• النمسا "منفضة للسجائر في أوروبا"


    AFP يتعرض نمسوي شفي من مرض السرطان للإهانات والانتقادات إثر حملته المنفردة الرامية إلى حظر التدخين في المطاعم والحانات في النمسا التي لا تزال من البلدان الأوروبية القليلة التي تجيز التدخين في أماكنها العامة.
    لكن ديتمار إرلاشر الملقب ب "شرطي التدخين" والبالغ من العمر 63 عاما لا يعتزم الاستسلام. وهو قال لوكالة فرانس برس "لست بانتظار أن يشكرني أحد، لا المدخنين ولا وسائل الإعلام".
    وقد كشفت آخر دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية بشأن استهلاك التبغ في أوساط بلدان الاتحاد الأوروبي أن نحو 33 % من النمسويين هم من المدخنين، في مقابل 28 % من الفرنسيين، و27 % من البريطانيين و26 % من الالمان.
    وحتى في مطعم مقر وزارة الصحة النمسوية، يمكن للزبائن التدخين لكن في قاعة منفصلة.
    ولا تجوز أن تكون القاعات المخصصة للتدخين أكبر من نصف مساحة الموقع، وينبغي ألا ينتقل الدخان إلى القاعة الأخرى الخاصة بغير المدخنين، بموجب القانون المعمول به في البلاد.
    لكن هذا القانون ينتهك مرارا وتكرارا، وهو لا يشمل المواقع التي تقل مساحتها عن 50 مترا مربعا، ويجيز لتلك التي لا تتخطى مساحتها 80 مترا مربعا السماح لزبائنها بالتدخين في القاعة عينها، في حال تعذر عليها إنشاء قاعة لهذا الغرض.
    وتختلط الأمور بالتالي في البلاد، بين مؤسسات تتحايل على القانون واخرى تنتهكه بكل بساطة لتمسي النمسا "منفضة للسجائر في أوروبا" ، على حد قول ديتمار إرلاشر.
    وقد أظهرت دراسة أصدرتها جمعية طبية في العام 2011 أن 61 % من المؤسسات لا تمتثل للقانون.
    وما من رقيب على هذه المؤسسات، فهي لا تخضع لرقابة الشرطة أو السلطات المعنية بشؤون الصحة، بحسب ما شرح "الشرطي"، ما دفع أفراد المجتمع المدني، من أمثاله، إلى التحرك.
    وهو قام بدعم من منظمته بالتقدم بحوالى 18 ألف شكوى منذ دخول القانون حيز التنفيذ في العام 2009، على الرغم من ارتفاع كلفة الدعاوى القضائية.
    وينبغي على الفرد الراغب في الانضمام إلى فريقه أن يكشف عن اسمه وعنوان سكنه، أي أن صاحب الحانة قد يعرف هوية المتقدم بالشكوى ضده ويمنعه من دخول حانته.
    وقد أخبر ديتمار إرلاشر الذي يشبهه بعض منتقديه ب "الواشين النازيين" "منعت من الدخول مثلا إلى أكبر مركز تجاري في فيينا".
    وأقر فرانتس بييتش المسؤول في وزارة الصحة بوجود "مشاكل في بعض المناطق" في ما يخص تطبيق القانون، لكنه ذكر بالغرامات المفروضة على المخالفين والرخص التي سحبت منهم.
    ويخشى أصحاب المطاعم من جهتهم انخفاض عدد زبائنهم. وصرح صاحب مطعم يوناني في قلب فيينا لوكالة فرانس برس "مساحة مطعمي لا تتعدى 35 مترا مربعا، ويمكنني بالتالي أن أسمح لزبائني بالتدخين ... أنا لست شخصيا من محبذي التدخين، لكنني إذا حظرته، لن يأتي أحد إلى مطعمي".
    واعتبرت غرفة التجارة أن الوضع قد تحسن بصورة ملحوظة منذ الدراسة الصادرة في العام 2011، فضلا عن انخفاض الشكاوى.
    وقال يوزف بيتسينغر المسؤول في الغرفة "ما من داعي لتغيير لوضع، فقد باتت الشكاوى معدومة تقريبا، وأظن أنه لا بأس بالحل الذي توصلنا إليه في النمسا".
    وقد عزا إرلاشر جهته هذا الانخفاض إلى فتور همة مؤيدي حظر التدخين. وهو يحاول قدر المستطاع تفادي ملاحقة الأفراد، ما عدا في بعض الحالات مثل أرنولد شوارزنيغر الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا النمسوي الاصل أو مستشار بلدي من المدخنين معني بشؤون الشباب والرياضة.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام