• هل غيرت السعودية سياستها تجاه إيران؟


    بقلم : يوسف علاونه ما ينبئ به العنوان أعلاه هو ما يحاول الإيرانيون إشاعته ومعهم ماكنة القطريين متمثلة بقناة الجزيرة، ومعها ماكنة الإعلام الإخواني.

    حيث تنتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي مقاطع ومقولات الغرض منها تشويه الموقف السعودي خدمة للخط الإيراني والقوى المتناغمة معه في تزوير للحقيقة، ومما يروج له هو أن السعودية تفتح الباب على مصراعيه للإيرانيين حيث فتحت مقبرة البقيع لزيارة الأضرحة.. وأنه عملت حسينيات ومجالس عزاء في باحات المسجد النبوي!.. وأنه ولأول مرة ترتفع هتافات لبيك يا حسين وأمام الشرطة السعودية، وأن هذه سياسة جديده من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتعليمات من أميركا!

    كما يتم تكثيف المقولات بأن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي بأنه الذي يدير السعودية الآن ! .. وأن السعودية متجهة نحو نظام علماني.. وكثير مما يثير الغثيان والسخرية ويدل على الغباء.

    لكن ذلك يأتي متماهيا مع حال انكشاف وعجز تام من جانب إيران على تسجيل أي موقف ضد السعودية، خصوصا بعد اختراق احتكار إيران للساحة العراقية، ما أدى لموقف إيراني في غاية التخبط حمل معه الفضيحة الكاملة بقيام تنسيق عملي بين ما يسمى حزب الله اللبناني وجماعة داعش وباتفاق مشهود.. فإيران عبر حزبها الإرهابي العميل تعاقب العراقيين بعد زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية وأبوظبي وترسل المزيد من قوات داعش إلى العراق!

    أما التطور الأكبر فهو اتخاذ السلطات السعودية لمواقف علنية داعمة لرموز من المعارضة الإيرانية عبر استقبالها (رسميا) قادة من الكرد والأحواز والبلوش في خطوة لافتة ترسل رسالة بأن من كان بيته من القش فلا يحاولن العبث ببيوت من الحجارة ليحرقها بالتمرد وعدم الاستقرار!

    وفي هذا السياق حاولت إيران منح غطاء من المفاوضات السرية مع السعودية بالترويج للقاءات سيعقدها وزير شؤون الخليج العربي ثامر السبهان ببيروت، وقد جاء الرد حاسما عبر تغريدة للوزير السبهان نفسه فضحت سياسة هذا الحزب الإرهابي وتوافقه مع داعش في تحالف إرهابي صريح ولم يعد سرا، حيث قال الوزير السبهان: ‏"ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس اثارة على لبنان حتما".

    وأضاف السبهان في تحذير ضمني واضح للحكومة اللبنانية: "ويجب على اللبنانيين الاختيار معه أو ضده.. دماء العرب غالية".

    أما الوفد السعودي الذي يزور طهران وتحاول إيران جاهدة ترويج الأنباء عنه بأنه وفد ديبلوماسي، فهو ليس وفدا ديبلوماسيا البتة.. وفد إداري مهمته تفقد السفارة السعودية وموجوداتها بعد العدوان عليها من جانب الرعاع الإيرانيين تحت سمع وبصر وبتحريض (الحرس الثوري).

    أما مقاطع المسيرات التمذهبية فقديمة وحصلت ضمن تجاوزات سابقة، وزيارة البقيع متاحة دائما ولكن دون السماح بالمظاهرات والأعمال الشاذة.

    إن الأطراف التي تستهدف السعودية في هذا الوقت الحساس تقوم بذلك فاقدة الحياء والمنطق بل وأي قدر من الموضوعية ولصالح إيران وضد أمتها، وأشد ما يربك هؤلاء ويفضحهم هو ثبات الموقف السعودي ووضوحه تجاه كافة القضايا الثابتة كقضية فلسطين وتحصين البيت العربي وأمنه واستقرار‬ه , وكذلك تجاه القضايا محل التقاطع مع إيران من ضرورة عودة الشرعية لليمن وتحقيق اسقرار ونهوض العراق ووقف نزيف الدم السوري ونصرة شعبها، وكذلك وقف عملية التخريب الإيرانية للبنان الشقيق ولجم كافة محاولات إيران التدخل في الشؤون العربية، وردع إيران عن القيام بأي عمل عدواني.

    للأسف أن بعض الدول والجماعات العربية لا يسعدها هذا وتشاغب عليه بحمق ومراهقة سياسية.. مخجلة!

    *يوسف علاونه*
    twitter: @yousefalalawna
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام