• الاطلاع المجاني على الأخبار عبر الانترنت مهمة آخذة في التعقيد في الولايات المتحدة


    المصور: جاستن ساليفان

    A G في ظل الصعوبة المتنامية في الاطلاع على الأخبار مجانا عبر الانترنت نتيجة القيود المتزايدة على المضامين في الولايات المتحدة، يسجل نمو كبير في الاشتراكات بالنسخ الرقمية لوسائل إعلامية كثيرة.
    وتشير الأخصائية في وسائل الإعلام الرقمية في شركة "كاليدو إنسايتس" ريبيكا ليب إلى وجود "منحى يرتسم بوضوح لأناس يبدؤون بالدفع للحصول على مصدر واحد على الأقل من المعلومات".
    وتقول إن المستهلكين أدركوا قيمة الصحافة الاستقصائية تحديدا ما جعلهم أكثر استعدادا للدفع بهدف الإفادة منها.
    ومن الفرضيات الأخرى في هذا المجال هي غزو الأساليب الرقمية لكامل مناحي الحياة اليومية.
    ويقول أستاذ الصحافة في جامعة اوريغون والعضو في مركز الصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا في نيويورك داميان رادكليف إن "خدمات مثل نتفليكس وسبوتيفاي ساعدت الناس في التعود على الدفع في مقابل مضامين رقمية كانوا يحصلون عليها مجانا في السابق".
    ويضيف "الناس يدركون أن عليهم الدفع إذا ما كانوا يقدّرون الصحافة خصوصا في الجو السياسي الحالي".
    وفي العام الماضي، كشفت دراسة لمعهد "ميديا انسايت بروجكت" للبحوث أن 53 % من الأميركيين دفعوا أموالا في مقابل الحصول على اشتراك واحد على الأقل في وسيلة إعلامية. وبحسب تحقيق لجامعة اكسفورد البريطانية، ثلثا الصحف الأوروبية تعتمد نموذجا قائما على الدفع.
    - مرحلة انتقالية -
    وتواجه الصحف الساعية إلى الانتقال من النسخ الورقية إلى الرقمية صعوبات في تعويض خسارة العائدات الاعلانية التي تمثل منذ زمن طويل خشبة الخلاص لمنشورات كثيرة. وهي غير قادرة على منافسة مجموعات عملاقة مثل "غوغل" و"فيسبوك" في الإعلانات الالكترونية.
    ويلفت المستشار المتخصص في القطاع الإعلامي كن دكتور إلى أن "المردود المتأتي من القراء يجب أن يكون المصدر الأول للمجموعات الإعلامية الكبرى سواء كانت مناطقية أو وطنية إذا ما أرادت الاستعانة بفريق كبير من الصحافيين".
    ولصحيفة "نيويورك تايمز" أكثر من 2,6 مليون مشترك في نسختها الالكترونية المدفوعة وقد شكلت الاشتراكات الرقمية 60 % من ايراداتها في 2017. والأمر سيان بالنسبة إلى صحيفة "واشنطن بوست" التي اعلنت العام الماضي تخطيها عتبة المليون مشترك بنسختها الالكترونية.
    وكما هو متوقع، عززت هاتان الصحيفتان الأميركيتان الكبيرتان ايراداتهما من خلال الحد من عدد المقالات المتاحة للقراءة مجانا عبر الموقع الالكتروني.
    واتخذت مبادرات مشابهة من جانب صحف أخرى بينها "بوسطن غلوب" و"لوس انجليس تايمز". وأدخلت مجلتا "نيويوركر" و"وايرد" اشتراكات مدفوعة للحد من مضامينها المجانية.
    غير أن "وسائل إعلامية محلية أصغر قد تجد صعوبة أكبر في إقناع قرائها بهذا الموقف ولديها عدد أدنى من الزبائن" وفق رادكليف.
    ومن التغييرات المهمة الأخرى موافقة مجموعتي "فيسبوك" و"غوغل" العملاقتين أخيرا على تبسيط الولوج إلى المضامين المدفوعة للوسائل الإعلامية.
    وتشير ليب إلى أن "هذا الأمر يعني أن (المنصات الالكترونية) تحاول العمل لمصلحة المنشورات بطريقة غير مباشرة وليس ضدها"، مضيفة "هذا مهم لأن محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي تمثل الطريقة التي يكتشف الناس من خلالها المعلومات في العصر الرقمي".
    - "انقسام رقمي"-
    وبينت دراسة لمنظمة "ديجيتل كونتنت نكست" أن وسائل الإعلام لا تجني سوى حوالى 5 % من ايراداتها الرقمية من هذه الشركات العملاقة في مجال الانترنت فيما تستحوذ هذه الأخيرة على 30 % من المضامين التي يتم الاطلاع عليها.
    وتلفت ليب إلى أن "المضامين المدفوعة لا تنتشر على نطاق واسع"، مقرة في الوقت عينه بأن المحتويات الحصرية قادرة على إثارة نقاش علني كبير.
    ويعتبر المحللون في المقابل أن النفاذ المدفوع إلى مضامين الصحف من شأنه زيادة "الهوة الرقمية".
    ومع ازدياد المضامين المدفوعة، "بعض الأشخاص قد لا يتمكنون من الاطلاع على محتوى مهم".
    ويشير رادكليف إلى أن "ثمة خطرا بألا يتمكن هؤلاء الأشخاص من النفاذ إلى مروحة من المعلومات والمضامين الصحافية التي يحتاجون إليها للبقاء على اطلاع في العصر الحالي".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام