• منتدى برازيليا يناقش سبل التوفيق بين حاجات الزراعة وترشيد استخدام المياه


    المصور: ايفاريستو سا

    A G - AFP بحث خبراء وسياسيون في المنتدى العالمي للمياه المنعقد في برازيليا مسألة ترشيد استخدام المياه لانتاج الاغذية في حين تعاني الارض اكثر من اي وقت مضى من شح في هذا المورد الحيوي.
    وغداة نشر الأمم المتحدة تقريرا مقلقا عن خطر افتقار 5,7 مليارات شخص للمياه في العالم بحلول 2050، بات يتعين على القطاع الزراعي اعتماد اساليب أقل استهلاكا لهذا المورد المهم.
    ولهذه الغاية، تقدم التكنولوجيا مساعدة ثمينة مع أنظمة ري ذكية وطائرات مسيرة عن بعد وأقمار اصطناعية وآليات زراعية متصلة بقواعد للبيانات. والهدف يكمن في الإفادة من كل قطرة ماء عند زرع الأرض.
    والمثال الأفضل عن موضع القلق هذا هي البرازيل البلد المضيف لهذه النسخة الثامنة من المنتدى التي يجتمع فيها 40 الف شخص بينهم نحو خمسة عشر رئيس دولة و300 رئيس بلدية من العالم أجمع إضافة إلى عشرات العلماء والناشطين البيئيين.
    وتخصص الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة، وهي من أكبر المزودين في العالم بالمواد الغذائية، أكثر من 50 % من مياه الأنهر والبحيرات للقطاع الزراعي.
    وقال رئيس المعهد الوطني للبحث الزراعي "امبرابا" ماوريسيو لوبيس لوكالة فرانس برس "نريد تقليص هذه الكمية وتطوير نباتات أكثر فعالية وتحسين أنظمة الانتاج وتطوير معدات أكثر جدوى".
    وتحدث عن "طفرة في ممارسات ترشيد استهلاك المياه للاقتصاد في هذا المورد وأيضا في الهندسة الجينية النباتية"، لافتا إلى أن "هذه الثورة بدأت تشق طريقها".
    وفي المنتدى، شارك لوبيس في حلقة حوارية بشأن الطريقة التي تستخدم فيها المياه المتوافرة والمقسمة إلى "مياه زرقاء" أي تلك الموجودة في المحميات الطبيعية مثل البحيرات وهي المصدر التقليدي لري المحاصيل الزراعية، و"مياه خضراء" أي تلك التي تختزنها الأراضي والغابات.
    - قطاع الزراعة يرد -
    وأشارت كلوديا سادوف مديرة المعهد الدولي لإدارة المياه ومقره سريلانكا خلال هذه الحلقة الحوارية إلى أنه "في حين نعيش تحت ضغط دائم بشأن كمية المياه المتوفرة، من المهم بذل قصارى جهدنا لاستخدام هذه الموارد بطريقة أكثر فعالية".
    وقالت "هناك أماكن حيث الري التقليدي سيكون ضروريا وفعالا جدا وأخرى ستكون مياه الأراضي والكتل الحيوية أفضل الخيارات المتوافرة فيها. هذا موضوع يتعين علينا التنبه إليه مستقبلا".
    أما الجانب الآخر من العلاقة المعقدة بين استخدام المياه وانتاج الأطعمة هو الأثر اللاحق بالبيئة.
    وأشار لوبيس إلى أن البرازيل، أغنى بلدان العالم لناحية التنوع الحيوي والذي تضم أراضيه حوالى 18 % من مياه الشفة على الكوكب، لا تزال مغطاة بنسبة 66 % بالنباتات المحلية.
    ولفت هذا العالم الزراعي إلى أنه "من المهم جدا التحدث عن الصلة بين المياه والطبيعة والأطعمة. البرازيل بلد متنوع للغاية، ثمة ست كتل حيوية ولدينا مناطق حساسة جدا وللحفاظ على هذه الثروة الحيوية ثمة حاجة للمياه".
    وأضاف "علينا القيام بإدارة ذكية لمورد المياه كي لا نفقد (هذا) التوازن".
    كما أن الحفاظ على المياه لا يمنع أيضا من مراقبة أنشطة المزارعين إذ ان وزيرة الزراعة الاسبانية ايزابيل غارسيا تيخيرينا تحدثت عن استخدام التكنولوجيا وسيلة لتنشيط الأوساط الريفية، وهو أمر لازم في صناعة الأغذية.
    وقالت "نحن في طور إعداد برنامج طموح للتغطية بشبكة الانترنت بالحزمة العريضة عن طريق الأقمار الاصطناعية في سائر أنحاء اسبانيا، كطريقة لزيادة اتصال الأرياف بالانترنت. هذه نقطة جوهرية لإعطاء الفرص عينها للشباب المزارعين ولكي يبقوا في المناطق الريفية".
    واغتنم القطاع الصناعي الزراعي البرازيلي الذي يواجه انتقادات من المدافعين عن البيئة على خلفية مسؤوليته في عمليات قطع الأشجار، فرصة انعقاد منتدى برازيليا للدفاع عن موقفه.
    وقال رئيس اتحاد الزراعة والصيد جواو مارينس لدى كشفه برنامجا جديدا عن الري "نريد الإفادة من هذه اللحظة لإزالة الغموض عن هذه المواضيع والإثبات بأن المنتج الريفي يعتني بالمياه والأرض أكثر من أي شخص آخر، لأنه في حال أتى على مصادر المياه فإنه يقضي على رصيده الخاص في نهاية المطاف".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام