• اعتقال قيادي سوري كردي بارز في براغ بطلب من أنقرة


    المصور: جاك ديمارتون

    A G أوقفت السلطات التشيكية القيادي السوري الكردي البارز صالح مسلم، بناء على مذكرة اعتقال صادرة بحقه من تركيا، وفق ما أفادت الأحد حركة المجتمع الديمقراطي، ائتلاف أحزاب غالبيتها كردية تتولى ادارة مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
    وانتقدت الحركة في بيان قيام تركيا بـ"اصدار مذكرات اعتقال بحق شخصيات وطنية من ابناء شعبنا كان آخرها ما تم إصداره بحق السيد محمد صالح مسلم الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي حالياً، الذي تم اعتقاله ليل أمس في براغ".
    وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية "منظمة ارهابية" وتعدهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.
    وأكدت الشرطة التشيكية في بيان انها تعتقل اجنبيا في الـ67 من العمر بعد توقيفه السبت بناء على بلاغ تركي إلى الشرطة الدولية انتربول.
    وافاد البيان ان "عناصر انتربول في انقرة أبلغوا بالتوقيف. وستتخذ الشرطة الاجراءات المرعية وفق القانون".
    وأوردت وكالة الأناضول التركية الأحد أن توقيفه تم بعد منتصف ليل السبت الأحد بناء على "طلب السلطات التركية من نظيرتها التشيكية".
    وذكرت الوكالة أن "مسؤولين في المديرية العامة للأمن التركي تواصلوا مباشرة مع وزارة العدل التركية لإعداد الوثائق والأوراق اللازمة لتسليم مسلم إلى السلطات التركية، وإرسال هذه الوثائق بسرعة إلى تشيكيا".
    واضافت ان مسلم سيمثل أمام محكمة تشيكية مؤكدة ان السلطات التركية ستمارس ضغوطا من أجل تسليمه اليها.
    وسبق للنيابة التركية أن طلبت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2016، انزال 30 حكما بالسجن المؤبد بحق مسلم و67 شخصا اخرين اتهمتهم بالتورط في اعتداء في أنقرة. لكنه نفى أي علاقة له بالاعتداء.
    ويرد اسم مسلم على قائمة اشخاص مطلوبين من وزارة الداخلية التركية التي عرضت مكافآة بقيمة 860 الف يورو مقابل توقيفه.
    - الهجوم التركي -
    في حال سلمت براغ مسلم الى تركيا، فمن شأن ذلك أن يشكل الاعتقال الثاني الاكثر اهمية لمسؤول كردي في تركيا بعد اعتقال رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان في العام 1999.
    وقال قيادي كردي في براغ لوكالة فرانس برس الأحد إن "توقيف مسلم يأتي في اطار التصعيد التركي العام ضد الأكراد وليس فقط في عفرين" حيث تشن أنقرة مع فصائل سورية موالية لها هجوما منذ أكثر من شهر يستهدف المقاتلين الأكراد.
    وأوضح أن مسلم كان موجوداً في براغ "حيث يشارك في مؤتمر دولي يتم برعاية دول كبرى بينها الولايات المتحدة" يعقد وفق قواعد "تشاتام هاوس" للمناظرات السياسية التي تنص على وجوب عدم كشف هوية او انتماء المشاركين.
    واوضح أنه خلافا لقواعد المؤتمر، "التقط مشارك تركي صورة لمسلم (..) وسربها الى الاعلام التركي الذي نشرها".
    وتنقل مسلم في اوروبا بحرية في السنوات الاخيرة، ما اثار تساؤلات بشأن قرار السلطات التشيكية التحرك الآن لتنفيذ مذكرة التوقيف التركية.
    وبدات تركيا في 20 كانون الثاني/يناير بدعم من مقاتلين في فصائل معارضة سورية عملية عسكرية لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين في شمال سوريا.
    وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
    وشكلت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
    وازداد الوضع تعقيدا مع انتشار قوات موالية للنظام السوري في المعقل الكردي، فيما كانت وسائل الاعلام الرسمية السورية اعلنت اعتبارا من الاثنين عن اقتراب دخولها عفرين للتصدي للهجوم التركي.
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام