• المنانون على فلسطين.. جسور العدوان المجوسي.. ابن سمسار الأراضي!


    بقلم : يوسف علاونه أسوأ السلوك عند البشر التمنن، عبر المن بالمعروف والإحسان.
    لماذا؟

    لأن الأصل في العمل هو ذلك المعروف والإحسان، والحر لا يتمنن، يقول تعالى:
    "يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر* ولا تمنن تستكثر" فواتح سورة المدثر.

    ويقول تعالى في آيات مستقبحا المن: "وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل" الشعراء 22، ويقول: "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" الحجرات 17، ويقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى" البقرة 264.

    و‏عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة والمنفق سلعته بالحلف الفاجر والمسبل إزاره) رواه مسلم.

    ‏وعن ابن عمر (عبدالله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى) رواه النسائي وقال الألباني حديث صحيح.

    ‏وهكذا في شأن الإيمان والجهاد وكل بذل صالح، لأن الأصل في الإنسان السوي أن يكون نافعا، ولذلك يخيب الروافض عندما يلصقون بأهل البيت هذه الصفات التي ليست بهم بل هم يطعنون بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم عندما يجعلوهم نافعين للإسلام وكأنه غير صالح إلا بهم!.. فالإسلام أصلحهم وأصلح غيرهم، ‏والله هو المان عليهم بأن هداهم وجعلهم مسلمين ولا فضل لهم بدليل أن من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب (عمومته) من ذمه الله بالقرآن فالفضل بالإيمان والصلاح والفلاح هو لله وحده وليس لمن يعبد هؤلاء الروافض من الموتى في قبورهم لا يسمعون دعاءهم وسيتبرأون منهم يوم الدين.

    ‏مثل هذا ما يفعله المانون على أوطانهم، على قضية فلسطين مثلا، ففي اليومين الماضيين دار سجال وجدال يعلم الله أني لم أكن راغبا فيه مع أحد مذيعي قناة الجزيرة المتخصص بالإساءة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودائما شعاره قضية فلسطين في مزايدات فارغة،‏ الهدف منها (دائما) ليس فلسطين وإنما تلميع صورة دولة قطر حيث يعمل هذا المذيع مسترزقا الله له ولعياله، وتشويه صورة بلدين عربيين أكبر من قطر وأهم من قطر، ولم يصدر عنهما ما يسيء لفلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين ما يوجب على الفلسطيني المخلص أن يحرص عليهما كما غيرهما من بلاد العرب‏ لأن الأصل في هذه القضية العادلة لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية عموما أن المشاعر واحدة والمواقف واحدة وهي استمرار النضال وبكل الطرق المشروعة حتى عودة الحق لأصحابه ومن دون أن نجعل هذه القضية العادلة الشريفة سببا للفرقة والعداوة بين شعوبنا وبلادنا العربية والمسلمة.

    ‏والمدهش أن جيش المزايدين على قضية فلسطين يناقضون أنفسهم، فالبلدان التي يدعمونها ويروجون لطهارة مواقفها أقرب لإسرائيل والولايات المتحدة من السعودية والإمارات وغيرهما مثل مصر التي قدم شعبها التضحيات الثمينة والدم الغالي في سبيل فلسطين وما زال شعب مصر وقيادته في مقدمة العرب بهذا ‏وغير خاف أن أحد أكبر القواعد الأميركية في العالم موجودة في قطر، والعلاقات السياسية والمعلنة قائمة بين إسرائيل وقطر وتركيا لدرجة أن هناك اعترافا لأحد أكبر موجهي السياسة القطرية وهو حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بأن قطر تحتاج هذه العلاقة ضد السعودية!.

    ‏وإذا بسطنا المسألة بل المشهد كله عبر أسئلة مباشرة فمن الذي زار حائط المبكى ولطم عنده؟
    أهو رجب طيب إردوغان أم سلمان بن عبدالعزيز!؟
    ومن الذي زار نصب المحرقة اليهودية ولبس القبعة اليهودية!؟
    أهو رجب طيب إردوغان أم محمد بن زايد آل نهيان!؟
    ‏ومن الذي له سفارة في إسرائيل ويعترف بها ويجري جيشه المناورات العسكرية معها!؟
    هل هو رئيس تركيا رجب طيب إردوغان حبيب القطريين وقناتهم ومذيعيها - رموز النضال العربي! - ورمز جماعة الاخوان أم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؟

    ‏والأمثلة كثيرة لا يتسع لها المقام ولكن يختصرها سؤال آخر وبصيغة جارحة كي يصحو المخدوع من أمتنا على هؤلاء:
    شيمون بيريز رئيس دولة العدو الصهيوني هل زار الدوحة أم أبوظبي!؟
    ومن الذي استقبله واستضافه!؟ هل هي قناة الجزيرة أم قنوات الإمارات!؟

    ‏وسط هذا الخلاف السياسي والإعلامي والذي مارسناه بأريحية وبحرص على عدم حرق المراكب كلها أدخل هؤلاء الخصومة الشخصية واستهدفوني في سمعتي وتطاولوا على عائلتي وعرضي مستعينين بأقذر ما أنتجه الإعلام الشعبي وهو رجل يقيم في الولايات المتحدة يرى الجميع سفالته ونجاسته التي مست قطر نفسها.

    ‏فهذا العجوز السافل الكلمات والمنحط العبارات اشتهر بالطعن بالأعراض والمساس بالمحارم لدرجة أنه تقول بما لا يمكن إعادته وذكره على أم الأمير القطري بل ألف كتابا عنها قال فيه عنها ما لم يقله مالك في الخمر لنجد القطريين مع شديد الأسف يهرعون ليجعلوا من هذا الرقيع منبرا يدافع عنهم!

    ‏وأكثر من هذا فإن المذيع المذكور هو الذي هرع مفتسما الغنيمة مع هذا السافل لا لشيء إلا لأنه تخصص بالطعن بي شخصيا من دون أن يخجل هذا المذيع من أن العجوز القذر قال في زميلة له من النجاسة والقذف والوقاحة ما لا يمكن غفرانه أو القفز عليه.

    ‏هنا لم يكن أمامي غير الرد لأن البادئ أظلم، ولم يكن هناك بد من فتح باب طالما استبعدته حتى من ذهني، لأنه يمس والد هذا المذيع المدون اسمه في شتى المراجع العربية والصادرة عن مراكز أبحاث ودراسات فلسطينية موثوقة باعتباره كان سمسار معروف أراض للاستيطان اليهودي في فلسطين!

    ‏وقد ترددت كثيرا عندما كتبت هذا، فالمذكور بين يدي ربه، والمبدأ أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، والميت لا تجوز عليه غير الدعاء بالرحمة، لكني فعلت الذي فعلت لأن هذا المذيع جعل من كل ما سبق وبالظلم والافتراء أدوات في سجال لا يفيد أحدا متجاوزا كل الحدود ومصرا على تلميع سافل منحط لا لشيء ‏إلا ليسيء لي ولعائلتي ولاسمي وسمعتي، وفوق هذا مستخدما ابن والده الذي لم نسمع باسمه من قبل لا مناضلا ولا مجاهدا، يتمنن فيه على الأمة وتاريخها، فإذا بنبش بسيط في السجلات الموثقة والمثبتة يظهره كمجرد سمسار أراض لليهود!

    ‏بالتالي فهي نصيحة لكل أحد: لا تمنن على الناس ولا تمنن على وطنك ولا تزعم ما أنت لست فيه لأن المن يستجلب غضب الله سبحانه ويستحق المانّ الطرد من رحمته جل شأنه، فالمن يوغر الصدور ويحبط الأعمال وينقص الأجر وقد يذهب به بالكلية ويحرم صاحب هذه الآفة من نعمة النظر إلى الله يوم القيامة.

    *يوسف علاونه*
    twitter: @alawnay
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام