• "أدغال" كاليه من مخيم للمهاجرين إلى موقع طبيعي


    المصور: فيليب اوغين

    A G - AFP غابت الخيم والملاجئ عن المشهد لتحل محلها مستنقعات ومنحدرات اصطناعية تعشش فيها طيور مهاجرة... فبعد أشهر من الأعمال، تحول الموقع السابق لمخيم "أدغال" كاليه للاجئين في شمال فرنسا حيث كان يعيش حوالى تسعة آلاف مهاجر، إلى موقع طبيعي.
    لدى معاينة المرصد الخشبي المطل على منظر خلاب لمسطحات مائية، من الصعب تخيل أن ما بين ستة آلاف مهاجر وتسعة آلاف عاشوا في هذا المكان بعدما تركوا مناطقهم المضطربة خصوصا في السودان واريتريا وأفغانستان وبقوا مكدسين في مستوعبات وأكواخ لأشهر طويلة قبالة السواحل الانكليزية التي كانوا يحلمون بالانتقال إليها.
    وفي هذه المساحة الممتدة على حوالى ثلاثين هكتارا، تشكل أكبر مخيم للمهاجرين في فرنسا في ربيع 2015 ليصبح مدينة داخل المدينة فيها كنيسة ومسجد ومدارس، قبل تفكيكه بالكامل في تشرين الأول/اكتوبر 2016 بعد مخاض عسير.
    وقال المسؤول المحلي في منطقة بادكاليه فابيان سودري خلال مراسم تدشين الموقع الطبيعي الذي بلغت كلفته 1,7 مليون يورو، لوكالة فرانس برس "لهذا الموقع تاريخ مضطرب خصوصا مع المهاجرين. هو عاد إلى تصرف أهالي كاليه وسيسهم في المنافع الكثيرة للمنطقة".
    وحدها بعض الآثار لا تزال شاهدة على المخيم القديم ل"أدغال" كاليه بينها لافتات لمركز جول فيري حيث كانت تعيش نساء وأطفال والذي هُدم مذاك، إضافة إلى السياج والجدار البالغ ارتفاعه أربعة امتار والتي بنيت بين 2015 و2016 لمنع المهاجرين من القفز إلى الشاحنات.
    ويمكن للمتنزهين استخدام جسرين يقود أحدهما إلى قمة ملجأ من الحرب العالمية الثانية مطل على البحر فيما الآخر يؤدي إلى مرصد يطل على الكثبان والمساحات المائية التي تلجأ اليها طيور مهاجرة.
    وتقول السائحة انغريد موله لوكالة فرانس برس حاملة آلة تصوير "جئنا خصيصا من المانيا لمعاينة التحصينات لأن عم زوجي كان متمركزا في كاليه خلال الحرب".
    وقام برنار فلويه المقيم في كاليه منذ زمن بعيد، بجولة على دراجته في الموقع الجديد.
    وهو يقول "هذا الأمر مريح. هو يتباين مع المصانع" المجاورة التي ينبعث منها الدخان، مبديا قلقه ازاء سبل التوفيق مستقبلا بين هذا الموقع ومناطق الصيد المجاورة.
    - "اجناس محمية" -
    وتوضح مديرة مرصد الساحل التابع للموقع لوديل غوتييه لوكالة فرانس برس "الفكرة كانت تكمن بإعادة تشكيل مواقع طبيعية رطبة تتيح عودة السنونو لاستعادة مساحات كانت شبه مدمرة ولاستقبال الزوار".
    ويمكن تاليا رؤية جرافات تنشط لتوسيع ميناء كاليه بحلول 2020.
    ورغم أن مسارات أولى للنزهات خصصت في المكان منذ الثمانينات، غير أن عمليات تعويض الأثر البيئي لتوسيع البنى التحتية المرفئية توقفت عند بناء "أدغال" كاليه.
    وتؤكد ايمانويل لافوغل رئيسة شركة "ايدن 62" المديرة للموقع "ثمة أصناف محمية عادت للظهور بعدما زالت، كما الحال مع بعض النباتات".
    وجرى تنظيف الأرض (جمع 16 طنا من النفايات) ونبشها وسقفها ونزع الأشجار منها كما جرى تعديل الضفاف المائية اصطناعيا.
    ولا يزال يتعين اقامة موقف للسيارات وأزقة للمشاة بحلول نهاية العام المقبل في النطاق المجاور الممتد على 300 هكتار المكسو بالأشجار المعروف باسم فور فير والذي يعيش فيه حوالى 250 نوعا من الطيور بحسب هيئة حفظ الساحل. وتبلغ تكلفة هذا المشروع 520 الف يورو.
    وتقول رئيسة البلدية ناتاشا بوشار لوكالة فرانس برس إن تحويل "أدغال" كاليه إلى موقع طبيعي يشكل "متنفسا بيئيا غير أن الجراح لم تلتئم (...) والصفحة لم تطو بعد".
    فما بين 350 مهاجرا و400 بحسب البلدية يعيشون في كاليه في ظروف تثير تنديدا مستمرا من المنظمات، وذلك على بعد مئات الأمتار من الموقع الطبيعي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام