• مقتل العشرات من المسلحين الموالين للنظام في ضربة جوية على شرق سوريا


    المصور: دليل سليمان

    A G - AFP قتل 38 عنصراً على الأقل من المقاتلين الموالين للنظام في ضربة جوية استهدفت ليلاً أحد مواقعهم في محافظة دير الزور في شرق سوريا، واتهمت دمشق التحالف الدولي بقيادة أميركية بتنفيذها، الأمر الذي نفاه الأخير.
    وتُعد هذه الضربة من بين "الأكثر دموية" ضد مقاتلين موالين للنظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان لم يتمكن من تحديد هوية الطائرات التي نفذتها.
    وتُشكل محافظة دير الزور مثالاً على تعقيدات النزاع السوري، إذ تشهد على عمليات عسكرية عدة، كما تحلق في أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
    وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس صباح الإثنين عن "مقتل 38 مسلحاً موالياً للنظام من جنسيات غير سورية جراء غارة ليلية استهدفت بلدة الهري" الواقعة جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
    ولم يحدد عبد الرحمن جنسيات القتلى، لكنه قال إن مقاتلين ايرانيين وعراقيين وأفغان ومن حزب الله اللبناني يتواجدون في تلك المنطقة دعماً لقوات النظام.
    ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أن "التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية" في بلدة الهري "ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح".
    في المقابل، أوضح المكتب الاعلامي للتحالف الدولي في رسالة عبر البريد الإلكتروني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أنه "على علم بالتقارير حول غارة قرب مدينة البوكمال"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة".
    ويسيطر الجيش السوري ومقاتلون موالون له على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الى جزئين. وتعرضت مواقع الجيش وحلفائه خلال الأسابيع الماضية لهجمات عدة شنها التنظيم المتطرف على مناطق في جنوب مدينة البوكمال، انطلاقاً من نقاط يتحصن فيها في المنطقة الصحراوية.
    ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في معاركها ضد التنظيم المتطرف الذي تحاول طرده من آخر جيب يسيطر عليه شرق نهر الفرات.
    وبالإضافة إلى الطائرات الروسية والسورية وتلك التابعة للتحالف، تشن القوات العراقية بين الحين والآخر ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور.
    - فض الاشتباك -
    وخسر التنظيم الجزء الأكبر من محافظة دير الزور في العام 2017، على وقع هجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السوري بدعم روسي عند الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني شنته قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركي شرق الفرات.
    ويسيطر مقاتلون موالون للنظام على بلدة الهري الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي أنشأته موسكو وواشنطن تفادياً لأي تصعيد بين الطرفين والقوات المدعومة من قبلهما المنتشرة على طرفي نهر الفرات.
    ولم يمنع هذا الخط الحوادث بين الطرفين.
    وفي 24 أيار/مايو الماضي، قتل 12 مسلحاً موالياً للنظام، وفق حصيلة للمرصد، في ضربات جوية جنوب البوكمال. واتهمت دمشق التحالف الدولي بتنفيذها، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأميركية.
    وشنّ التحالف الدولي ضربات عدة ضد قوات النظام في المنطقة. وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت القيادة المركزية للقوات الأميركية مقتل نحو مئة عنصر من القوات الموالية للنظام، بينهم روس، في ضربات شنها التحالف الدولي في شرق دير الزور.
    وفي إطار المعارك المستمرة ضد آخر جيوب التنظيم المتطرف، وسعت قوات سوريا الديموقراطية نطاق عملياتها العسكرية مؤخراً لتشمل ريف الحسكة الجنوبي المحاذي لدير الزور.
    وسيطرت تلك القوات الأحد على بلدة دشيشة التي كانت تعد معقلاً للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة وتقع على "ممر حيوي" كان يربط مناطق سيطرة الجهاديين في سوريا بتلك الموجودة في العراق.
    وكتب بريت ماكغورك، مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي، على حسابه على تويتر "للمرة الأولى خلال أربع سنوات، لم تعد الدشيشة، بلدة شكلت معبراً سيء السمعة للسلاح والمقاتلين والانتحاريين بين العراق وسوريا، تحت سيطرة ارهابيي تنظيم الدولة الإسلامية".
    وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد الا في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام