• عرض تفاعلي في فرنسا بين الجمهور وفرقة كلاسيكية بواسطة تطبيق على الهاتف الذكي


    المصور: فيليب هوغين

    A G درجت العادة على أن يُطلب من جمهور الحفلات الموسيقية أن يطفئوا هواتفهم المحمولة منعا للإزعاج، لكن المايسترو الفرنسي ألكسندر بلوخ، على العكس من ذلك، يطلب من الجمهور أن يبقوا هواتفهم مفتوحة، للتفاعل مع العرض.
    قائد الفرقة هذا البالغ من العمر 32 عاما شغوف بالموسيقى منذ صغره، لكنه أيضا شغوف بالتقنيات الحديثة، وهو يحاول في مبادرته هذه أن يوفّق بين الأمرين، وأن يستخدم هذه التقنيات لخدمة الموسيقى.
    ويطلب بلوخ من المشاهدين أن يستخدموا، أثناء العرض، تطبيقا على الهواتف الذكية اسمه "سمارتفوني"، وهو مخصص لجعل الحضور يتفاعلون مباشرة مع العرض الموسيقي الجاري أمامهم على خشبة المسرح.
    ويقول بلوخ، وهو المدير الموسيقى لأوركسترا مدينة ليل الفرنسية "هل حلم بعضكم بأن يكون قائد اوركسترا؟ من خلال +سمارتفوني+ سيصبح ذلك ممكنا (..) لأول مرة في العالم".
    و"سمارتفوني" تطبيق صممته شركة "وايجيو" المحلية الناشئة يمكن تحميله مجانا. ويسمح التطبيق للجمهور من خلال ألعاب صغيرة متتالية الغوص في عالم القطعة التي تعزفها الفرقة، وهي كانت السبت "طقوس الربيع" لإيغور سترافينسكي (1882-1971).
    وهذه القطعة المؤلفة في العام 1913 كثيرا ما يُنظرا إليها على أنها من الموسيقى الصعبة، لكن هذا التطبيق يقربّها من المشاهدين.
    فالتطبيق يطرح على الحضور أسئلة، منها مثلا "هذا العمل يُستهل بعزف منفرد لآلة الباسون، هل تحبون أن تسمعوا كيف كانت ستبدو لو أن المؤلف أعطى المقدمة لآلة موسيقية أخرى؟".
    وينكبّ الجمهور هنا على التصويت على الآلة التي يرغب أن تعزف المقدّمة، وفي عرض السبت وقع اختيار الأكثرية منهم على آلة الأوبوا، فانطلق عازف هذه الآلة يردد لحن الافتتاح وحيدا بين الجمهور المتحمس البالغ عدده 1400 شخص.
    وتحكّم الجمهور كذلك في سرعة بعض المقاطع، وصوّت لتسريع أحد المقاطع بشكل كبير، فيما صوّت لإبطاء مقاطع أخرى، والتزم قائد الأوركسترا بذلك، فهزّ عصاه تسريعا أو إبطاءً ليلتزم العازفون البالغ عددهم 105 مع ذائقة الجمهور.
    - جذب الشباب -
    ويقول المايسترو "يمكنهم إرسال التعليمات حول الإيقاع وتفاصيل العزف، فتنقل إليّ عبر شاشة عملاقة لأتمكن من التفاعل معها".
    تريد الفرقة بذلك توسيع قاعدة جمهورها والتوجه خصوصا إلى أجيال جديدة قد يجذبها الجانب التكنولوجي للحفلة.
    ويقول أرنو بوسياك وهو شاب في السادسة والعشرين حضر عرض السبت "إنها بداية جيدة، هكذا يمكن للشباب أن يحضروا حفلات الموسيقى الكلاسيكية بعدما كانوا يظنون أنها حكر على كبار السن".
    وتقول بيرين البالغة 37 عاما "ألكسندر بلوخ يقوم بعمل جيد جدا، إنه يشرح القطعة الموسيقية بشكل ممتع".
    لكن الجزء الأخير من الحفلات يكون مختلفا، إذ يُطلب من الجمهور إطفاء الهواتف وأن يستسلموا للموسيقى كما هي تُعزف على خشبة المسرح، وأن يغرقوا بتفاصيلها.
    لكن الأكبر سنا وعشاق الموسيقى الكلاسيكية لا يبدو أنهم يشعرون بالحماسة نفسها أمام هذا المزج بين النغم والتقنيات، مثل باتريك الذي جاور الستين عاما والذي يقول إنه جاء لسماع الموسيقى وليس لإضاعة كثير من الوقت في "هذه الألعاب".
لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام