• مجموعات صناعة الألعاب الألمانية تتمسك بالتقاليد بدفع من قطاع السينما


    المصور: كريستوف ستاش

    A G في زمن يصبح فيه الأطفال مهرة أكثر فأكثر في التقنيات الحديثة والثورة الرقمية، تراهن بعض الشركات الألمانية الكبرى المصنّعة للألعاب على منتجاتها التقليدية وتعوّل على الفن السابع لمنافسة وسائل اللهو المتاحة عبر شاشات الأجهزة المتطوّرة.
    وفي أكبر معرض للألعاب في العالم يقام في نورمبرغ الألمانية، تظهر لافتة عملاقة شخصية ملتحية من شخصيات "بلاي موبيل" تنظر من خلف ستار قائلة "نرى نفسنا سنة 2019".
    وقد تبدو هذه اللافتة الترويجية لأول فيلم عن هذه الشخصيات الشهيرة سخيفة بعد النجاح البارز الذي حققته سلسلة إنتاجات "ليغو"، لكنها بمثابة قفزة في المجهول لمجموعة "بلاي موبيل" التي لم تدخل أي تعديل على شخصياتها منذ العام 1974.
    وللمرة الأولى العام الماضي، خاضت الشركة حرب المنتجات المشتقة من أعمال شهيرة، مطورة مجموعة "غوستباسترز" لمطاردي الأشباح المشهورين، فضلا عن أخرى مستوحاة من فيلم الرسوم المتحركة الخيالي "دراغنز".
    وقد أعطت هذه المساعي "زخما جديدا" للمجموعة التي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 11 % العام الماضي لتصل إلى 679 مليون يورو، بحسب الناطق باسمها بيورن زيغر.
    غير أن المجموعة التي أسست في بافاريا تشدد على أن فكرة التخلي عن تصاميمها التقليدية الحضرية منها والتاريخية والطبيعية غير واردة بتاتا.
    ومن شأن هذه الألعاب المشمولة برخص امتياز والفيلم قيد التحضير أن يفتحا لها آفاقا جديدة في آسيا والولايات المتحدة، لكنهما لن يمسا بجوهر المجموعة الذي يرتكز على أطفال "يلعبون في غرفهم بشخصيات بلاي موبيل ويتصوّرون قصصا لها"، على حد قول زيغر.
    والأمر سيان بالنسبة إلى "شلايش" التي تصنّع منذ العام 1930 حيوانات واقعية المعالم وديناصورات وسنافر وشخصيات من إنتاجات "ديزني". والشركة مصرّة على مزاحمة مصنعي الأجهزة العاملة باللمس التي تأسر الأطفال.
    - لا عناق للآي باد -
    وقال مدير الشركة ديرك إنغيهاوزن "أظن أن مزيدا من الأهل سئموا من الأجهزة اللوحية".
    وأشار إلى أن "الطفل سيتعرف بشكل أعمق على الفيل والزرافة والفهد عند إمساك هذه الحيوانات بيده وليس من خلال لمسها على جهاز آي باد".
    وفي سوق الألعاب التي يخيّم عليها الركود، حققت الشركة أرباحا قياسية مع ارتفاع في المبيعات بنسبة 9 % إلى 156 مليون يورو.
    والحال كذلك عند "شتايف" المتخصصة في صناعة الدمى القطنية والتي يعدّ دبّها الحامل زرا في أذنه بمثابة رمز وطني في ألمانيا.
    ولفت دانييل بارث مدير الشركة التي أسست قبل 138 عاما إلى أنه "لا يمكنك معانقة جهاز آي باد".
    وقد شهدت الشركة التي تضمّ مجموعة مخصصة للرضع وملابس وألعابا قطنية ارتفاعا في المبيعات بلغت نسبته 8 % سنة 2017.
    وصحيح أن الشركتين تعتزمان خوض مجال السينما، لكن المسألة تقضي بالنسبة إليها بتعزيز رواج الماركة أكثر منه الاحتفاء بأبطال.
    وتستعد "شلايش" لخروج فيلم "بايالا" في الصالات سنة 2019، وهو يحمل اسم مجموعتها للشخصيات الخيالية.
    - خيبة أمل لدى "ليغو" -
    وأوضح "نركز قبل كل شيء على منتجاتنا لأننا نثق بمستقبل شركتنا".
    وتحضّر "شتايف" بدورها "مفاجأة" سينمائية.
    لكن أيا من "بلاي موبيل" أو "شتايف" او "شلايش" لا يعتزم تحويل المنتجات المشتقة والأعمال السينمائية إلى محرك للنموّ.
    وهذا الخيار مردّه، بحسب خبراء، خصوصيات ألمانية، فنسبة الألعاب المشمولة بترخيص امتياز التي تباع في ألمانيا تصل إلى الخمس، في حين ترتفع هذه الحصة إلى الربع على الصعيد العالمي.
    ولفت يواكيم شتمبفل من مجموعة "ان بي دي" إلى أن "صانعي الألعاب التقليديين لهم مكانة في ألمانيا أكثر اهمية مما هي الحال في الأسواق الأخرى".
    وتساهم النتائج التي حققتها "ليغو" في ألمانيا سنة 2017 في تعزيز إستراتيجية "بلاي موبيل" ونظيراتها.
    فقد تكبّدت الشركة الدنماركية لقطع التركيب تراجعا بنسبة 2,6 % في السوق الألمانية مردها خصوصا الى مجموعتها المشتقة من سلسلة "حرب النجوم".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام