• الفرس أشد عداوة للأمة من الصليبيين واليهود وأحداث التاريخ شاهدة.. وحاضرة


    بقلم : يوسف علاونه هناك (للأسف) من لا يريد أن يصدق، بل يأبى الإذعان لما هو واقع وحاصل من أن العقيدة الفارسية المجوسية في كافة تجلياتها – سياسيا وعقيديا وقوميا – هي الأشد عداوة للعرب من أي عدو آخر، وأن هذه العداوة المتأصلة للعرب جرى توريثها بعداوة الإسلام كدين أوصله العرب إلى الفرس فواصلوا رفض قبوله، عاملين على تحريفه وتدمير رسالته، وكل ذلك من باب الانتقام من العرب، أو على الأقل حسدا وضغينة وبغضا للعرب.

    من الناحية العقيدية لم تقتل في تاريخ الأسلام أعداد ولم يحدث تدمير وتخريب وتهجير وقهر لأي سبب كان، كما حدث جراء عقيدة تزعم الانتماء والولاء لأهل البيت، بينما هي تمتطي أكذوبة أهل البيت، فتطوع أهل البيت لتكون محض مشايعة توافق المقولات المجوسية الإجرامية، حتى يصح القول بأن أتباع هذه العقيدة هم المقررون لأسس العقيدة فيما (أهل البيت) المزعومين أتباع لهم، وإلا فالحسن بن علي بن أبي طالب تنازل لمعاوية (رضي الله عنهم) وعاهده هو وأخيه وبايعاه وقبلا عطاياه وحاربا ضمن جيوشه، وعاشا في ظل إمارته نحو 20 عاما دون أن تبدر منهما كلمة واحدة ضده، تتضمن تجريحا أو إساءةً أو حتى مجرد اعتراض وعتب، فيما هؤلاء المجوس يسبون ويلعنون معاوية بمناسبة وغير مناسبة.

    قبل ذلك بايع علي بن أبي طالب الإمام الأكبر في دين هؤلاء، وخليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصيه ووليه، والقائم على الناس في الجنة والنار والشفاعة والرزق وكل شيء من أمر الله الخالق سبحانه.. بايع أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ولم يقل في أي يوم بأنه الإمام، ووقر ووجّل أمهات المؤمنين، فيما هؤلاء يسبون في كل مناسبة أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وبقية أمهات المؤمنين ومجمل الصحابة تقريبا، فهنا هل يكون هؤلاء أتباعا لعلي بن أبي طالب أم أن (عليّهم) الذي فبركوا سيرته ومواقفه هو التابع لهم.

    هذا (العلي) لا ننسى أنه أبو الحسنين، لكنه أيضا أبو (أبو بكر) وأبو عمر ومثله كل أئمة هؤلاء المزعومين، بل إن بعض هؤلاء الأئمة ممن لم ينجبوا غير ابنة واحدة كما الباقر أسماها عائشة، وكما الرضا الإمام السابع لهؤلاء أسمى ابنته اليتيمة الوحيدة عائشة فيما هؤلاء السفلة يشتمون ويسبون عائشة ويطعنون في شرفها الطاهر.

    من ناحية العلاقة مع الإسلام والمسلمين لم يكن هناك أشد عداوة للأمة من هؤلاء ابتداء من الفتن التي نشبت في صدر الخلافة الراشدة، أو في فتنة الأمويين والعباسيين أو في فتنة البرامكة وفتنة المأمون والأمين، ثم الهيمنة التامة على دولة المسلمين عبر البويهيين وغيرهم وصولا إلى التواطؤ مع الغزوة المغولية وكذا 12 غزوة صليبية، إذ عندما يعجز هؤلاء عن هزيمة الأمة وإلحاق الضرر والأذى بها فإنهم يستعينون بالأجنبي كعملاء وجواسيس يستقوون بهم على الأمة.

    أما عداوة هؤلاء فليس أوضح منها وأكثر سفورا وعهرا وفجرا بالأقوال والأعمال والساحة الحاضرة الآن تغنينا عن استعارة ما جرى على أيدي جميع الدول الشيعية التي قامت في التاريخ.

    في ظل هذا نجد مع شديد الأسف من يعمل على مساواة حضارة العرب وأخلاقهم بحضارة فارس وحضارتها، في جهل تام لأنه لا وجود لشيء اسمه أدب فارسي.. فليس هناك كتاب واحد للفرس حتى لوكان في فن الطبخ، أما بعد دخول الفرس الإسلام فبرز من برز من هؤلاء بعد أن استعربوا وتعلموا اللغة العربية لتستقر قاعدة أصيلة وهي أن الفارسي يرتقي عندما يستعرب فيصبح عالما أو فقيها أو محدثا أو صاحب مذهب يتبعه أهل السنة، فيما العربي (والشواهد حاضرة) عندما يتفرسن يصبح منحطا سافلا وذو نزعات إجرامية وخيانية.

    إن فارس أمة سرقت حضارة الآشوريين والسومريين وادعت الحضارة، فإيوان كسرى بناه اليونانيون، وهم أمة عجزت حتى عن ابتكار حرف تكتب به لغتها، حيث تكتب بالحرف العربي، أما سفنهم الغازية لأسبارطة فقد سلبوها من العرب الفينيقيين والكنعانيين بعون من اليهود.

    يقول المؤرخ الإيراني ناصر بوربيرار صاحب كتاب (12 قرنا من الصمت):

    "يوجد لدينا في إيران عدد من النقوش على الصخور من عهد الإخمينيين والساسانيين، لا تتحدث هذه النقوش عن أي ثقافة أو حضارة أو فكر أو حتى عن دين.. لا يوجد في هذه النقوش أي كلام عن زرادشت وكتابه أفيستا.. فلم تتحدث هذه النقوش عن الشؤون الثقافية، حيث كلها ومن دون استثناء إما تتحدث عن قضايا شخصية، وإما عن قضايا عسكرية".

    ويضيف بوربيرار:

    "على الذين يدعون بوجود زرادشت وكتابي أفيستا وزند، أن يقدموا وثائق تاريخية تثبت هذا الأمر، فهؤلاء الذين يدعون بوجود أديان أو حكمة في إيران القديمة أو أي شيء ثقافي أو حضاري قبل نشوء الإسلام، لم يقدموا أي وثيقة ولا أية نقوش صخرية ولا حتى مسكوكة نقدية، حيث من دون هذه الوثائق يتحول الكلام في هذا المجال إلى أساطير".

    أما اتباع الهوى الإيراني من جواسيس (الولي السفيه) فيعتبرون العلماء المسلمين من أصل فارسي أهل أدب فارسي مع أنهم لم يخطوا حرفا واحدا بالفارسية، وكل الفرس الذين برزوا.. برزوا كمستعربين، فلم يبق من فارسيتهم غير أسمائهم (سيبويه) مثلا صاحب كتاب النحو العربي هل يحسب على الحضارة الفارسية!؟

    لقد لفق ابن العلقم وزور في كتاب كليلة ودمنه وأضاف على النسخة الأصلية نحو ستين صفحة بعد ما ادرك افلاس قومه امام الأدب العربي ووجدت النسخة الأصلية في الهند، أما الأخطر والأوثق فهو ما كتبه المؤرخ اليوناني هيرودوت حيث ذكرهم بكلمة "بارسيوس" أي فارسي وتعني قاطع الطريق أو السائب، نظرا لأعمالهم التي اتخذت طابعا بربريا في تدمير الحضارات الأخرى كالهندية واليونانية والعربية الآشورية والبابلية والسومرية والأكدية.. هي أمة حاقدة تلغي شواهد التاريخ في بابل وسومر وآشور وتدمرها وتصل إلى ليبيا فلا تترك أثرا واحدا حتى إذا اعتورت الدهشة أحدا من هذا قذفنا إليه بالسؤال، ما الذي بناه التشيع الصفوي في إيران والعراق؟

    لقد شهد التاريخ حروبا عجيبة من هؤلاء لم تسمع بها البشرية من قبل ومن ذلك أن ملكا منهم كانت هوايته خلع أكتاف العرب حتى صار اسمه (شابور ذو الأكتاف) بعد أن خلع أكتاف من 100-200 ألف عربي، وهو من الملوك الذين حكموا بعد الملك قورش الذي تشرب منه اليهود في تلمودهم الحقد على العرب، وبعد الامبراطور قمبيز الذي كان مجنونا يرتعد عندما يسمع باسم العرب.

    نعم لقد كان الفرس عبر التاريخ قوة عسكرية لايستهان بها ويضرب لهم الف حساب، ومن هنا أتى بطشهم بالحضارات الأخرى ومصادرة شواهدها، لكن ما بات ثابتا لدى جميع المؤرخين هو أن الفرس في حروبهم مع مقدونيا عبروا البحر بأساطيل الفينيقيين والكنعانيين من عرب الشمال القدامى، وقد لاحظ مؤرخو الانجليز كأهل بحر لا يشق لهم غبار لاحظوا عدم دراية الفرس بالبحر وأنهم يتوجسون خيفة منه لتشهد على ذلك قصة الفرس مع اليمن وانتقالهم إليه بحرا، فعندما استنجد بهم اليمنيون ضد الأحباش تساءل كسرى: ما الذي لديكم حتى آتيكم وأنجدكم وأحكمكم!؟.. فقال له مستشاروه أرسل لهم السجناء وشذاذ الآفاق ومن لا تريدهم من رعاياك فإن انتصروا على الأحباش وضموا لامبراطوريتك اليمن فهو مجد لك وإن انهزموا فقد تخلصت منهم!.. وعليه فقد جرت الاستعانة بأهل البحر للحصول على مراكب بدائية نقلت هؤلاء وعددهم غير كبير لليمن ومن مسافة بحرية لا تحتاج لخبرة عميقة بالبحار.

    من هنا فإن أفضل رد على الإصرار المجوسي بتسمية خليج العرب أو خليج البحرين أو خليج الهفوف أو خليج البصرة باسم خليج فارس، هو أنه لا علاقة للحضارة الفارسية بالبحار، والفرس كما عرب الجزيرة البحر طارئ عليهم وأول من ركبه منهم جيوش ولاية الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان بعد تمنع كبير من أمير المؤمنين عمر (رضي الله عنهما).

    أما عن علاقة الفرس باليهودية فارجع إلى التوراة في سفر عزرا الإصحاح الأول تجد الملك قورش هو من أعاد اليهود عام 539 بعد الميلاد من السبي البابلي الى أورشليم، وعندما فتح أو حرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس من الروم لم يكن بها يهودي واحد ذلك أن اليهود كانوا عملاء منتظمين للفرس ضد الروم ابتداء من الحلف الذي قام بينهم وبين الساسانيين خلال سبيهم البابلي في نينوى، إذ عندما استقر الحال للفرس ضد حضارات ما بين النهرين كان اليهود من أشد الموالين لهم.

    وحول لغتهم يقول عدد من المؤرخين إن اللغة الفارسية القديمة عجزت عن استيعاب العلوم وحين ترجموا عن العلوم الأخرى اتضح للباحثين ركاكتهم وهو نابع عن عجز اللغة.. واللغة من ضمن شواهد الحضارة الأساسية وضمن شواهد اللغة المؤلفات، وضمن شواهد المؤلفات الآثار القائمة، وكذلك العلوم الأخرى وإثراء البشرية من خلالها، وكل هذا تفتقر إليه الحضارة الفارسية وتفتقده.

    لكن ونحن في معرض هذه (الحضارة) البائسة ينبغي أن نضيف إلى استيعاب مقدار القماءة التي يمثلها من ينتمون لهذه الحضارة في نسختها المجوسية العصبوية، سواء الرعاع العرب الذين جرى تضليلهم عبر دين مفبرك لا علاقة له بالإسلام إلا بقدر الخزين الهائل من مناهضة الإسلام فنلاحظ أن من ينخرط مع هؤلاء يكتسب عداوة هيستيرية للعرب فالخميني قادم إلى فارس من الهندوسية وخامنئي متفرسنٌ من أذربيجان وقبلهما إسماعيل الصفوي من العنصر التركي.

    لقد دخل أصحاب العصبوية المجوسية الإسلام بلوثاتهم وقبائحهم، وهم استلهموا في الإسلام ما جرى في بداية حكم الإخمينيين، حيث الكاهن بعد سقوط الدولة العيلامية قفز على الحكم واستمر كاهنا يوقد النار، وبعد دخولهم الإسلام كانوا تشبعوا بفكرة أن بيت الدين هو بيت الحكم، ومن هنا جاءت فكرتهم بأن علي رضي الله عنه أولى بالحكم لأنه من بيت الدين وبالتالي هو أولى بالحكم، ثم إن ذلك أسفر عن أحقاد بغيضة مدهشة فالمسلمون فتحوا مصر فسمى أهلها أبناءهم باسم عمر وعمرو وخالد ألخ وكذا في كل بلاد الإسلام إلا فارس التي أنعم الله عليها بالإسلام على يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأصبح هؤلاء الكهنة يلعنونه ليلا نهارا ولا يسمون أبناءهم بإسمه، بل يقدسون ويعظمون المجوسي قاتله غيلة في المسجد!..

    في موروثنا العربي فوق موقعة ذي قار الخالدة خزان هائل من معرفة هؤلاء المجوس وحقدهم وهذه قصيدة لَقيط بن يعمر المتوفي قبل هجرة الرسول صَل الله عليه وسلم، بربع قرن وهي أحد شواهد اعتداءات الفرس على العرب في زمن الملك سابور أو شابور ذو الأكتاف:

    ‎يا دارَ عَمْرة من مُحتلِّها الجَرَعا
    ‎هاجتَ لي الهمّ والأحزانَ والوجعا
    ‎وتلبسون ثياب الأمن ضاحيةً
    ‎لا تجمعون، وهذا الليث قد جَمعَا
    ‎فهم سراع إليكم، بين ملتقطٍ
    ‎شوكاً وآخر يجني الصاب والسّلعا
    ‎ألا تخافون قوماً لا أبا لكم
    ‎أمسوا إليكم كأمثال الدّبا سُرُعا

    إلى أن قال:

    ‎أحرار فارس أبناء الملوك لهم
    ‎من الجموع جموعٌ تزدهي القلعا
    ‎فاشفوا غليلي برأيٍ منكمُ حَسَنٍ
    ‎يُضحي فؤادي له ريّان قد نقعا
    ‎طورًا أراهم وطورًا لا أبينهم
    ‎إذا تواضع خدر ساعة لمعا
    ‎في كل يومٍ يسنّون الحراب لكم
    ‎لا يهجعونَ، إذا ما غافلٌ هجعا
    ‎خُرْزًا عيونُهم كأنَّ لحظَهم
    ‎حريقُ نار ترى منه السّنا قِطعا
    ‎بل أيها الراكب المزجي على عجل
    ‎نحو الجزيرة مرتادًا ومنتجعا
    ‎ولا تكونوا كمن قد باتَ مُكْتنِعا
    ‎إذا يقال له: افرجْ غمَّةً كَنَعا
    ‎صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم
    ‎وجددوا للقسيّ النَّبل والشّرعا
    ‎أبلغ إيادًا وخلّل في سراتهم
    ‎إني أرى الرأي إن لم أعصَ قد نصعا
    ‎لا الحرثُ يشغَلُهم بل لا يرون لهم
    ‎من دون بيضتِكم رِيّاً ولا شِبَعا
    ‎وأنتمُ تحرثونَ الأرضَ عن سَفَهٍ
    ‎في كل معتملٍ تبغون مزدرعا
    ‎يا لهفَ نفسي إن كانت أموركم
    ‎شتىَّ وأُحْكِمَ أمر الناس فاجتمعا
    ‎هذا كتابي إليكم والنذير لكم
    ‎لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
    ‎لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل
    فاستيقظوا إن خيرَ العلم ما نفعا

    يقول الأستاذ عبدالله الضحيك باحث في التاريخ الفارسي:

    "ومن يعتقد أن اليهود والنصارى يعادون العرب قبل الفرس فهو واهم فالصراع العربي الفارسي يسبق تاريخيا الصراع مع اليهود والنصارى.

    فمنذ أكثر من ستة ألاف عام كانت القبائل الهمجية الفارسية تمارس الاحتلال والعدوان على العراق والأحواز، ومن هنا العداء الفارسي موغل في القدم فهو الأخطر من حيث الشدة في التدمير وطول الفترة الزمنية والمؤامرات وتزييف التاريخ ونهب الثروات".

    ويذكر الشيخ الدكتور طه الدليمي في كتابه إيران العداوة الأبدية ص 3:
    "لم تهدأ النار المتأججة على الحدود بين الطرفين وعلى مدى خمسين قرنًا من الزمان أو التاريخ المكتوب، والتاريخ يسجل لنا أنه لم تخل فترة خمسة عشر عامًا متواصلة من اعتداء إيراني تجاه العراق، ما بين تعرضات حدودية، واحتلالات محدودة وأخرى كارثية مدمرة".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام