• المسبار "كاسيني" يستعد للغوص للمرة الاخيرة باتجاه زحل


    المصور: روبين بيك

    A G يستعد المسبار الاميركي "كاسيني" للغوص مرة اخيرة الجمعة في غلاف زحل الجوي في ختام مهمة مثمرة جدا استمرت 13 عاما احدثت ثورة في المعلومات المتوافرة حول الكوكب الغازي العملاق وعلوم الكواكب.
    يستعد المسبار الاميركي "كاسيني" للغوص مرة اخيرة الجمعة في غلاف زحل الجوي في ختام مهمة مثمرة جدا استمرت 13 عاما احدثت ثورة في المعلومات المتوافرة حول الكوكب الغازي العملاق وعلوم الكواكب.
    واوضح الكسندر هايز استاذ علم الفلك في جامعة كورنل في ولاية نيويورك "مهمة كاسيني-هايغنز رائعة اذ انها احدثت ثورة في فهمنا لاقاصي نظامنا الشمسي".
    ومع دورانه 300 مرة تقريبا حول زحل، قام "كاسيني" باكتشافات مهمة منها بحر الميثان السائل على تيتان اكبر قمر طبيعي له، ووجود محيط شاسع للمياه المالحة تحت سطح انسيلادوس المتجمد وهو وقمر صغير لزحل.
    وكشفت البيانات التي جمعها مطياف "كاسيني" خلال مرور غيمة من البخار في قطب انسيلادوس الجنوبي، وجود الهيدروجين المنبثق من تشققات على طبقة الجليد.
    وهذا الهيدروجين دليل على وجود نشاط مائي حراري يسمح بقيام الحياة كما اوضح علماء عند اعلان الاكتشاف في نيسان/ابريل الماضي.
    واعتبرت ليندا سبيلكر كبيرة علماء المهمة في "جيت بروبالشن لابوراتوري" التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) في كاليفورنيا امام الصحافيين "اكتشافات كاسيني تعتبر من الاهم في علوم الكواكب".
    واوضحت "المحيط في انسيلادوس غير مقاربتنا للبحث عن الحياة داخل نظامنا الشمسي وخارجه".
    وقد باشر المسبار الذي اطلق في العام 1997 ويحمل 12 جهازا، في 22 نيسان/ابريل الماضي اول مناورة للغوص في غلاف زحل الجوي في 15 ايلول/سبتمبر.
    ولتحقيق ذلك اقترب "كاسيني" من تيتان بفضل قوة الجاذبية ونزل تحت حلقات الكوكب وطبقته من الغيوم. وللمرة الاولى تمكن من استكشاف هذه المساحة الفارغة الممتدة على 2700 كيلومتر.
    - قبلة الوداع -
    حلق "كاسيني" مرة اخيرة فوق تيتان في 12 ايلول/سبتمبر ونقل صورا وبيانات علمية جمعها خلال تحليقه.
    وقال مهندسو ناسا انها "كانت قبلة الوداع" وهم استفادوا من هذا الاتصال للتحقق من ان المسبار على المسار الصحيح الذي سيسمح له بالغوص في غلاف زحل الجوي.
    واوضحت ليندا سبيلكر ان "المسبار سينقل بيانات خلال غوصه وهو امر غير مسبوق على صعيد زحل".
    وسينقطع اتصال "كاسيني" بالارض بعد دقيقتين من بدء عملية النزول بسرعة 112 كيلومترا في الساعة سيعمل خلالها عشرة من اجهزته من بينها المطياف لتحليل الغلاف الجوي.
    وستساعد هذه المعلومات في فهم تشكل هذا الكوكب الغازي وتطوره.
    والخميس ستجري اجهزة اخرى عمليات رصد للشفق القطبي والزوابع في قطبي زحل.
    - العرض النهائي -
    ويبدأ "كاسيني" عملية الغوص الاخيرة عند الساعة 07,14 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة ليدخل في غلاف زحل الجوي على ارتفاع حوالى 1915 كيلومترا.
    وستتلقى الناسا اشارة هذه المناورة عند الساعة 08,37 بتوقيت غرينتش اي بفارق 86 دقيقة وهو الوقت الذي تحتاجه الترددات الراديوية للوصول الى الارض.
    وسيدخل "كاسيني" مع هوائياته الموجهة الى الارض ، غلاف زحل الجوي عند الساعة 10,31 ت غ.
    وبعد دقيقة على ذلك ستتوقف الاتصالات فيما سيبدأ "كاسيني" بالتفكك بعيد ذلك على ما تتوقع ناسا. وستلتقط الاشارة الاخيرة عند الساعة 11,55 ت غ.
    واوضح ايرل مايز المسؤول عن هذه المهمة في "جيت بروبالشن لابوراتوري"، "هذا العرض الاخير يشكل ذروة البرنامج. ومن خلال اسقاط كاسيني في غلاف زحل الجوي نتجنب اي خطر بتحطمه على احد اقماره التي قد تكون الحياة قائمة فيها مثل انسيلادوس".
    و"كاسيني" ثمرة تعاون بين الناسا ووكالتي الفضاء الاوروبية والايطالية.
    وبلغت كلفة المهمة كاملة 3,26 مليارات دولار ساهمت الولايات المتحدة ب2,6 مليار منها والوكالة الاوروبية ب500 مليون وايطاليا ب160 مليونا.
    وكان جوفاني كاسيني عالم فلك ايطاليا في القرن السابع عشر اكتشف اربعة من اقمار زحل التي تزيد عن الستين.
    اما كريستيان هايغنز المعاصر له فهو عالم رياضيات هولندي اكتشف حلقات زحل. وقد رصد تيتان للمرة الاولى ايضا.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام