• تنظيم داعش ينكفئ إلى آخر معاقله في سوريا والعراق


    المصور:

    A G انكفأ تنظيم داعش السبت إلى مدينة البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق والتي من المتوقع أن تشهد آخر أهم المعارك ضد الارهابيين بعدما خسروا غالبية مناطق سيطرتهم في البلدين المجاورين.
    وخسر تنظيم داعش الجمعة وفي غضون ساعات معقلين بارزين هما دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي كان يتواجد فيها، وقضاء القائم في غرب العراق الذي يقع على الجهة المقابلة للبوكمال.
    وعلى وقع هجمات عدة، فقد التنظيم خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها "خلافته" في سوريا والعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على بعض المناطق المتفرقة، أبرزها عند الحدود السورية العراقية.
    ويواصل الجيش السوري السبت حملته العسكرية باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، بعدما أعلن الجمعة استعادته السيطرة على كامل مدينة دير الزور، التي كان الارهابيون يسيطرون على أحيائها الشرقية.
    ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، وبات يبعد عنها مسافة 30 كيلومتراً على الأقل.
    وبرغم أن مدينة البوكمال أصغر من دير الزور، لكن من شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية أن يُفقده آخر معقل له في سوريا.
    وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لم يتبق تحت سيطرة تنظيم داعش في محافظة دير الزور سوى مدينة البوكمال ونحو ثلاثين قرية تقع على جانبي نهر الفرات".
    - "المعركة الأخيرة" -
    وسيطر تنظيم داعش منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.
    وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها قوات سوريا الديموقراطية بدعم اميركي خصوصا ضد الجهاديين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.
    ورغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال تنظيم داعش يسيطر على 37 في المئة من محافظة دير الزور تتركز في الجزء الشرقي منها.
    وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله. كما لا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.
    وعلى وقع هجوم تخوضه القوات العراقية على الجهة المقابلة من الحدود لطرد تنظيم داعش من آخر مناطق سيطرته في العراق، فرّ جهاديون من الجهة العراقية باتجاه مدينة البوكمال.
    وعبرت شاحنات عدة تقل عشرات الجهاديين الفارين من القائم العراقية الجمعة الحدود باتجاه البوكمال، وفق المرصد السوري.
    وأوضح المرصد أنه نظراً إلى أن الحدود بين البلدين مفتوحة الى حد كبير تمكنت فصائل الحشد الشعبي التي تدعم القوات العراقية من عبورها لمطاردة جهاديي التنظيم الذين تمكنوا من صدها.
    سيطرت القوات العراقية على قضاء القائم الجمعة بعد نحو أسبوع على بدء عملية عسكرية فيها.
    ولم يعد أمام القوات العراقية حالياً سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، ليعلن استعادة كافة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في العام 2014.
    وقال المحلل العسكري هشام الهاشمي ان تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يسيطر في منطقة وادي الفرات بين سوريا والعراق على "مساحة تبلغ ستة في المئة تقريبا من البلدين".
    وأضاف "هناك ستكون المعركة الأخيرة ضد الارهابيين".
    وقال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي يدعم القوات العراقية، ريان ديلون ان هذه المنطقة "تتقلص كل يوم والتحالف سيحرم التنظيم من اي ملاذ آمن في العراق وسوريا".
    -مدنيون تائهون-
    ويسعى العديد من المدنيين، الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.
    ولفت عبد الرحمن الى "انهم يتوهون وخاصة في المناطق الصحراوية حيث الاتصالات معدومة".
    وذكرت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" الانسانية "لقد عرض نحو 350 الف شخص بينهم 175 الف طفل حياتهم للخطر خلال الاسابيع الاخيرة من اجل ايجاد ملاذ والهرب من تصاعد العنف في دير الزور".
    وفي مدينة دير الزور احتفل جنود سوريون بطرد تنظيم داعش وسط الركام الكبير الذي خلفته المعارك.
    وقال الجيش في بيان الجمعة أن "تحرير مدينة دير الزور يشكل المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا".
    وبرغم الخسائر الميدانية المتتالية، يرى محللون أن انتكاسات تنظيم داعش لا تعني الهزيمة النهائية أو القضاء عليه، بل سيعود التنظيم وفق تقديراتهم لتنفيذ هجمات من خلال خلاياه النائمة.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام