• محمد بن سلمان يمثلني كعربي وأعداؤه أعدائي


    بقلم : يوسف علاونه رغم تباين الاهتمامات في هذا الزمن الصعب على جميع بلادنا العربية، إلا أن الحقائق الثابتة تبقى على ما هي عليه وهي أننا أمة عربية واحدة تواجه أعداء طامعين حاقدين ألداء يستهدفونا جميعا بلا استثناء.

    ومن هذه الحقائق أن أمتنا تتكون من مجموعة أقطار تكونت حدودها الجغرافية في زمن الانحطاط الاستعماري التركي، وجرى تمزيقها ضمن كيانات (وطنية) في الحقبة الاستعمارية وما بعدها، ومن دون أن يلغي هذا حقيقة أنها الوطن العربي الكبير موقع ومقر رسالة الإسلام، ومنبت أبطالها الخالدين الذين حملوها لكل البشر.

    ومن الحقائق أن مصيرنا واحد، وأن همومنا واحدة، وأن طموحاتنا واحدة، وأن ما يحزننا واحد، وأن ما يفرحنا واحد، وأن نكبتنا واحدة، وأن نهوضنا واحد، وأننا كعرب على هذه المساحة الممتدة فوق 12 مليون كم2 نظل نحن ثقل وبيضة الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض فنحن نملك البوصلة، ولنا كلمة الفصل ولنا الفضل من رحمن رحيم.

    وإنه غير خاف ما أكده وأثبته ما يسمى (الربيع العربي) من أن بلادنا من نواكشوط وحتى مسقط، ومن الموصل وحلب حتى الخرطوم، مع جميع التخوم العربية الجميلة الخالدة تخضع لنفس التأثيرات، خيرا أو شرا، وأن المؤامرات والعداوات ضدنا لا تستثني أحدا، ولا تتجاوز أحدا، بل هي كنار الغابات تنهش ما أمامها، وتنقض على المساحات البعيدة بالشرر المتطاير.

    وقد أظهرت لنا الوقائع أن الأطراف المستفيدة مختصرة بثلاث قوى إقليمية تتفاوت بالعداوة والطمع والشذوذ فتتمثل بالعناوين الثلاثة: إيران وعقيدتها، وتركيا وأوهامها المريضة، وإسرائيل بشذوها السرطاني الطارئ، تضاف لها قوى كبرى متضاربة الأجندات، جراء هواجس وغرضيات وأحقاد تاريخية ودينية تتصل بأن هذه المنطقة تملك شيئا واحدا بامتدادها الصحراوي، وبمناخها القاري وبندرة سبب العيش الأول (الماء)، هو رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم..

    الرسالة التي يراها هؤلاء الخطر الداهم المهدد لـ (حضاراتهم) وقواهم، كونها تقدم البديل الذي سيظهره الله سبحانه على الدين كله ولو كره المشركون.. ولو كره الكافرون.. ولو كره المنافقون.

    من هنا فقط ظلت بلادنا محط كل حراك الحروب والغزوات والمؤامرات، والمثابرة على أن تبقى غارقة بالتخلف والغوغائية والجهل والمرض، لا كي تظل أرضا مستباحة لهؤلاء فقط، وإنما رهبة وخوفا من نهوضها وعزتها المجلجلة الجاهزة والمتحفزة للوثوب كل لحظة.

    في هذه الظروف كان تطلعنا كعرب متقلبا دائما وراء أي مشروع نلمس فيه ولو بالحس الفطري، الرغبة بالنهوض وتحقيق قيامة ترضي طموحنا بل واجبنا من الوجود في هذه الدنيا.على أنه وللأسف كان القائم على المشروع في كل مرة غير خبير أو عارف بمعطيات العصر والظروف المحيطة أو المتغيرات الداهمة، فيقع الفل وينتهي المشروع بكارثة لا تبقينا فقط حيث نحن وإنما تعيدنا إلى الوراء.

    وهكذا صدقنا أحزابا شاذة وزعامات طارئة توزعت بين الجهل والمغامرة، وخضعت لمعايير التسيير المنشغل بذاته جراء الارتداد، فيكون همه الأول الحفاظ على الكرسي طمعا أو أو تهورا أو جهلا.

    وهكذا مضت كل الحقب السابقة عبثا لأنها اتبعت كل غريب وشاذ عن عقيدة وفطرة وسمو أخلاق العرب وصلابتهم ونباهتهم، لتنهار المشاريع واحدا بعد الآخر، حتى قيض الله لنا الفهم وبالتجربة الحية أن ما ينقصنا ليس الحلم الذي يصير وهما جراء فقدان القدرة، بل أن نكون أصحاب مشروع قائم متدرج يؤمن بالبناء والعمل، ويفهم طبيعة العلاقات الدولية، ولا يستفز القوى الكبرى القادرة على طحننا عبر التكالب ضدنا فرادى أو جماعات، فنشأت على هامش الفوضى العربية المتراكمة التي فجرها ما يسمى (الربيع العربي) تجارب متوارية لم تكن بحسبان أحد وتركزت في جزيرة العرب، أثمرت دولا صغيرة ومتوسطة حول البلد الأكبر السعودية، ونجحت ببناء بنية تحتية عصرية تحتاج فقط لإعادات هيكلية كي تدخل أقيام العصر، فتمتلك القوة والثبات وتنطلق لما هو أبعد، فنسبة الأمية تتلاشى في مجتمعات هذه الدول، وهي تحقق منجزات زراعية تطابق حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا"، مع نهوض اقتصادي طيب، ومقدرات قيد السيطرة والتثمير، وبنظم حاكمة وقورة مهابة متسامحة، وبحراك إعلامي وثقافي متعاظم يبز (الشمال) العربي المنهك الغارق بالعجز والخيبة، فلكأنه مطابق لحديث شريف آخر: "عدتم من حيث بدأتم عدتم من حيث بدأتم عدتم من حيث بدأتم شهد على ذلك دم أبي هريرة ولحمه".

    نحن ولله الحمد لا نتحدث من كتاب خيال علمي أو قصصي، وإنما نؤشر على واقع قائم يقوده حكام يضعون كل هذا نصب أعينهم، فأول ما يقوله رجل مثل محمد بن زايد لنظرائه في الغرب المسيحي عند فتح ملفات الإرهاب هو أننا نحن المتضررين قبلكم ونحن من يريد استعادة الإسلام من هؤلاء الخوارج والضالين، الذين قتلوا منا أكثر مما قتلوا منكم، وهدموا لنا أكثر مما هدموا لكم، وزرعوا الفوضى في مجتمعاتنا أكثر مما كان من ذلك لديكم، وليكون لهذا الكلام قيمته الفاعلة فهؤلاء الذين يستحوذون على الريادة والقيادة لاقتصاد البشرية وقوتها، يلمسون لمس اليد أن الفرص والمقدرات عربيا موجودة فقط تحت يد هذا الذي يتحادث معهم (محمد بن زايد) وأمثاله في بقية دول الجزيرة العربية، وأولهم وأثقلهم وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ذئب التاريخ والجغرافية الحازم والعازم والمتطلع لسجل يرفع قدره في التاريخ قبل قدره في عيون الناس وقلوبهم، وابنه الذي انتخبه من بين 11 شقيقا ومن بين عشرات الأمراء ممن هم في سنه، الأمير محمد بن سلمان قاهر ومكدر خواطر الأعداء جميعا، بقدراته وطاقاته التي حرص أبوه وزرعها فيه حتى اليقين بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، ينطق باسم قبلة المسلمين وما تمثله من ظهور ومهابة وثقل وعظمة لرسالة دينها، ويخاطب العالم باسم المكون الأول فيها، وهو خزان هائل من قوة شباب واع لا يستهويه شيء اليوم غير أن تكون بلاده هي السعودية العظمى، تنطلق نحو مقام عالمي مرموق، وتقود أمة الإسلام بما حباه الله لها من خدمة بيته العتيق الأول ومسجد رسوله الكريم في زمن الانكشاف الشامل وظهور الدين القويم، وتكون الرافعة العظمى التي تتولى تظهير الصورة العربية الجديدة شاملة كل أقطار العرب، فتضعهم على أول الطريق الصحيح وتسير أمامهم ومعهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، هو لن يخرج بالتأكيد عن القدر الذي قدره الله سبحانه وتعالى ضمن آيته الكريمة من سورة المائدة: "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا".

    من هذه المنطلقات فقط نرى الحملة المركزة التي يشنها على الأمير محمد بن سلمان حلف الروافض والخوارج وأعداء المشروع العربي إجمالا ممن تتوزع أغراضهم بين تدمير كل الوطن العربي وأقصد إيران، أو منظمة الإخوان المسلمين التي انقرض مبرر وجودها بعد اتضاح نواياها خلال مأساة الربيع العربي، وقبول هذه المنظمة وكيانات ونظم هزيلة خائبة التحالف مع إيران ومشروعها المجوسي التدميري الذي نلمسه لمس اليد ونراه رأي العين، مع متوهمين من الترك يحلمون بعودة خلافتهم (العثمانية) في صورة هيمنة تركية على (الولايات) العربية السابقة!.. مما هو مستحيل وتلفظه النهضة العربية التي تعيد الترك والفرس وغيرهم إلى الصف الخلفي أو الثاني، وهو الأمر الطبيعي فهذه الرسالة منبتها أرض العرب، وكعبتها عربية، ورسولها عربي، وكتابها عربي، وأبطالها الأوائل عرب، وصحابة رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم عرب، بل وحتى ما بعد الدنيا الفانية فإن لسان أهل الجنة في الجنة عربي!

    لذلك فإننا كعرب نستبشر بهذا الرجل وندعم أفكاره وتوجهاته وسنبذل كل ما بوسعنا بالوقوف معه، وسنقدم له كل نصيحة ممكنة حتى ينجز مسعاه بدفع بلاده إلى ميدان الرفعة والريادة في كل مجال، وفي نفس الوقت وبهذه الصفة فإننا ننظر بازدراء واحتقار لكل المتطاولين عليه وعلى مقامه العربي العزيز، مرة باسم قضية فلسطين وهم أبعد الناس عنها ولاقرب لهم ناحيتها إلا من أبواب المزايدات الفارغة والفبركات المضحكة المريضة، ومرة باسم الخشية على الإسلام وهم سابقون وأولون في تشويه الإسلام والشذوذ عن تعاليمه وشرائعه وأغراضه والتنقيص من شأنه.

    وهكذا:
    #افضحوا_الحملة_على_الأمير_محمد

    *يوسف علاونه*
    twitter: @alawnay
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام