• تقلبات المجتمع الألماني حول الهجرة بين الواقع وشاشات السينما


    المصور: أوفي لين

    A G في العام 2015 ، حضرت اعداد كبيرة من الالمان لاستقبال مئات الاف المهاجرين الذين تقاطروا الى المحطات والجمعيات في البلاد فيما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تؤكد "سننجح" في استيعاب هذه الحشود.. الا ان الاجواء تبدلت الان.
    وبعد عام على ازمة اللاجئين سجل فيلم متفائل حول الموضوع بعنوان "اهلا بكم لدى آل هارتمان" بنهايته السعيدة ارقاما قياسية خلال العام 2016 مع بيع اربعة ملايين بطاقة لمشاهدته.
    ومع مرور سنتين، حلت التساؤلات والتجاذبات مكان الحماسة والنوايا الحسنة التي سيطرت في البداية في صفوف المجتمع الالماني. ويعكس هذا الوضع فيلم جديد يعرض مساء الخميس على التلفزيون الالماني العام "زد دي اف" بعنوان "كلوب يوروبا".
    - اهلا بكم في "بلاد كارتوفيل" -
    ويروي الفيلم استقبال لاجئ في منزل مشترك.
    في البداية يتخذ الفيلم لهجة خفيفة وتسير الامور بشكل جيد بين ثلاثة شبان من برلين وسامويل الكاميروني الاصل. ويعرفه الشبان الالمان الثلاثة على سهرات التكنو في برلين ومزايا المقشرة موضحين له انه بات في "بلاد كارتوفيل" اي بلاد البطاطا.
    الا ان هذه التجربة الجيدة تنقلب عندما يرفض طلب اللجوء الذي تقدم به سامويل. وبات على الشبان الثلاثة ان يقرروا إن كانوا سيستمرون باستقبال الرجل الشاب بطريقة غير قانونية.
    ويخشى احد الشبان الثلاثة ان يخسر وظيفته. وفي النهاية يطلب الثلاثة من اللاجئ الكاميروني ان يرحل.
    و"كلوب يوروبا" هو اول فيلم روائي طويل لفرانشيسكا هونيش البالغة 32 عاما وقد نالت جوائز عنه في المانيا.
    وبدأت الشابة العمل على المشروع العام 2014. وقد تطور بعد ذلك بسبب ازمة اللاجئين.
    - حدود للنوايا الحسنة -
    وتركز المخرجة على الاشخاص من عمرها الذين تمثلهم الشخصية الاساسية في الفيلم مارتا. وهي تقول انهم اصحاب نية حسنة لكنهم لا يريدون ان يبذلوا جهدا كبيرا.
    وتوضح لوكالة فرانس برس "الناس من جيلي يتكلمون كثيرا ويريدون ان يكونوا لائقين ادبيا وان يساهموا الا اننا لا نتحرك فعلا".
    وهي لا تتجنب تاليا تناقضات المجتمع الالماني. وتقول المخرجة "لم اسع الى عرض قصة تطمئن المشاهد الى فكرة ان الامور على خير ما يرام".
    وتضيف "لا يكفي ان نريح ضميرنا من خلال مساعدة طفيفة. يجب ان نعيد النظر بالطريقة التي نعيش فيها معا". وتقول ماريكه غيلينغ احدى مؤسسات جمعية "لاجئون مرحب بهم" التي استند الفيلم بجزء منه الى تجربتها، ان وضع سامويل في الفيلم لا يمثل بشكل عام نوع الاستقبال الذي يحظى به اللاجئون في المنازل. وتؤكد "95 % من عمليات التشارك في السكن تكون ناجحة".
    في المقابل ترى هي ايضا ان حماسة الالمان حيال المهاجرين تراجعت. وقد تجاوز هؤلاء المليون شخص منذ العام 2015 وهو عدد قياسي.
    وتقول غيلينغ ان عدد عروض استقبال اللاجئين والمهاجرين تراجعت الى حوالى 15 في الشهر في مقابل مئات عدة في عز الازمة. وقد تراجع عدد المهاجرين ايضا، لكن هذا ليس كل شيء.
    - ثقافات مختلفة -
    وتوضح "من قبل كان الناس منفتحين على كل الاشخاص اما الان فهم متطلبون اكثر ويصلون الى حد العنصرية احيانا" فيرغب بعضهم على سبيل المثال باستقبال النساء والمسيحيين فقط.
    وتهيمن التساؤلات حول قدرة البلاد على استيعاب المهاجرين الذين يأتون من ثقافات مختلفة، على النقاشات في المانيا راهنا.
    وفي حين تراجعت شعبية اليمين القومي المناهض للمهاجرين في البلاد، جعل الحزب المحافظ بزعامة المستشارة انغيلا ميركل، من هذه المسألة موضوعا محوريا في حملة الانتخابات التشريعية المقررة في ايلول/سبتمبر. وقد تعهد الحزب بعدم تكرار تدفق اللاجئين كما حصل العام 2015.
    وعلى الارض تراجع عدد المتطوعين في الجمعية منتقلا من مئات عدة في 2015 الى نحو الستين راهنا.
    وتؤكد ماريكه غيلينه "الامور تغيرت كليا. كانت لدينا ثقافة استقبال فعلية في العام 2015 لكنها لم تعد موجودة الان".
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام