خبراء في هذا الشأن" الفائز من بينهم.
    وسيعلن عن اسم الفائز الذي يشترط أن يكون قد أصدر عملا واحدا على الأقل في السنوات العشر الماضية، في الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر.
    - "نقاوة مطلقة" -
    وبالرغم من كلّ الانتقادات الموجهة إلى الأكاديمية السويدية، لم تلق نظيرتها الحديثة التشكيل إجماعا كبيرا.
    واعتبرت آسا ليندربورغ المسؤولة عن الصفحة الثقافية في صحيفة "أفتونبلادت" المسائية أن الخطوة "استفزازية بامتياز"، مشيرة إلى أن الحجج المقدمة لتبرير إنشاء هذه الأكاديمة الجديدة هي باطلة في نظرها.
    وهي صرحت "ينبغي أن يكون الفن مطلقا ولا يمكن زجه في خانة الخير والشر. والأكاديمية الجديدة تسعى إلى النقاوة المطلقة ... وإلى الطيبة المطلقة بمعنى ما".
    لكن آخرين لا يبالون بتاتا لهذا الأمر.
    وقال بير واستبرغ العضو الأكاديمية السويدية لوكالة فرانس برس "هم أحرار في أن يفعلوا ما يحلو لهم".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام