• اتفاق بين الاتحاد الاوروبي ولندن بشأن المرحلة الانتقالية


    المصور: ايمانويل دوناند

    A G توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق هام الاثنين مع بريطانيا بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية ستخضع لندن خلالها لقواعد التكتل لنحو عامين بعد بريكست.
    واعتبر كبير مفاوضي التكتل في هذا الملف ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد ديفيس أن الاتفاق الذي سيوقع عليه القادة الأوروبيون خلال قمة هذا الأسبوع يشكل "خطوة حاسمة".
    واتفق الطرفان كذلك على حل "مؤقت" لمسألة الحدود مع ايرلندا كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اعتبرته غير مقبول قبل عدة أسابيع فقط.
    ويمهد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات "مكثفة" على حد تعبير بارنييه في بروكسل الطريق لإجراء محادثات بشأن اتفاق تجاري مستقبلي يبدأ الشهر المقبلة فيما ارتفعت قيمة الجنيه الاسترليني.
    وقال بارنييه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ديفيس "تمكنا هذا الصباح من الاتفاق، بعد أيام وليال من العمل الشاق، على جزء كبير مما سيتحول إلى اتفاق دولي على انسحاب المملكة المتحدة المنظم".
    وستستمر الفترة الانتقالية من لحظة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس 2019 حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2020. وقال بارنييه إنه "خلال هذه الفترة، ستتوقف المملكة المتحدة عن المشاركة في عملية صناعة القرار بالاتحاد الأوروبي كونها لن تعود عضوا في التكتل بعد هذا التاريخ".
    وأضاف "لكنها مع ذلك، ستحتفظ بمنافع ومزايا السوق الموحدة والاتحاد الجمركي (...) وسيتعين عليها لهذا السبب احترام جميع القواعد الأوروبية كما تفعل جميع الدول الاعضاء".
    - "طمأنينة" بشأن المستقبل -
    بدوره، قال ديفيس لصحافيين إن الفترة الانتقالية التي ستستمر 21 شهرا "توفر الطمأنينة التي تطالب بها أوساط المال والأعمال والمواطنون في انحاء بريطانيا والاتحاد الأوروبي".
    وضغطت الشركات في انحاء أوروبا التي تحتاج إلى التخطيط لمستقبلها التجاري على الطرفين للتوصل إلى اتفاق لتجنب انسحاب مفاجئ.
    وأكد ديفيس أن بلاده ستتمكن من ابرام اتفاقات تجارية مع دول أخرى خلال الفترة الانتقالية رغم أنظمة الاتحاد الأوروبي التي تمنع القيام بذلك في إطار قواعد اتحاد التكتل الجمركي.
    وأضاف كذلك أن بريطانيا ستسمح الآن لمواطني الاتحاد الأوروبي بالانتقال إليها خلال المرحلة الانتقالية ليتمتعوا بذات الحقوق في العمل والإقامة التي يحظى بها أقرانهم الذين وصلوا في الماضي، وهي سياسة كانت لندن رفضتها في وقت سابق.
    وعلقت ماي التي توصلت إلى اتفاق إطاري بشأن بريكست مع الاتحاد الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر بالقول إن اتفاق الاثنين يظهر أنه "بإمكاننا التوصل إلى ترتيب بشأن المستقبل يصب في مصلحة" الطرفين.
    وسعى الطرفان إلى التوصل لاتفاق بشأن الفترة الانتقالية ليتم توقيعه من قبل قادة الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل في الجمعة، وهو ما سيسمح بإطلاق المحادثات بشأن العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والتكتل في نيسان/ابريل.
    - حل "مؤقت" -
    وفي السياق ذاته، وافقت بريطانيا من حيث المبدأ على خطة "مؤقتة" بشأن وضع الحدود مع ايرلندا والتي ستبقى ايرلندا الشمالية الخاضعة لسلطة لندن بموجبها ضمن الاتحاد الجمركي الأوروبي في حال لم يتم التوصل إلى حل أفضل.
    وأفاد الطرفان أن المسألة الشائكة ستحتاج إلى محادثات إضافية ليتم حلها.
    ويصر الاتحاد الأوروبي على أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم وجود "حدود فعلية" بين ايرلندا، العضو في التكتل، وايرلندا الشمالية مشيرا إلى أن ذلك قد يشكل خطرا على اتفاق سلام تم التوصل إليه عام 1998 وأنهى عقودا من العنف الطائفي في المنطقة.
    وكانت ماي قالت قبل عدة أسابيع إنه "لا يمكن لأي رئيس وزراء القبول إطلاقا" بالخطة التي اعتبرت آنذاك أنها ستقوض وحدة بريطانيا الدستورية وتؤدي إلى خلق حدود بين ايرلندا الشمالية وبقية أراضي المملكة المتحدة.
    ووصف كذلك الحزب المؤيد لبريطانيا في ايرلندا الشمالية والذي يدعم حكومة ماي الفكرة في وقت سابق بأنها "غير مقبولة".
    لكن ديفيس نفى أن تكون بريطانيا تراجعت عن موقفها السابق في هذا الشأن، مشيرا إلى أنها لا تزال تضغط من أجل التوصل إلى حل كجزء من اتفاق تجاري ما سيعني أنه لن تعود هناك ضرورة لبقاء الحل المؤقت.
    من جهته، قال وزير الخارجية الايرلندي سايمون كوفيني الذي التقى بارنييه في بروكسل الاثنين إن "مفاوضات بريكست تحرز تقدما".
    ولدى ورود المعلومات بشأن الاتفاق، بلغت قيمة الجنيه الاسترليني مقابل الدولار 1,41 دولارا و87 بنسا مقابل اليورو.
    وشهدت العلاقات بين لندن وبروكسل تقاربا خلال الأيام الأخيرة على خلفية تسميم عميل مزدوج روسي سابق في بريطانيا حيث أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين عن "تضامنهم المطلق" مع المملكة المتحدة اثر محاولة قتل سيرغي سكريبال.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام