• مطعم في جزيرة ليسبوس يدمج المهاجرين بالسكان المحليين


    المصور: أنتي بازيانو

    A G - AFP لم تكن جزيرة ليسبوس اليونانية أكثر من محطّة في خطة هجرة الشاب الباكستاني حافظ، لكنها صارت اليوم مقرّ مطعم يعمل فيه مع عدد من المهاجرين الذين سُدّت بوجههم طرق الحلم الأوروبي، وعلقوا فيها.
    ويقول هذا الشاب البالغ 32 عاما "كان الطبخ حلمي، وقد أحببت ميتيليني كثيرا"، وهو أصبح طاهيا في هذا المطعم التشاركي "نان" بعدما سدّت الاتفاقية الأوروبية التركية طريقه إلى العمق الأوروبي.
    ويجذب هذا المطعم ذو الكراسي الخضر والجدران الصفراء زبائن يُقبِلون على أطباق مثل شيخ المحشي السوري، وكورما الباكستاني وبولاني الأفغاني وكويو ووت الإثيوبي.
    ويقول كونستانتين فليمنغ وهو صحافي ألماني اعتاد على ارتياد المطعم "طعامه شهيّ، لقد طلبنا ستة أطباق ونحن اثنان، ولم يبق في أطباقنا سوى قطعة جبن صغيرة".
    يشارك مطعم "نان" هذا الأسبوع، على غرار مئات المطاعم الأخرى في أوروبا والعالم، بمهرجان "ريفوجي فود فيستيفال" (مهرجان أطباق اللاجئين)، الذي يكرّم للعالم الثالث على التوالي طبّاخين فرّوا من بلدانهم هربا من الحروب والاضطرابات والفقر.
    ويُنظّم هذا المهرجان بالتعاون مع المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
    - "عائلة جديدة" -
    من الطبّاخين المشاركين هذا العام هويدا إبراهيم، وهي سورية في الثلاثين من العمر تعيش منذ سنة ونصف السنة في ليسبوس مع وزجها العامل في منظمة غير حكومية، وابنائها الذين تبلغ أعمارهم بين أربع سنوات و11 سنة.
    ونظرا لارتياحها في عملها وفي إقامتها، ولكون أطفالها يرتادون مدارس يونانية، لا تبدي أي رغبة في المغادرة.
    وتقول "كلّ ما أريده هو مكان آمن لعائلتي، وقد وجدت هنا عائلة كبيرة جديدة".
    وإلى جانبها، يعمل الطبّاخ الباكستاني حافظ عبد الوارث على إعداد طبق من بلاده، وهو كان دليلا سياحيا في لاهور قبل أن يفرّ إلى أوروبا هربا من المتشددين.
    وقد وصل إلى ليسبوس في آذار/مارس 2016 قبل توقيع أنقرة اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي يقضي بإعادة اللاجئين إلى تركيا ما لم ينالوا حق اللجوء أو يُقبل النظر في طلباتهم على الأقل.
    وفي انتظار الردّ من سلطات الهجرة، يبقى الكثيرون في جزر اليونان، ومنهم من ينتقلون إلى برّها.
    تضمّ جزر اليونان حاليا 17 ألفا و352 لاجئا، منهم تسعة آلاف و584 في ليسبوس. ويؤدي هذا العدد الكبير إلى بعض التوتّرات.
    ومع أن حافظ نال الحقّ في اللجوء، لكنه لا يرغب هو وزوجته أن يغادرا ليسبوس.
    تعمل في المطعم أيضا أوفيليا جافد، وهي شابة متحوّلة جنسيا في الثانية والعشرين من العمر هربت من بلدها بنغلادش حيث تعرضت للاعتداء والاغتصاب، وهي نالت أيضا حقّ اللجوء لكنها تفضّل البقاء في ليسبوس مع صديقها الباكستاني.
    - اندماج -
    وتقول "هنا كلّنا متساوون، أشكر الناس الذين استقبلونا بترحاب".
    تأسس مطعم "نان" على يد أربع صديقات في ميتيليني، ومنذ موجة الهجرة الكبيرة بين العامين 2015 و2016 وهنّ يبحثن عن طرق لمساعدة المهاجرين، والمجتمعات المحليّة أيضا.
    وقدّمت إحداهنّ المكان ليقام فيه المطعم، والباقي يأتي من التبرعات، لكن "لا الحكومة ولا الاتحاد الأوروبي شاركوا" في هذا المشروع، كما تقول لينا ألتين اوغلو، صاحبة الفكرة.
    ويقول تيو أليكسليس المسؤول في مفوضية اللاجئين "الاندماج والتعايش هما صلب مشروعنا، ومطعم نان مثال رائع عن ذلك".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام