• فرنسي خضع لعملية زرع قلب ورئة يرفع سقف طموحاته الرياضية


    المصور: فيليب ديماز

    A G حقق جوناتان دروتيل في الربيع انجازا يتمثل في كونه أول شخص خضع لعمليتي زرع للقلب والرئة ينهي بنجاح سباق ماراثون في فرنسا ... وقد أطلق هذا الشاب البالغ 33 عاما المصاب بالتليف الكيسي "تحديا جديدا" هو المشاركة في سباق ثلاثي هذا الأحد.
    ويروي هذا المهندس في الكهرباء لوكالة فرانس برس "هذا رد اعتبار من الحياة (...) أشعر بالسعادة لأني أتخطى ذاتي".
    فقد وصل دروتيل المتحدر من العاصمة باريس في سن الثانية إلى منطقة ليون في وسط شرق فرنسا لمتابعة وضعه على يد بعض من كبار المتخصصين في معالجة المصابين بالتليف الكيسي، وهو عرف "انطلاقة صعبة جدا" مع "مضاعفات في الرئتين والجهاز الهضمي".
    ويؤكد دروتيل الحائز شهادة في الهندسة من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية في ليون "لطالما تصرف والدي معي كما لو أني لست مريضا. كان يعاملني بالحزم عينه الذي استخدمه مع شقيقتي الكبرى".
    لكن في سن الرابعة والعشرين، تدهورت صحته بشكل كبير وخضع في العام 2008 لأول عملية زرع لرئة باءت بالفشل. وبعد عام، أنقذت حياته بفضل عملية مزدوجة لزرع القلب والرئة.
    ويوضح هذا الثلاثيني صاحب الطبع الهادئ المدرك لحجم المحن التي واجهها وجعلت منه شخصا "أقوى" أنه بعد كسبه هذه المعركة بات يتعين عليه ايجاد "حوافز" جديدة في الحياة.
    ويقول "أشعر بالملل سريعا حين لا يكون لدي هدف واضح".
    عندها بدأ بركوب الدراجات الهوائية لأنها "مفيدة جدا للرئتين". وبدفع من أصدقاء له، باشر في نيسان/ابريل 2016 صعود قمة جبل فنتو في جنوب شرق فرنسا وقد اجتاز مسافة 20 كيلومترا ليصل إلى علو 1535 مترا في خلال ساعتين واربعين دقيقة.
    وبعد خمسة أشهر، نصحه أحد أصدقائه بإطلاق تحد آخر يتمثل في المشاركة في ماراثون باريس في ربيع العام 2017. وعلى رغم "الآلام في الركبتين وقصبة الساق"، تدرب بمفرده من خلال تمارين عضلية يومية والجري لمسافة خمسة كيلومترات ثم عشرة وبعدها عشرين كيلومترا بواقع "مرتين إلى ثلاث أسبوعيا".
    - بعث الأمل -
    وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بعد عملية في الجيوب الأنفية سببها مضاعفات التليف الكيسي، علق دروتيل تحضيراته لكن اعتبارا من كانون الثاني/يناير استأنف نشاطه بزخم اكبر.
    ويقول "لم يكن واردا ألا أنهي الماراثون لكني لم أكن أعلم كيف كان جسمي سيتفاعل".
    وقد أدى الجهد والحر إلى فقدانه أربعة كيلوغرامات من وزنه. وخلال السباق، شرب أربعة لترات من الماء وتناول ألواحا من الحبوب، وأيضا عبوات من الملح لأن المرض تسبب بفقدان جسمه الكثير من الأملاح. وبعد الكيلومتر الرابع والثلاثين، بدأ يوزع جهده مداورة بين الركض والمشي لكنه لم يفكر البتة بالتوقف.
    وفي النهاية، أنهى الكيلومترات الـ42 في سباق الماراثون خلال خمس ساعات وست عشرة دقيقة.
    ويستذكر "عندما اجتزت خط الوصول، كنت متعبا للغاية ولكن في منتهى السعادة والفخر"، مبديا سعادته "بالأمل الذي بعثته في نفوس جميع الأشخاص الذين ينتظرون الخضوع لعملية زرع".
    ويشير إلى أن هذا الأمر يمثل طريقة ليثبت لنفسه أنه "بخير". ويقول "أعلم عندما أذهب للركض إن كنت بخير أم لا"، مؤكدا أنه يفعل "الآن" ما قد يعجز عن صنعه "غدا".
    وفي نهاية ايار/مايو، واصل مسيرته الرياضية من خلال المشاركة في سباق باريس- سان مالو عبر اجتياز مسافة 400 كيلومتر على الدراجة الهوائية خلال ثلاثة أيام.
    وعلى رغم مستواه "السيء في السباحة"، يسعى حاليا للمشاركة "في سباق ثلاثي" على غرار شقيقته. وهو يأخذ حصصا في السباحة وقد تسجل في مسابقة في منطقة فردون الفرنسية تجمع بين السباحة (مسافة كيلومترين) والتنقل بالدراجة الهوائية (90 كيلومترا) والجري (21 كيلومترا) وهي مسافات تمثل بالنسبة للدراجة والجري حوالى ضعف تلك الخاصة بالسباقات الثلاثية الأولمبية. والحد الأدنى لعدم الإقصاء في هذه المنافسات هو إنجاز السباق بمدة لا تزيد عن ثماني ساعات ونصف الساعة.
    وهو تدرب خلال الصيف من خلال المشاركة خصوصا في سباقين ثلاثيين. ويوضح "المهمة شاقة، ثمة مهل زمنية ينبغي عدم تخطيها".
    ويؤكد أن "الأمر المعقد بالنسبة لي هو التنفس لأن قلب الشخص الذي خضع لعملية زرع يتطلب وقتا أطول ليعمل بأقصى طاقته" و"حتى مع وضع البزة في المياه أكون مخدرا في الوقت الذي يعتاد خلاله جسمي على البرد".
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام