• جدل حول "المنافع العلاجية" للقنب الهندي في جنوب افريقيا


    المصور: مجاهد صفو الدين

    A G يدور جدل بشأن تشريع القنب الهندي في جنوب افريقيا حيث اعتبرت محكمة في مقاطعة الكاب الغربية في جنوب البلاد قبل بضعة أشهر أن تجريم استخدام هذه المادة مخالف للدستور، في حين لدى البرلمان المحلي مهلة شهرين لإصدار قراره في هذا الشأن.
    سوزان أم عزباء مقتنعة بالفوائد الطبية للحشيشة، فهي ذهلت بمفعولها على ابنها الصغير الذي يعاني من متلازمة كوستيلو، وهو مرض نادر يتسبب بتشوهات جسدية واضطرابات ذهنية. وتروي أن بعد شعر على تنازل ابنها زيت القنب الهندي "بات في وسعه أن يلعب وحيدا ولم يعد يزعج الأطفال الآخرين في المدرسة".
    عندما سمعت سوزان عن المزايا العلاجسة للقنب الهندي للمرة الأولى، لم تقتنع كثيرا بالفكرة. وهي تقر كنا أظن أن الناس يدخنون الحشيشة لمجرد التنفيس عن أنفسهم. وأضحكني الأمر كثيرا".
    لكنها أحكامها المسبقة تلاشت عندما تعرفت على غيرد بادر وهو من أشد المدافعين عن منافع الداغا، وهو الاسم الذي يطلق محليا على نبتة القنب الهندي.
    فغيرد المصاب بتصلب لويحي يستخدم زيت الحشيشة لمدازاه آلامه وهو نصح سوزان باستعمالع لمعالجة ابنها.
    - "مجرم" -
    ينتج غيرد بارد البالغ من العمر 49 عاما القني الهندي في منزله ويحول إلى زيت يعطيه لنجو 20 شخصا في موقع يفضل عدم الكشف غنه خشية من أن تداهمه الشرطة.
    ويقول الأخير "لا يمكن لمن ينازع راهنا أن ينتظر سنتين ليبت البرلمان في تشريع القنب الهندي. فهم بحاجة إليه الآن".
    ويؤكد غير الذي بات يتنقل على كرسي مدولب أن القتب الهندي "أنقذني"، بعكس أي دواء آخر.
    وهو يبيع اليوم هذا العلاج غير التقليدي في مقابل 600 راند (40 يورو) لزعاء من غرامسن إلى زبائن آخرين يعتبرهم "مرضاه".
    ويخبر "أقدم العون لمن تخلى عنهم الأطباء، لذا أعدّ مجرما".
    ويُحظر استهلاك القنب الهندي في جنوب افريقيا وزرعه وحيازته، حتى بكمية قليلة. وقد يواجه المخالفون عقوبة السجن.
    وبدأت محاكمة زوجين أوقفا سنة 2010 بسبب حيازتهما الماريجوانا في بداية تموز/يوليو في بريتوريا. ويعتزم ميرتل كلارك وجولاين ستوبز الملقبان بـ "زوجي الداغا" إثبات المنافع الطبية للقنب الهندي أمام القضاء.
    - دواء أم سم؟ -
    ولا يزال المجتمع العلمي منقسما حيال المنافع الطبية للقنب الهندي.
    في كانون الثاني/يناير، عرضت الأكاديمية الأميركية للعلوم خلاصة لأكثر من عشرة آلاف دراسة في شأن أثر النبتة. وتبين أنه على رغم ثبوت فعاليتها في تخفيف الآلام في بعض الحالات، لا يزال هناك مواضع غموض كثيرة للخبراء.
    وأطلق مجلس البحوث الطبية الجنوب افريقي من ناحيته سلسلة تجارب سريرية وفق وسائل الإعلام المحلية.
    ويقول الأخصائي في السياسات المتصلة بالمخدرات والباحث في جامعة بريتوريا شون شيلي إن القنب الهندي قد يعتبر حلا بديلا عندما تصبح الأدوية التقليدية بلا فعالية.
    ويوضح "كما الحال مع أي مادة أخرى، قد يكون (القنب الهندي) علاجا لبعض الأشخاص وسمّا لآخرين".
    ويضيف شيلي "للأشخاص الذين يعانون مشكلات إدمان، تناول القنب الهندي مع معدل كبير من مادة +تي اتش سي+ (المادة الفاعلة في الماريجوانا) غير مستحب".
    لكنه يؤكد لوكالة فرانس برس أن "القانون يجب أن يتغير. من البديهي أن سياسة المنع لا تأتي بنتيجة".
    هذه الملاحظة سجلتها الأمم المتحدة سنة 2016 خلال قمة بشأن المخدرات في نيويورك.
    بعد أربعين عاما من القمع، دعت المنظمة الدولية البلدان الأعضاء إلى "إعادة النظر في سياساتها وممارساتها" في مجال القنب الهندي.
    وعدّلت دول عدة قوانينها الخاصة بمكافحة المخدرات العائدة بجزء منها إلى السبعينات.
    وفي مطلع تموز/يوليو، أصبحت أوروغواي أول بلد في العالم يشرع تماما انتاج القنب الهندي وتوزيعه واستهلاكه.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام