• صياد سابق ينذر نفسه لحماية آخر النمور السيبيرية في الصين


    المصور: نيكولاس عصفوري

    A G كان ليانغ فنغن صيادا بلا وازع لا يتوانى عن قتل دبة أمام صغارها... غير أنه بات يجوب الجبال في شمال شرق الصين من دون أي سلاح لحماية آخر النمور السيبيرية في الطبيعة في أكبر بلد في العالم لناحية التعداد السكاني.
    ومنذ تخليه عن بندقية الصيد قبل 13 سنة، لم يقع ليانغ فنغن ولو مرة واحدة على النمر الشهير الذي اوكل مهمة حمايته.
    والسبب في ذلك هو أنه لم يتبق سوى 540 من هذه الحيوانات خارج الأسر في منطقة شاسعة موزعة بين شمال شرق الصين وأقصى الشرق الروسي وربما حتى في كوريا الشمالية.
    وعلى ليانغ البالغ من العمر 61 عاما تاليا الاكتفاء بتقفي مخلفات النمر السيبيري وآثار قوائم هذا الحيوان وهو أكبر النمور على سطح الكوكب. ويمكن لطول الذكر من هذه الفصيلة أن يتخطى 3,5 أمتار فيما قد يصل وزنه إلى 350 كيلوغراما.
    ويقر الصياد السابق المقيم في منزل صغير على سفح جبل في مقاطعة هيلونغجيانغ عند الحدود مع روسيا "عندما أفكر بما كنت أفعل... كان ذلك وحشيا حقا".
    وقد نجح في تغيير مساره بفضل جهود منظمات غير حكومية تسعى للإفادة من الاطلاع الميداني الوافر للصيادين غير القانونيين السابقين لمصلحة مشاريعها لحماية الحيوانات البرية، ومن بينها الصندوق العالمي للطبيعة.
    عند الفجر يبدأ حارس الغابات جولته اليومية بحثا عن مؤشرات تسمح لعلماء الحيوانات بتقدير موقع آخر النمور وخصوصا طرائدها مع جيفة أيل من هنا أو روث خنزير من هناك...
    - حارس نهارا وصياد ليلا -
    وكاد النمر السيبيري ينقرض في الأربعينات اذ تراجعت أعداده حينها الى حوالى أربعين فقط.
    هذا الحيوان الضخم لا يزال يواجه "خطرا كبيرا بالانقراض" اذ انه مهدد من الصيادين غير القانونيين الساعين لتحصيل مبالغ كبيرة في مقابل بيع عظامه المستخدمة بكثرة في العلاجات التقليدية المحلية كما أنهم يسحبون الحيوانات الأخرى التي تقتات عليها النمور.
    ويجوب ليانغ فنغن الغابة مرتديا زي التمويه. وخلال الشتاء، يتعين عليه تحدي درجات الحرارة التي تتدنى الى ما دون 30 درجة مئوية.
    كذلك فإن براز النمور الذي يجمعه يستخدم في تحديد الحمض النووي للحيوانات. وليانغ يحمل جهازا يعمل بنظام تحديد المواقع "جي بي اس" يتيح له تحديد مكان تواجد المؤشرات التي عثر عليها وهي طريقة لتتبع المسارات التي تجتازها الحيوانات.
    ولهذا الصديق الجديد للنمور خبرة ميدانية كبيرة اذ انه اعتاد على اجتياز الجبل منذ الطفولة لصيد الدببة والخنازير بدافع التسلية ولكن خصوصا من أجل البقاء.
    وخلال مراحل النقص الغذائي في الحقبة الماوية، كان لعائلته دائما ما يكفي من الطعام بفضل الحيوانات البرية التي كان ليانغ ووالده يحضرانها معهما إلى المنزل.
    ويقول "كنت أرى أن الحيوانات موجودة لاصطيادها. لكن نظرتي بدأت تتغير تدريجا".
    وقد حصل التغيير بشكل تدريجي جدا: فبعد توظيفه كحارس سنة 2004 من جانب مكتب ادارة الغابات في سويانغ، كان يعود سرا خلال الليل لمزاولة عمله السابق كصياد غير قانوني.
    لكن هذا التحول في حياته لم يمر مرور الكرام.
    ويقول المسؤول في مكتب الصندوق العالمي للطبيعة عن شمال شرق الصين جين يونغشاو "الجميع في البلاد كان يعلم أن ليانغ كان أفضل الصيادين غير القانونيين. وعندما غير مهنته، كان لذلك تأثير على الجميع".
    وبحسب جين، في مقاطعة هيلونغجيانغ وحدها، تخلى نحو ثلاثين صيادا مثله عن البندقية ليرتدوا بزة حراس الغابات.
    ويبدي ليانغ فنغن حماسة واضحة ازاء مهامه الجديدة بعد مسيرة التحول المهني. ويتعهد هذا الرجل الستيني بأنه "طالما أن ركبتي لا تزالان تحملانني وأن مكتب ادارة الغابات في حاجة إلي، سأواصل حماية النمور بكل ما أوتيت من قوة".
    - مزايا علاجية مزعومة -
    وتضم الصين أيضا حوالى مئتي موقع لتربية النمور السيبيرية، يثير كثير منها اشكالية كبيرة.
    وهذه حال متنزه هينغداو حيث يؤتى ببطة حية بالاستعانة بسلك فوق حوض يتنقل في داخله نمور. وعندما ينقطع السلك بالطير البائس، يهبط هذا الأخير في داخل شدق نمر جائع ما يثير حماسة الزوار الذين يصورون هذه المشاهد بهواتفهم الذكية.
    ويقول رئيس المتنزه ليو شانغهاي "نحن أفضل الاخصائيين العالميين في تكاثر النمور السيبيرية"، متباهيا بولادة 50 صغيرا في نيسان/ابريل الماضي.
    ويشتبه ناشطون بيئيون في قيام مواقع تربية النمور ببيع فروها وعظامها بعد نفوقها. كذلك فإن الكحول المصنعة من عظام النمر تلقى رواجا كبيرا في اسيا بفعل مزاياها العلاجية المفترضة مع أن الاتجار بعظام النمور محظور منذ 1993.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام