• آي واي واي على خطى والده في مرسيليا


    المصور: كلاوديو رييس

    A G - AFP كتب الشاعر الصيني آي تشينغ في العام 1933 "مرسيليا بلد قطاع الطرق، مدينة رهيبة!" ويستعيد نجله آي واي واي في احد متاحف المدينة الواقعة في جنوب شرق فرنسا هذه الرحلة عارضا ذكريات منها مع حس الاستفزاز الذي يلازمه.
    في العام 1929، اكتشف الشاعر الصيني الكبير آي تشينغ (1910-1996) الغرب بوصوله الى مرسيليا وذهل وخاف في آن من "عنف" المدينة و"جنونها" مع "ذراعيها الضخمتين الممدودتين نحو البحر".
    وبعد قرن من الزمن تقريبا، يسير نجله على خطى الشاعر من خلال معرض في متحف حضارات اوروبا والمتوسط الذي بني على الرصيف الذي رست عليه السفينة التي نقلت آي تشينغ. وتقول جوديت بن حمو اويه مفوضة معرض آي واي واي "لقد تأثر (الفنان الصيني) كثيرا عندما زرنا المرفأ التجاري لاستعادة وصول السفينة".
    وعندما قدمت اليه دفتر يوميات القبطان اندريه لوبون "اغرورقت عيناه بالدموع" على ما اكدت المسؤولة.
    وتشدد "من خلال عرض هذا الدفتر ومجسم عن السفينة والقناع الجنائزي الذي اعده لوالده فهو يجعلنا نكتشف جانبا من خصوصيته. وهذا امر نادر لدى عملاق الفن هذا مع انه يقوم ببث اشياء عبر إنستغرام وتويتر يوميا!".
    ولدى عودته الى الصين في العام 1932، اودع آي تشينغ الذي كان معارضا للحزب القومي الصيني، السجن. وتروي بن حمو اويه "اضطر بعد ذلك على سنوات إلى تنظيف مراحيض واحراق اشعاره امام اطفاله. وهذا ترك اثرا كبيرا رسم مصير آي واي واي".
    - صابون مرسيليا -
    وعلى امتداد المعرض وهو بعنوان "فان-تان" تيمنا باسم دبابة هجومية اهداها رجل اعمال صيني الى بريطانيا وكانت تستخدم في فرنسا خلال الحرب العالمية الاولى، ينتقل آي واي واي بانتظام بين الصين والغرب.
    في القاعة الاولى، يقف الزائر مفكرا مع قطعتين عملاقتين لصابون مرسيليا المشهور يبلغ وزن كل واحدة منهما طنا. على احداهما حفر الفنان شرعة حقوق الانسان وعلى الاخرى شرعة حقوق المرأة التي وضعتها الكاتبة اوليمب دو غوج.
    ووراء قطعتي الصابون مباشرة جناح خشبي وهو بناء تقليدي من حقبة مينغ وقد طلي بالوان فاتحة ونصب على كريات بلورية.
    وتقول بن حمو "تأثر آي واي واي كثيرا بمبدأ +ريدي ميد+ الذي وضعه مارسيل دوشان ومفاده ان اي قطعة مهما كانت تصبح قطعة فنية بحسب رغبة الفنان".
    وقد حافظ آي واي واي المعروف بمعارضته للنظام الصيني الذي سجنه مدة 81 يوما في العام 2011 على حسه الاستفزازي في هذا المعرض.
    وينتشر عمل للفنان يتمحور حول الاصبع القذرة على اوان خزفية مستهدفا ايضا برج ايفل والموناليزا.
    ويضع الفنان نفسه في تركيبة من احجار الليغو وهو يكسر جرة عائدة لسلالة هان.
    ويستمر المعرض حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام