• فرقة "كاندوكو" تطور مفهوم الرقص عبر إفساح المجال لأصحاب الإعاقات


    المصور: دانيال ليل - اوليفاس

    A G - AFP يعتلي سبعة راقصين المسرح بعضهم على كرسي نقال والبعض إما على عكازين او على رجليه... وهم جميعا اعضاء في فرقة "كاندوكو" للرقص الاحترافي ويجددون من خلالها فكرة الرقص وممارسته.
    في مساء هذا اليوم على مسرح "سادلرز ويلز" في لندن، يظهر الجمهور اهتماما كبيرا بالعرضين المقدمين. ويصور الأول الغني بالرقصات، الميزات الجمالية لكل راقص. أما العرض الثاني المليء بالحوارات فيتضمن تساؤلات فكاهية عن الأفكار النمطية السائدة بشأن الاختلافات الجسدية.
    ويقول ديفيد كلارك وهو صائغ بريطاني أتى لمشاهدة العرض "هذا الأمر يجعلكم مدركين بشدة لجسدكم ولأجساد الآخرين"، مضيفا "أنتم تدركون أن عدم التناسق قد يكون أجمل من التناسق. وعندما ترون هذه الحركات التي يؤديها أشخاص بترت لهم ساق أو ذراع، تدركون كم أن جسم الإنسان مذهل".
    ويوضح دييغو توريس وهو راقص سابق جالس بين الحضور "من المثير للاهتمام اكتشاف هذا العمل. ما ينجحون بفعله، سواء كان الراقصون معوقين أم لا، أمر مذهل. نحن ننسى الإعاقة".
    إزالة التمييز المفروض من الإعاقة لحصر الرقص بجانبه الفني، هذا كان هدف سيليست دانديكير (66 عاما) لدى مشاركتها في تأسيس الفرقة العام 1991.
    وتقول دانديكير لوكالة فرانس برس "لم أكن أريد أن ينظروا إلينا على أننا مشروع علاجي وأن يقولوا عنا +إنهم يبلون بلاء حسنا كراقصين معوقين+"، مضيفة "كنت أريد أن يكون عملنا كراقصين ممتازا".
    - حادث على المسرح -
    تعرضت الراقصة سيليست دانديكير لحالة سقوط أثناء مشاركتها في عرض العام 1973 ما أصابها بالشلل وجعلها أسيرة كرسي متحرك.
    وهي تستذكر قائلة "كنت أظن أني لن أتمكن يوما من الرقص مجددا. حينها، كانت الأمور مختلفة جدا، لم نكن نرى بتاتا شخصا على كرسي متحرك في الأماكن العامة".
    وقد راكمت سيليست دانديكير التي بدأت عملها كراقصة ثم كمديرة فنية للفرقة، الجوائز إلى أن منحت وساما من الملكة اليزابيث الثانية في 2007 السنة التي تنحت فيها عن مهامها.
    وبعد أكثر من ربع قرن على إنشائها، أصبحت فرقة "كاندوكو" مرجعا مهما في مجال الرقص المعاصر وقد لاقت إشادات من العالم أجمع بفضل جودة ما تقدمه وليس على خلفية حالات الإعاقة التي يعاني منها بعض أعضائها.
    وقد عملت الفرقة مع أسماء كبيرة بينها الأميركي ستيفن بترونيو والفنزويلي خافيير دي فروتوس والفرنسي رشيد اورمدان.
    حاليا، تواصل الفرقة التي يتجدد أعضاؤها دوريا، عمل المؤسسين من خلال وضع القدرات الحركية المختلفة لراقصيها السبعة بينهم أربعة من ذوي الإعاقات، في صلب إبداعاتها.
    ويقول جويل براون الذي يرقص على كرسي متحرك "بفضل تنوع أشكالنا ننجح في تقديم أمر جديد". وهو يعاني شللا من القدمين إلى الصدر بعد تعرضه لحادث سيارة عندما كان في سن التاسعة.
    ويضيف "علي دوما الحفاظ على توازني وهذا أمر صعب جدا من دون القدرة على التحكم بعضلات الصدر. إذا ما مددت ذراعي سأقع. من هنا تؤثر اعاقتي على حركاتي، غير أن هذا الأمر يسهم أيضا في تطوير جمالية معينة".
    - "الجسم المثالي" -
    وعمد بن رايت الذي عُيّن أحد المدراء الفنيين للفرقة في كانون الثاني/يناير 2018 بعد محطات له في الأوبرا الوطنية في واشنطن والأوبرا الكوميدية في باريس، الى تجديد مقاربته للرقص من خلال العمل مع "كاندوكو".
    ويقول مصمم الرقصات "رغم أن تجربتي في الرقص تفوق ثلاثة عقود، لدي انطباع بوجوب تغيير كل ما أظن أني اكتسبته"، مضيفا "إنها مقاربة تثري الإنسان، عندما تبدأون بالنظر إلى الواقع الذي يعيشه الأشخاص من حولكم، فإن ذلك يؤدي إلى إعادة النظر في نظرتكم للأمور".
    وعلى رغم النجاح الذي حصدته الفرقة، تأسف الراقصة الفرنسية لورا باتاي للحضور الضعيف لذوي الإعاقات في المجال الثقافي. وهي تقول "سُجل تقدم طبعا، لكن الطريق لا يزال طويلا للغاية".
    وتذكر باتاي التي تابعت تحصيلها في المعهد الموسيقي في ليون، أنها كانت طوال فترة دروسها "الطالبة الوحيدة" من ذوي الإعاقات. وهي تعاني تشوها خلقيا في ذراعها اليسرى.
    وتقول باتاي "الرقص يتطور رغم أنه لا يزال خاضعا بدرجة كبيرة للأصول المعتمدة في الرقص الكلاسيكي ولصورة الجسد المثالي".
    وتطالب لورا باتاي مدارس الرقص بفتح أبوابها "للجميع".
    وبالإضافة إلى عروضها في بريطانيا، يمكن متابعة أعمال فرقة "كاندوكو" في المانيا وكرواتيا والولايات المتحدة خلال الصيف إضافة إلى فرنسا.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام