• استعهار في كربلاء وكرامة كردية في أربيل


    بقلم: يوسف علاونه لم أجد غير هذا عنوانا لأدلل على حال العراق الذي يديره المجوسي أبو فخوذ (ساخم لطمزاني) أو قاسم سليماني كما هو اسمه المعتاد عند بعض العراقيين والعرب، وذوي الأصل والهوى الفارسي الذين يوالون إيران، والذين يرون هذا الخنزير المجوسي الحاقد مُخْلصا ومُخَلِّصا للعراق، وقائدا منصورا للتشيع الصفوي يمهد الأرض لعودة الحجة القائم على دين الله القويم!..

    فهذا المجوسي يحضر اجتماعات الحكومة ويتنقل بموكب كسروي متعجرف، ويسكن في قصر سابق لصدام، ويأمر وينهي فيطاع!.. لكن الكرد طردوه من أربيل ورفضوا استقباله بعدما وصل أراضي كردستان قادما من بغداد وكأنها عاصمة وليه الفقيه، ويتبوأ من أرض العراق حيث يشاء!
    ‏فمن أشهم وأكرم!؟

    جاء هذا المصاب بداء الحقد على العرب لأن حذاء العربي برؤوس أجداده عبيد النار إلى أربيل، متوقعا من الكرد ما يلقاه من المصابين بلوثة ولاية الفقيه والمرجعية، ليلتقي الملا مسعود برزاني.. فقال له بكل عزة وكبرياء انصرف من هنا وعد من حيث أتيت!

    هذه جزئية وليست لب الموضوع، لكنها تصلح جوابا على الذين يهاجمون الأكراد ويتهموهم بالعمالة لإسرائيل، والتخادم مع الصهيونية بينما هم أحذية لإيران الأحقر والأشد بغضا وعداوة للذين آمنوا من إسرائيل، والأكثر عدوانا على العرب والمسلمين من الصهيونية وملحقاتها!

    كما أنه لا فضل لإسرائيل على الأكراد، ولا حاجة لهم بها، وهم لم يشتروا السلاح منها كما فعل الكافر المجرم، واللاطم الضال المُضِل خميني، ولا خليفته علي خامنئي المتخادم مع إسرائيل على تدمير بلاد العرب، التزاما بدين عنصري متوحش يمتلئ بالحماقات والجهالات وكل ما لم ينزل الله فيه من سلطان، مما لا علاقة له بالإسلام غير العداوة الشاملة لكل ما هو إسلامي.

    والذي يسمع اتهامات التشيع المجوسي للأكراد بالعمالة لإسرائيل يتخيل بأن دبابات هؤلاء اللاطمين الشاتمين لكل رمز إسلامي تحاصر تل أبيب وأشدود ونتانيا، بينما الكرد يقاتلون ضدهم إلى جانب اليهود!

    ما حرضني على هذا الاستفتاح ضد هؤلاء الأوغاد هو صور الاستعهار في كربلاء تجاه ما يسمى زوار الحسين في كربلاء المتلطمة المسخمة المدنسة، حيث دين عجيب غريب.. لا أدري من المخبول الذي فرض على عقيدته النائحة الجائحة أن تُروّج صور بوصفها الدليل على كمال الإيمان وغلبة التقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما هي في الحقيقة تعكس عقدة هؤلاء السذج الخدج ضد الكعبة ومكة وبيوتا أمر الله بأن يذكر فيها اسمه.. لأن كربلاء ليست كعبة ولا محجا ولا مزارا ولا مهبط وحي، والرحال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تشد "إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك ومسجدي هذا" أو كما قال، والله سبحانه وتعالى أمر بأن يؤذن في الناس بالحج إلى البيت الحرام حيث الوادي غير ذي الزرع تهفو إليه ولساكنيه الأفئدة، فيأتي الخلق على كل ضامر من كل فج عميق.."وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" الحج 26-29.

    والذي يأتي إلى الحج بعد أن تهيأت له (الاستطاعة) لا فضل له على الناس حتى يغسلوا قدميه ثم يغسلوا بمائهما وجوههم وعيونهم، فالذي يفعله من العبادة والتلبية لله فريضة عليه ينال عليها الأجر والثواب حتى ليعود إذا لم يرفث ويفسق ويجادل كيوم ولدته أمه!..

    والذي يفعله المنظمون السعوديون في بلاد الحرمين للحجيج لا ينطبق عليه هذا الذل والوضاعة حتى يتم تقليدهم بصور وضيعة مشوهةٍ استعهارية مثيرة للغثيان، فالحراس السعوديون لبيت الله والقائمون على مسجد رسول الله لا يقبلون أقدام الحجاج ويتخذون ماءها قطرة لعيونهم من باب التقرب إلى الله، وإنما يعطفون على الكهل والطاعن والمريض والعاجز الذي صعبت عليه الطريق والمناسد فكابد المشقة، فتكون منهم صور ترفع الرأس خدمة لعبيد الله الطائفين والساعين، والراكعين الساجدين!

    لكنها من البدء كانت أزمة هذا الدين المبتدع وأرضه، فليس فيه وفيها آية كريمة ولا تطرق له حديث شريف، ولا أقسم الله بكربلاء كما أقسم جل شأنه: "لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ" البلد 1-3، ولا ذكر نبي أرض كربلاء، ولا بعث فيها رسول ولا نزلت فيها رسالة!..

    وليس من الإسلام حج إلى عظام تحت التراب في القبور: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ" الزمر 30-31، فحتى لو كان الميت الحسين أو أبوه علي (رضي الله عنهما، فمن الأولى إن كان الحج والزيارة إلى القبور جائزا: أقبر الرسول صلى الله عليه وسلم أم قبر الحسين وغير الحسين كمبتدأ لما نعيشه مندهشين من طقوس الضلال والشرك، محفوفة بمشاهد الخيبة وضياع الهيبة عبر العادات الحاطة لكرامة البشر، فعشاق الحسين يتمرغون بالوحل ويتلمظون التراب، وبعضهم نابح كالكلاب، وكثيرون متوسخون متلطخون يحومون على غير هدى كالذباب!..

    يأتي المجوس إلى أرض قريبة من عاصمة كسراهم ليقهروا العرب ودين العرب في طقوس جرى تجميعها من تراث اليهود والساسانيين والهندوس فيلطمون ويطبرون ويصرخون ويزرعون في نفوسهم الحقد والكراهية ثم يقررون أن كل من ليس معهم في هذه الهيستيريا عدو لهم ويبغضهم فيحقدون عليه، ثم يتحينون الفرصة ليقتلوه ويقهروه ويذلوه كما أذلهم برفضه لخبالهم وجنونهم!

    يحدث هذا في ظل عقدة نفسية دائمة لمرضى مستخفين، وسذّجٍ هائجين تائهين، لا ينطبق على هرجهم ومرجهم وصف ولا تفسير، لا يجمعهم يقين ولا يلمهم معقول ورصين!

    وتصير (الزيارة) بمليوني حج وعمرة.. وتصير كربلاء (المقدسة) نظيرا لأم القرى.. ويصبح السعي بين الحسين والعباس كالسعي بين الصفا والمروة.. وفي المنتهى يدع الله حجاجه على جبل رحمته عرفات ويتجلى ببركاته لزوار الحسين والنائحين على الحسين!..

    وتصير النجف (الأشرف) مقابل الكعبة (المشرفة).. وفي مقابل ما لدين الله من (مقام إبراهيم) مصلى فهنا (مقام جبريل) محج ومزار وبركة!

    هنا!

    وأمام هذه الهيستيريا الشاملة وهذا الصرع الكامل المطلق.. ما الذي يبقي الأكراد وغير الأكراد تحت سماء وفي ظلال وطنية واحدة مع هؤلاء!؟

    ولماذا لا نعذر الأكراد عندما يصرون على الانفصال والاستقلال، معطين سواهم الظهور مولين مدبرين عن هذا الجنون وهم يشترون أنفسهم ويغادرون ببلادهم إلى حيث النجاة والإنسانية والسلوك الطبيعي الكريم!؟

    عاشت كردستان حرة أبية مستقلة ومتطهرة!..

    *يوسف علاونه*
    twitter: @yousefalalawna
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام