• كاوا الحداد بطل أسطورة كردية حطم مقاتلون تمثاله في عفرين


    المصور: بولنت كيليتش

    A G فور دخولهم الى وسط مدينة عفرين، أقدم مقاتلون سوريون موالون لأنقرة على تدمير تمثال كاوا الحداد، بطل اسطورة كردية قديمة ترتبط بعيد النوروز، رأس السنة الكردية التي يحتفل بها سنوياً في 21 آذار/مارس.
    وتظهر مقاطع فيديو من المدينة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلين مشاركين في عملية "غصن الزيتون" التركية يطلقون النار على التمثال قبل ان تعمد جرافة الى إنزاله وتدميره.
    - من هو كاوا؟
    كاوا الحداد (نسبة الى مهنته) هو بطل كردي، تقول الأسطورة إنه نجح في التحايل على ملك ظالم.
    وتمكن عبر حنكته من إنقاذ شبان المدينة الذين كان يأمر الملك بقتل اثنين منهم يومياً. وبدأ بجمعهم في الجبال المحيطة بالمدينة وتزويدهم بسيوف كان الحدادون يصنعونها في تلك الفترة، قبل أن يهاجموا قصر الملك ويحرقونه.
    ومنح كاوا شارة الانطلاق للهجوم عبر إشعال النيران التي تعد رمزاً مقدساً لدى الاكراد وما زالت عادة يتبعونها خلال احتفالاتهم.
    وتناقلت شعوب عدة هذه الأسطورة على مدى قرون ليضيف كل منها شيئاً من تراثه.
    - أهميته الرمزية -
    في التاريخ الكردي، يرمز كاوا الحداد "إلى العمل والعقلانية (...) وكذلك الحرية والانعتاق من العبودية والثورة على الظلم والطغيان"، وفق ما أوضح الكاتب والباحث في التاريخ الكردي فارس عثمان لوكالة فرانس برس.
    واعتبر عثمان أن تحطيم التمثال في عفرين "اعتداء على كل ما يرمز.. ويعني العودة الى الاستبداد والجهل والظلام".
    ويحضر اسم كاوا في الأغاني التقليدية الكردية وفي الروايات والقصص التي يتناقلها الاكراد.
    - عيد النوروز -
    وأثار تحطيم المقاتلين المشاركين في الهجوم الكردي على عفرين امتعاض الأكراد في سوريا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً أن الحادثة جاءت قبل ثلاثة أيام من احتفال الأكراد بعيد النوروز، رأس السنة الكردية.
    ويرتبط هذا العيد مباشرة بكاوا. ويقول عثمان "من خلال قيامه بثورته تحرر من العبودية (...) انطلق الى بداية سنة جديدة ترمز الى الولادة"، في إشارة الى النوروز الذي يحتفل به الأكراد مع بداية فصل الربيع ويرتدون الثياب المزركشة ويحرقون النيران.
    - حوادث مماثلة -
    وتكرر منذ بدء الحرب في سوريا تحطيم تماثيل في مناطق عدة، خصوصاً على يد تنظيم الدولة الاسلامية الذي دمر آثاراً في سوريا والعراق المجاورة بحجة أنها "أصنام".
    وبمعزل عن انتهاكات تنظيم الدولة الاسلامية، عمد مسلحون من جبهة النصرة في شباط/فبراير 2013 الى قطع رأس تمثال للشاعر ابو العلاء المعري في مسقط رأسه، مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب).
    وفي آذار/مارس 2015، حطم مقاتلون من المجموعة ذاتها تمثال ابراهيم هنانو، أحد الرموز الوطنية في التاريخ السوري، في مدينة ادلب. وظهر في شريط فيديو حينها أحد المقاتلين وهو يفتخر بتحطيم "صنم حافظ الاسد"، في اشارة الى الرئيس السوري السابق.
    لار-دلس/رح/رض
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام