• رواد الفضاء الروس يخضعون لتمارين مضنية


    المصور:

    A G يخضع رواد الفضاء الروس لتمارين مضنية قبل ان تلوح امامهم فرصة تحقيق حلمهم بالسفر الى الفضاء، يتخللها ارتداء بزات خاصة يبلغ وزنها مئة كيلوغرام والدخول الى اجهزة طرد مركزي...
    وبمساعدة مدرب في مدينة النجوم قرب موسكو يرتدي سيرغي ريازانسكي ببطء بزته. ويتدرب وهو معلق من السقف بواسطة حبل فولاذي سميك على فتح الحجرة المضغوطة رغم سماكة بزته.
    رائد الفضاء هذا البالغ 42 عاما ليس بمبتدئ فقد سبق له ان امضى خمسة اشهر في محطة الفضاء الدولية في 2003 و2004 وهو سيعود اليها الجمعة في اطار مهمة جديدة الى جانب الاميركي راندولف بريسنيك والايطالي باولو نيزبولي.
    ويقول المدرب دميتري زوبوف "في انعدام الجاذبية لا يشعر الشخص بوزن البزة. الا ان رائد الفضاء يشعر بضغط كبير يجعله ينتفخ ويتصلب.. وعليه القيام بمجهود كبير للسير وطي الذراعين وتحريك الرجلين".
    وتكون المهمات في الفضاء خارج المحطة مضنية ايضا لانها تتم عادة بعد اسابيع عدة على وصول الرواد الى المختبر المداري هذا عندما تكون عضلاتهم بدأت تضعف بسبب تأثير انعدام الجاذبية.
    ويؤكد سيرغي ريازانسكي "اعشق المهمات خارج المحطة. هي الجزء الاكثر اثارة في الرحلة". وهو اجرى ثلاث مهمات كهذه في رحلته الاولى ومن المقرر ان يقوم بمهمتين اخريين في الرحلة المقبلة.
    - "السيطرة على العواطف" -
    ويشدد المدير المساعد لمركز تدريب الرواد يوري مالينتشينكو الذي اجرى ست رحلات الى الفضاء "على رواد الفضاء قبل كل شيء ان يسيطروا على انفعالاتهم".
    ويروي مالينتشينكو قائلا "عندما يتحضر الفرد مطولا على الارض لمهمة خارج المحطة يشعر انه مجرد من الانفعالات. لكن عند فتح الكوة والنظر الى اسفل قبل ان يخطو اولى خطواته في الفراغ يشعر وكأنه سيسقط. وقد انتقل مالينتشينكو الى محطة مير ومحطة الفضاء الدولية في مركبة سويوز ومكوك اميركي.
    ومن اصعب التمارين بحسب الرواد انفسهم، جهاز الطرد المركزي. فبداخله "يزن" جسمهم ثماني مرات وزنه العادي.
    ويقول الرائد الكسندر لازوتكين الذي امضى ستة اشهر في محطة مير "في البداية يشعر المرء انه ملتصق بمقعده وكأنه يقود سيارة فائقة القوة بسرعة كبيرة".
    ويضيف "بعد ذلك تنتابه مشاعر غير لطيفة بتاتا. يشعر بانه عاجز عن التنفس وان بطنه ملتصق بظهره. يجري الدمع لان العينين تغوران في تجويفتهما بسبب الضغط الفائق".
    ويتابع الكسندر قائلا "يتسارع التنفس ويسمع الفرد قلبه ينبض بقوة كبيرة. ويدرك انه في حال استرخى فانه قد يفقد الوعي فورا".
    الا ان رائد الفضاء يؤكد ان "الاصعب هي التمارين الدهليزية في طائرات عسكرية مع انعدام الجاذبية والدوران في كرسي خاص لمقاومة الغثيان".
    - "جاذب رومنسي" -
    لم يعد رواد الفضاء يتمتعون في روسيا بالهالة نفسها التي كانت تلازمهم في عهد الاتحاد السوفياتي مع ان هذه المهنة تبقى مرموقة وتدغدغ مخيلة الاطفال. ولا تزال البلاد تحتفي بيوري غاغارين ورواد غزو الفضاء كابطال قوميين.
    ويقول يوري مالينتشينكو "مثالهم كان يثير الكثير من الاعجاب وكنا نتأثر بهم".
    ويقول سيرغي ريازانسكي "اليوم لم تعد تقدم لنا الشقق والسيارات المجانية. لكن يبقى هذا الجاذب الرومنسي".
    ويوضح مبتسما "والاصعب في نهاية المطاف هو انتظار الرحلة. لقد انتظرت 10 سنوات شخصيا".
    ويتدرب راهنا 27 رائدا في مدينة النجوم. والى جانب التمارين الجسدية، يدرس الرواد الطب والفلك والمعلوماتية والغوص والقفز بالمظلة ولغات اجنبية كذلك.
    وقد اطلقت مسابقة جديدة في اذار/مارس لاختيار المرشحين المقبلين. وستدرس مئات الملفات لكن سيتم اختيار ثمانية اشخاص كحد اقصى.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام