• قصة شابة مكسيكية من تحت الأنقاض إلى الحياة الجديدة


    المصور: بيدرو باردو

    A G أمضت لوسيا ثلاثين ساعة تحت أنقاض مبنى عملها في مكسيكو الذي انهار بسبب الزلزال، تسمع استغاثات زملائها من حولها قبل أن تلوح بوادر الأمل بالخروج حية.
    تعمل لوسيا زامورا مستشارة في التسويق في الطابق الثالث من مبنى صار ركامه بعد الزلزال مزارا لعشرات العائلات المتعلّقة بأمل خروج أبنائها أحياء من تحته.
    تروي لوسيا ذات الستة وثلاثين عاما بصوت هادئ تقطعه ضحكات متوتّرة ما جرى معها في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر، وعند الساعة 13,14 تحديدا.
    وتقول "كنت أتصفّح موقع فيسبوك، وبدأ المبنى يهتز، أخذت هاتفي النقال واتجّهت إلى غرفة الاستقبال. قال لنا زميلي إسحق أن ننزل من سلالم الطوارئ، لكنني لم أصل إلى هناك، فقد انهار علينا السقف".
    بعد ذلك بدأت "اللحظات الأصعب" كما تصفها، "صرنا نسمع صراخا وصيحات، وأناسا يبكون. أول ما فعلته هو أني أمسكت هاتفي، وحاولت الاتصال، لكنني لم أفلح..أذكر أني بعد ذلك صرت أصلّي".
    شيئا فشيئا، أدركت لوسيا أنها عالقة في مساحة صغيرة جدا إلى جانب إسحق، وأنها لم تصب بأي جرح.
    وتقول "أظنّ أني كنت عالقة وقوفا وإلى جانبي إسحق على بطنه، لم أكن قادرة على الحركة"، ثم تبادلت الأسئلة معه "هل أنت بخير؟ هل هناك نزيف دم؟"
    كانت الجدار يبعد عن وجه لوسيا بضعة سنتيمترات، وبدأت الساعات تمرّ والحال هكذا.
    في كل مرّة كان العالقون يسمعون قرقعة كانوا يصرخون بأعلى أصواتهم "ساعدونا، نحن هنا".
    - ثرثرة تحت الركام -
    تحت الركام، دارت بين الزميلين أحاديث عن حياتهما، تخللتها أوقات من الصمت من اليأس..وقالت لوسيا لإسحق "نحن هنا في المكان نفسه لأننا كنا في المكان الأنسب.. لو كنا على بعد خطوتين فقط لربما كان الموت من نصيبنا".

    المصور:

    وتقول "سمعنا زميلة لنا تصرخ، تدعى بولينا، وهي تعمل في الطابق الرابع، فكنا نسألها +بولينا، هل تسمعين ضجيج عمال الإنقاذ؟ ماذا تسمعين من عندك؟+".
    لم تبدأ عمليات الإنقاذ سوى في اليوم التالي، وتذكر لوسيا أنها بدأت تسمع صوت الآلات تقترب منها.
    في ذلك الوقت، قرر الزملاء العالقون تحت الأنقاض أن يصرخوا معا بصوت عال، مع أن التعب كان قد أتى على قواهم.
    وبعد جولة من الصراخ، سمعوا صوت رجل ينادي "أنتم هنا؟"، وكان ذلك أول صوت يسمعونه من الخارج، فساد عليهم تحت الركام شعور بالفرح العارم.
    - ولادة جديدة -
    مضت بعد ذلك خمس ساعات أو ست، كان عمال الإنقاذ يتحدثون فيها مع العالقين، ويمازحونهم، ويعدونهم بالغداء في الخارج.
    وقال أحد المنقذين للوسيا إنه رأى صورة لها وإنها ذات ابتسامة جميلة.
    ثم تمكن المنقذون من حفر ثقب في الجدران المتداعية، وأخرجوها من محبسها.
    حين خرجت لوسيا إلى الحياة من جديد، كانت السماء تمطر، وتقول "كان ذلك أحلى شعور عرفته في حياتي، شعرت بامتنان كبير، وكانوا يصفّقون..يشعر عمّال الإنقاذ أن كل روح ينقذونها هي ولادة جديدة".
    ما زالت لوسيا لا تصدّق أنها خرجت سالمة، وتقول "ما زالت لا أصدّق أني كنت تحت الأنقاض قبل أيام وأني الآن مع عائلتي..أنا ممتنة جدا".
    وتضيف "أنظر إلى ذلك على أنه فرصة ثانية منحت لي، وأشعر أني في مهمة كبيرة في هذه الحياة سأكتشفها شيئا فشيئا".
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام