• محاكمة المخترع الدنماركي مادسن في قضية مقتل كيم فال تشارف على نهايتها


    المصور: مارتن سيلفست

    A G - AFP تشارف محاكمة المخترع الدنماركي بيتر مادسن على نهايتها هذا الأسبوع مع ترقّب صدور الحكم في قضية مقتل الصحافية السويدية كيم فال.
    ماذا حدث تحديدا ليل 10 -11 آب/أغسطس 2017 على متن غواصة "نوتيلوس" التي صممها مادسن؟ وكيف قتلت الصحافية كيم فال البالغة من العمر 30 عاما؟ فهل قتلت كما يقول الادعاء ام إنها توفيت عرضا كما يؤكد المتّهم؟
    وقد سمحت جلسات هذه المحاكمة التي امتدت على عشرة أيام في قضية غير مسبوقة امام القضاء الدنماركي، بإلقاء الضوء على شخصية بيتر مادسن الغريبة بسبب شغفه بأفلام الرعب حيث من الشائع اغتصاب النساء وقطع رؤوسهن. لكنّها بيّنت أيضا نقص الأدلة المادية القاطعة.
    وقبل الحكم المنتظر الأربعاء على أقرب تقدير، يتواجه المدعي العام ياكوب بوش-يبسن مع محامية الدفاع بيتينا هالد إنغمارك مرّة أخيرة الاثنين.
    ويؤكّد الادعاء الذي يطالب بعقوبة السجن مدى الحياة أن المخترع عذّب الصحافية وقتلها لإشباع انحرافه الجنسي، وهو ما ينفيه هذا الأخير. ويقول الدفاع من جهته إن الوفاة حدثت عرضا.
    وما انفك مادسن (47 عاما) المتّهم بالقتل مع سابق تصور وتصميم وممارسة تعذيب جنسي في ظروف مشددة للعقوبة والتمثيل بالجثة، يبدّل رواياته منذ توقيفه غداة رحلته مع الصحافية التي رافقته على متن غواصته لإجراء مقابلة.
    وكان المتهم قال في بادئ الأمر خلال التحقيق إن كيم فال قضت عرضا جراء حادثة سقوط لوح على رأسها ليل العاشر من آب/اغسطس 2017 مشيرا إلى أنه قطّع جثتها ورماها ليوفر لها "مدفنا بحريا". غير أنه غيّر روايته في تشرين الأول/اكتوبر بعدما أظهر تشريح جثة الضحية عدم وجود آثار صدمات على رأس الصحافية.
    وأفاد بيتر مادسن في روايته الأخيرة التي اعتمدها مذاك بأن كيم فال توفيت اختناقا بسبب انبعاثات أول أكسيد الكربون في داخل غواصة "يو سي 3 نوتيلوس".
    المحققون على قناعة بأن مادسن خطّط لفعلته هذه، خصوصا أنه كان معه على متن الغواصة مجموعة من الأدوات، أبرزها منشار وسكين ومفكّ وشرائط وسلاسل.
    وكشفت تحاليل الطب الشرعي عن 14 جرحا داخليا وخارجيا عند مستوى الأعضاء التناسلية ناجما عن قطع حادة أصيبت بها الضحية عندما كانت لا تزال حية.
    ومادسن وحده قادر على الإجابة على التساؤلات التي تراود أقرباء فال.
    وعندما سئل لماذا قطّع جثة الصحافية، أجاب بكلّ برودة أعصاب "عندما يكون لدينا مشكلة كبيرة، نقطّعها أجزاء".
    في العام 2008، أطلق مادسن غواصة "نوتيلوس يو سي 3" التي تعدّ من أكبر الغواصات الخاصة في العالم.
    وواصل نشاطاته في مجال الملاحة الفضائية ونجح في حزيران/يونيو 2011 بإطلاق صاروخ من منصة عائمة قبالة جزيرة بورنهولم قبالة بحر البلطيق.
    أما كيم فال، فهي صحافية ناجحة عملت في مناطق مختلفة من العالم وتعاونت خصوصا مع "ذي غارديان" و"نيويورك تايمز".
    وكانت تهوى الكتابة عن أشخاص مسيراتهم خارجة عن المألوف وتحضّر لإعداد سيرة عن مادسن.
    وقالت إحدى زميلاتها في صحيفة هونغ كونغ "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" في تصريحات لوكالة فرانس برس "كتبت مقالات شيقة عن الصين وزارت أوغندا وكوريا الشمالية وهي كانت تضفي طابعا ساخرا على المسيرات الشخصية التي كانت ترويها".
    وفي 10 آب/أغسطس، صعدت على متن "نوتيلوس" قرابة الساعة السابعة مساء في رحلتها الأخيرة.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام