المصور: دفيد ماكنوو
A G يفتح معرض "سي إي اس"، الأكبر من نوعه في العالم في قطاع الأجهزة الإلكترونية، أبوابه الثلاثاء لعامة الجمهور في لاس فيغاس، مقدما سلسلة من المنتجات المتنوعة المتمحورة على الذكاء الاصطناعي، في ظل تجدد المخاوف في مجال الأمن المعلوماتي.
وستكون تقنية الذكاء الاصطناعي التي تتجلى خصوصا في خدمات المساعدة الصوتية حاضرة بقوة في معرض مستهلكي الأجهزة الإلكترونية (سي اي اس)، وفق ما أكد الأحد ممثلون عن جمعية مستهلكي التكنولوجيا (سي تي ايه) القيمة على هذا الحدث خلال مؤتمر صحافي.
وقال ستيف كونيغ من "سي تي ايه"، "نحن في عصر الأجهزة الموصولة".
ولعل أبرز هذه المنتجات هي الواجهات الموصولة، وأشهرها "إيكو" من "أمازون" و"هوم" من "غوغل"، التي باتت مرآة تعكس الإنجازات في مجالي التحكم الصوتي والذكاء الاصطناعي. ومن المرتقب تقديم نماذج جديدة منها، من الأكثر تطورا إلى تلك البدائية.
وهذه المنصات التي تشغّل بواسطة خدمات المساعدة الصوتية، من قبيل "أليكسا" من "أمازون" أو "غوغل أسيستنت" أو "كورتانا" من "مايكروسوفت"، هي "الجزء الأكثر بروزا" من التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي والتحكم الصوتي، بحسب ليسلي روربره المسؤولة عن الدراسات في "سي تي ايه".
وهذه الأجهزة قادرة على تلبية الطلبات على أنواعها، من تشغيل الموسيقى إلى الاتصال بأصدقاء وطلب البيتزا، بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي التي تخولها التكيف مع حاجات المتحدث.
وتقوم هذه التقنية على برامج معلوماتية في وسعها التعلم بنفسها إجراء بعض المهام التي اكتسبتها بالخبرة من دون أن يكون أحد قد برمجها على تنفيذها.
ومن المرتقب التثبّت من نجاح خدمة المساعدة الصوتية "أليكسا" من "أمازون" في أروقة المعرض، مع إعلان عدة شركات إدماجها هذه الخدمة في منتجات من صنعها. لكن من المتوقع أيضا أن يسطع نجم خدمة "غوغل أسيستنت" المنافسة.
- فرشاة أسنان لمرضى السكري -
وبالإضافة إلى الواجهات الموصولة وخدمات المساعدة الصوتية، تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية والسيارات المستقلة والروبوتات ومنصات الواقع الافتراضي لجعلها أكثر فعالية وقدرة على التكيف مع طلبات المستخدم، من خلال التعرف على ذوقه وطريقة قيادته ونبرة صوته، بحسب ما أفاد ممثلو الجمعية.
المصور: ماندل نغان
وستسلط الأضواء كالعادة على الروبوتات التي باتت بمثابة حيوانات أليفة في المنزل، مثل الروبوت "كوري" الصغير من تصنيع شركة "مايفيلد روبوتيكس" أو "بادي" من الشركة الفرنسية "بلو فروغ روبوتيكس".
ولا شك في أن حيزا كبيرا من "سي اي اس" سيخصص للسيارات المستقلة التي تعكس أيضا التقدم المنجز في مجال الذكاء الاصطناعي. والمنافسة محتدمة في هذا القطاع بين مصنعي السيارات التقليديين وأيضا مجموعات التكنولوجيا التي تخوض سباقا محموما لتقديم سيارات المستقبل.
وبات هذا الحدث يخصص فسحة لصانعي السيارات منذ بضع سنوات لإبراز أحدث الصيحات في مجال القيادة الذاتية، مستضيفا عددا كبيرا من المصنعين، مثل "رينو-نيسان" و"تويوتا" وهيونداي" و"وفورد".
وقدمت شركة "بايتون" الصينية الناشئة الأحد في لاس فيغاس سيارة كهربائية "ذكية واستشرافية" تعتزم طرحها في السوق اعتبارا من العام 2019 بسعر 45 ألف دولار تقريبا.
ويولي هذا المعرض منذ سنوات أهمية خاصة لأجهزة الصحة الإلكترونية وسيكشف النقاب خلاله عن فرشاة أسنان تسمح بتحليل عينة دموية لمرضى السكري.
لكن قد يتأثر "سي اي اس" سلبا هذه السنة بالمخاوف التي أثارها الكشف عن ثغرتين معلوماتيتين، هما "سبيكتر" و"ملتداون"، بسبب خلل يطال كل المعالجات الصغرى تقريبا.
لكن المحلل باتريك مورهيد من "مور إنسايتس أند ستراتيجي" قال في تصريحات لوكالة فرانس برس "لا أظن أن هذه المسألة ستؤثر على الحماس الذي يثيره هذا المعرض".
وتكثف مجموعات التكنولوجيا الكبيرة جهودها لسد هاتين الثغرتين اللتين تجعلان كل الأجهزة الإلكترونية تقريبا عرضة للقرصنة.
ويتوقع القيمون على هذا الحدث الأكبر من نوعه في العالم والذي يجمع 4 آلاف جهة عرض من 150 بلدا، استقبال 170 ألف زائر هذه السنة.
