• النتوء الاستراتيجي القطري


    بقلم : يوسف علاونه لم يكن لنا في أي يوم بإذن الله وفضله قصد الإساءة لأي بلد أو ناحية عربية أو أي شعب عربي بالمطلق، فكلها لدينا أمة واحدة متساوية في التقدير والتنزيه والأمل والمستقبل والمصير الواحد، ومنها قطر الشقيقة أسرة حاكمة رشيدة وأرضا طيبة وشعبا كريما.

    وقد وردت ما بين الغضب والانفعال وتقرير واقع في حال (المقارنة)، عبارة يمكن اعتبارها زلة لسان للمجاملة، لكنها بالمنتهى حقيقة يصعب نفيها تماما، وهي أن قطر شبه جزيرة منفردة ضمن شبه جزيرة العرب، وتحديدا (نتوء جغرافي) في أرض العرب، ولا علاقة تربطه بأرض الفرس المجوس حتى يلتحق ويتماهى معهم.

    وقد جاء ذلك في إطار نقاش يستنكر جموح قيادة دولة قطر في مناهضة المشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، للتصدي لـ (المشروع المجوسي الصفوي الإيراني) ضمن معطيات لا تخطئ فيها العين رؤية (شذوذ) السياسة القطرية عن بيئتها الحاضنة وانتمائها القومي وامتداداتها الطبيعية.

    وقد قلت بالأمس وأنا أحلل ما يجري في صنعاء بأن قيادة قطر عرضت مليار دولار على الزعيم علي عبدالله صالح لوقف عملية استئصاله للحثالة الحوثية، وأن ذلك غايته تعطيل الهدف الاستراتيجي للسعودية والإمارات ضد اليد والأهداف الإيرانية في اليمن فتبين أن المبلغ أكبر!

    لقد تبين أن ما قلته عن مبلغ المليار دولار غير صحيح لأن العرض القطري كان ليس مليارا وإنما عشر مليارات! ⁩

    واللطيف هنا هو أن الذي فضح التهافت القطري هو الزعيم صالح نفسه!.. لكن الغضب مني أيضا كان نفسه الذي صدر يوم ذكرنا حكاية (النتوء الجغرافي)! هنا كان لا بد من تذكير المتحمسين للوطنية القطرية التي نجلها ونعتز بها كأشقاء عرب بأن قطر (حاليا) ليست نتوءًا جغرافيًا فقط، وإنما هي أيضا نتوء استراتيجي يصعب تحمل تصرفاته، فأبسط ما يقال هو أن قطر تجعل نفسها إسرائيل جديدة بل رأس جسر لما هو أخطر من إسرائيل، وهو العدوان المجوسي الإيراني الطائفي على الأمة، والذي لا هدف له سوى تدمير بلاد العرب وتقسيمها وهز استقرارها والقذف به إلى مجاهل الحروب والخراب والدمار، ففي أي سبيل ذهب شهداء اليمن والسعودية والإمارات والسودان بل وحتى قطر نفسها؟..

    أليس من أجل قطع اليد الإيرانية وغلها في اليمن؟..

    وأين هي هذه اليد الإيرانية في اليمن غير هذه الحفنة الطائفية الحقيرة التي هدمت المساجد وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال وجلبت لبلاد العرب الأولى المجاعة والبؤس والشقاء؟ إن المسار الذي تتخذه السياسة القطرية الآن يناقض مبادئ الدين والعروبة والشرف القومي وينتهك كافة المثل والأعراف، وعليه، وبناء على هذا الاصطفاف القميء مع العدوان المجوسي الشرير فلا يستغربن أحد ما سينال قطر من العزل والنبذ والمقاطعة حتى تفيء إلى الحق والعدل فتكف عن المغامرة والمقامرة بمستقبل شعبها من أجل طريق بائس مقرف ممل ونتيجته واضحة كما الشمس في رابعة النهار. ليس هناك عاقل في الدنيا يراهن على فلاح ونجاح المشروع الإيراني..

    هذا مشروع له مصير واحد فقط وهو الهزيمة والاندثار وكل من يلتحق به سيكون مصيره الخزي والعار.. ونحن لا نحب هذا لقطر: قيادة وشعبا وأرضا.

    السلام عليكم.

    *يوسف علاونه*
    twitter: @yousef_alawna

    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام