• قصف جوي واشتباكات لليوم السادس على التوالي في جنوب سوريا


    المصور: محمد ابازيد

    A G - AFP لليوم السادس على التوالي، تستهدف الطائرات الحربية محافظة درعا في جنوب سوريا لتودي بحياة المزيد من المدنيين، وذلك في اطار الهجوم العسكري المستمر لقوات النظام في منطقة تحظى بأهمية استراتيجية.
    وتشهد محافظة درعا منذ يوم الثلاثاء تصعيداً عسكرياً تمثل بتكثيف قوات النظام قصفها للريف الشرقي لهذه المحافظة حيث حققت تقدماً، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في منطقة تسيطر على اجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني.
    ومع استمرار التوتر، حذر الأردن الذي له حدود مشتركة مع سوريا، من انه لن يستقبل المزيد من اللاجئين لديه. كما أبلغت واشنطن الفصائل المعارضة ألا تتوقع تدخلاً عسكرياً أميركياً إلى جانبها، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل.
    ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد مقتل خمسة مدنيين في "قصف جوي روسي" استهدف بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي.
    وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الغارات في درعا منذ الثلاثاء الى 25 مدنياً.
    وتشارك طائرات حربية روسية منذ ليل السبت، وللمرة الاولى منذ عام، في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعماً لقوات النظام.
    وطال "القصف الجوي الروسي على الحراك"، وفق عبد الرحمن، منطقة يقع فيها أحد مشافي البلدة، ما تسبب بأضرار اخرج هذه المنشأة الطبية موقتا عن الخدمة الى حين اعادة تجهيزها.
    وترد الفصائل المعارضة باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام في درعا والسويداء المجاورة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاحد عن استهداف الفصائل لمدينة السويداء وقرية الدور ما أدى الى مقتل طفلة.
    وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية.
    وخلال ستة أيام من الاشتباكات عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، تمكنت قوات النظام من السيطرة على أربع قرى.
    - لا لجوء الى الأردن -

    المصور: محمد ابازيد

    ووثق المرصد نزوح أكثر من 12 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب.
    وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على كامل العاصمة ومحيطها، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية.
    وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبلها في محادثات تدور بين روسيا الداعمة لدمشق، وبين الولايات المتحدة وأيضاً الأردن واسرائيل.
    وفي عمان، قالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الاعلام لفرانس برس ان "القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".
    ويستقبل الاردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون.
    - رسالة أميركية -
    وبدورها، أبلغت واشنطن الفصائل في رسالة إنها لن تتدخل عسكرياً في الجنوب، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل لفرانس برس.
    وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية واطلعت فرانس برس على نسخة منها "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا".
    ولم يصدر اي تعليق من واشنطن على الرسالة.
    وقال القيادي في الفصيل ان "محتوى الرسالة (هو) إن أميركا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، اي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، موضحاً أن الرسالة جاءت كـ"توضيح وليست رداً على طلب من الفصائل".
    وأكدت واشنطن في رسالتها أنها لا تزال "تنصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري".
    وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال إن هناك خيارين أمام الفصائل اما "المصالحة" أو الحسم العسكري.
    وتعد محافظات الجنوب احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية أردنية في تموز/يوليو الماضي.
    وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص (وسط) الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة ادلب (شمال غرب).
    - حظر تجول في الرقة -
    وفي شمال سوريا، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية الأحد حالة طوارئ ومنعاً للتجول لـ48 ساعة في مدينة الرقة.

    المصور: دليل سليمان

    وقالت "قوى الأمن الداخلي في الرقة" التابعة لقوات سوريا الديموقراطية في بيان إن الإجراءات تأتي بعد حصولها على "معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لصالح مرتزقة داعش" إلى المدينة.
    ومنذ طرده من الرقة، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية بضعة هجمات ضد قوات سوريا الديموقراطية في محيط المدينة.
    ودخل حظر التجول حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة (02,00 ت غ) على أن ينتهي يوم الثلاثاء عند الخامسة صباحاً.
    وأوضحت قوات سوريا الديموقراطية أن الإجراءات "تستهدف أوكار الإرهاب و المجموعات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل المدينة".
    وأفاد المرصد السوري بأن السبب الأساسي خلف هذه الإجراءات هو وضع حد لـ"لواء ثوارالرقة"، احدى المجموعات المسلحة التي حاربت الى جانبها سابقاً.
    وأورد أن قوات سوريا الديموقراطية تمكنت حتى عصر الأحد من اعتقال قائد الفصيل وأكثر من 150 من عناصره.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام