• التقاليد الوثنية تعود للانتشار في ليتوانيا


    المصور: بيتراس مالوكاس

    A G - AFP يُقبل بعض الليتوانيين على إحياء عيد وثني يتزامن مع حلول أقصر ليالي السنة، مثيرين بعض التوترات في هذا البلد الكاثوليكي.
    ويشجّع الملياردير وزعيم الأكثرية الحاكمة راموناس كاربوسكيس هذه التقاليد الوثنية.
    لكن ذلك لا يروق للكثيرين في هذا البلد الصغير البالغ عدد سكانه مليونين و900 ألف نسمة، والذي يستعد لاستقبال البابا فرنسيس في أيلول/سبتمبر.
    وتقول فيرجينيا ميسليين "إنه تقليد جميل بدل عيد القديس يوحنا الذي أصبح تجاريا".
    وتضيف هذه السيدة الأربعينية التي ترتدي ملابس تقليدية خاصة بالعيد "في هذا الوقت من السنة يُزهر كلّ شيء، ونشعر أننا قريبون منها".
    يرقص المشاركون في العيد على وقع الطبول في حلقات، ويمجّدون الطبيعة والشمس في أناشيدهم، ويقدّمون بعض الأضاحي من الورود للآلهة.
    في هذه المنطقة من العاصمة الليتوانية ظهرت حركة روموفا التي تدعو لإحياء الديانة القديمة في البلطيق، بعد استقلال هذا البلد في التسعينيات.
    - الأرض الأم -
    وتؤمن هذه الديانة بوحدة الوجود، وتضع على رأس هرم الآلهة بيركوناس إله الصواعق، والأرض الأم، وتؤمن بوجود روح لكلّ الظواهر الطبيعية، وتُحدّد أعيادها بحسب دورة الأرض.
    في الأربعينيات من القرن العشرين، قضى السوفيات على هذه الديانة، وفي العام 1967 شهدت عودة قصيرة بجهود العالم المتخصص في الشعوب والأعراق يوناس ترينكوناس الذي كان معارضا للحكم الشيوعي، وهو وجد في هذه التقاليد جامعاً وطنيا للهوية الليتوانية.
    وتقول إنيا ترينكونيين التي نُصّبت كاهنة "تقوم ديانتنا على المصادر التاريخية، والكشوفات الأثرية، والتقاليد المتوارثة شفهيا".
    في العام 2017، أحيا أتباع هذه الديانة أكثر من مئة حفل زواج وعمادة وفقا لتقاليدهم.
    وتضيف الكاهنة الستينية "يكتشف عدد متزايد من الأشخاص طقوسنا ويدركون كم هي قريبة منهم، لأنها شيء ليتواني صرف".
    في العام 2011 ضمّت الحركة، بحسب ما تقول، خمسة آلاف و118 شخصا، ومن المرتقب أن يعترف بها البرلمان كجماعة دينية.
    وحينها، ستسجّل الزيجات المعقودة وفقا لهذه التقاليد في السجّل المدني كما هو الحال مع زيجات المسيحيين والمسلمين واليهود.
    وتقول نيريا بوتينات المتخصصة في الفلسفة "هذا القرار سياسي يرتبط بمصالح الحزب" ذي الغالبية في البرلمان.
    وهي تبدي قلقها من هذا التوجّه لأن الحركة قد "تدّعي احتكار تمثيل الهوية الوطنية".
    ولا يخفي راموناس كاربوسكيس رئيس حزب اتحاد الفلاحين والخضر ميوله الوثنية، وهو أنشأ في منطقة نيسياي تماثيل لآلهة الديانة القديمة.
    ويثير توجّه البرلمان للاعتراف بحركة روموفا انتقادات في هذا البلد. ويشكك أعضاء في الحزب المحافظ بطبيعة هذه الديانة ومشروعيتها، وينتقدون القطيعة مع "التاريخ المكتوب".
    - سياسة ومعتقدات -
    وتقول عالمة الاجتماع ميلدا أليسوسكيين "هذه الديانة هي تجميع" لعناصر مختلفة، معتبرة أنها "رد فعل طبيعي على العولمة يشير إلى رغبة في الحفاظ على التقاليد المحلية".
    لكن الأمر لا يسرّ رئيس الوزراء السابق أندريوس كوبيليوس، وخصوصا قبل زيارة البابا القريبة إلى بلده.
    ويتحدث كوبيليوس عن إقدام الوثنيين القدامى على قتل مبشّر مسيحي بالفأس في هذه المنطقة، عام 1009.
    وكانت ليتوانيا آخر بلد اعتنق المسيحية، في نهاية القرن الرابع عشر. وهي خضعت لعلمنة جبريّة في زمن الاتحاد السوفياتي، وكانت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك من معاقل المعارضة للنظام.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام