• الثَّقَافَةُ والاتِّصَالُ ،وتَنميَةُ اقتصادِ الأمَّةِ ومُجتَمَعِها


    بقلم : الطيب لعزب قَدْ يَسْأَل سَائِلٌ ، وَيَطْرَحُ مُفَكِّرٌ ، وَيَتَجَاوَبُ مُسْتَمِعٌ ، وَيَنْدَهِشُ مُبْصِرٌ ، وَيَتَبَصَّرُ قَارِئٌ ، وَيَتَفَاعَلُ مُحَاوِرٌ، وَيَنْجَذِبُ مُولَعٌ، وَيَتَدَارَسُ مُتَعَلِّمٌ مَعَ مُعَلِّمِهِ ، وَيَقْتَرِبُ مُنْطَلِقٌ لِهَدَفَه ، وَيَتَنَاغَمُ صَاحب وَجِهَة نَظَرٍ مَعَ رَأْي غَيْرِهِ ، فَتَصْدُر فِكرة بِعملٍ ، ويُعْتَزُّ بانتماء للوطنِ ، وَتقوى تنمية بتعهد مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ بثراء ثَقَافَةِ الأمة، وَاِتِّصَال المجتمع مَعَ بَعْضه الْبَعْض ، وَباقِي الْأُمَمِ مِنْ "أُسْرَةِ الْعَالَمِ" ، بناءً لمُسْتَقْبَل ، وَتوطيدًا لحاضِرٍ ، وَمنحا بعَطَاء ، وَتأكيدًا لاشتراكٍ على كَوْكَب يَحْمِلُنا مَعَ الْأَفْرَادِ وَالشُّعُوب وَالْقَبَائِل وَالتَّجَمُّعَات الْبَشَرِيَّة ، وَفُسَيْفِسَاء التَّكْوينِ وَالتَّرَابُط وَالتَّعَارُف وَالتَّنَافُس ، وَوِحْدَة الْمَصِيرِ وَأَلْوَانه ، وَاِخْتِلاَف اللُّغَاتِ وَوَسَائِل الإتصال وَالتَّوَاصُل ، لِيُشَكِّل كُلُّ هَذَا وَغَيْره ثَقَافَات مُتَعَدِّدَةٍ ، وَحَواضِر وَحَضَاَرَات، وَتَنْمِيَة َاِقْتِصَاد بعزم لِبِنَاءِ مُجْتَمَع مُتَمَاسِك وَمُبْدِعٍ .

    فَلِلْكَلِمَةِ المسْمُوعَةِ أو المقروءَة مَعنَاهَا وَقيمتهَا ، وَالْفِعْلُ يُجَسِّدُهَا ، وَيُعْطِيهَا صورةً و مَظْهَرًا ، وَيَبث فِيهَا رُوحًا تَجْعَلُهَا ذَات نَشَاطٍ وَحَيَاةٍ ، تَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ ، وَتَلْتَقِي بِأَشْخَاصٍ ، وَتَمْتَزِجُ بِأَيْدِي الْحرفِينَ ، وَالصَّانِعِينَ ، وَالْعَامِلِينَ ، وَأهل الثَّقَافَة وَالْأدَب ، وَ الْفَنّ وَالْفِكْر ، وَالْمُتَمَيِّزِينَ -كُلّ فِي مَيْدَانِهِ - ، وَالْعَارِفِينَ ، وَالسَّاهِرِينَ أَمْنًا ، وَالْمُحِبِّينَ شُكْرًا ، وَالطَّامِحِينَ نجَاحًا تَحْتَ رايَةِ الْوَطَنِ الآمنِ بِوِحْدَةِ الشَّعبِ والأرضِ .

    وَلِلْكَلِمَةِ مَدْلُولها فِي عُرْفِنَا الشَّعْبِيِ العربي فَصَارَتْ عَهْدا وَمِيثَاقًا غَلِيظا، وَرَابِطَة اِتِّصَالٍ قَبْلَ اِتِّساعِ التِّكْنُولُوجِيَّاتِ الْحَديثَةِ وَاِسْتِحْدَاثهَا، وَإِنَّ صحَّتْ الْعِبَارَةُ " قَبْلَ وُجُودِهَا " أَوْ اِكْتِشَافَهَا ، فالإتصال لَهُ صِلَةٌ وَثِيقَةٌ بِالثَّقَافَةِ ، وَالثَّقَافَةُ لَهَا صِلَةٌ أُوثقُ بِالْاِقْتِصَادِ فَعَدَمُ الْعِلْمِ أَوْ فُتُور الإدارك بِمُرَادِفِ كَلِمَةٍ قَدْ يَجْعَل التَّاجِر الْبَسيط مع الزَّبون يَخْسَرَا مَالًا أَوْ يَفْقِدَا مَوْجُودًا ،وَلِذَلِك مِثَال : فـ:" الْيَنْسُونُ " يُحَضَّرُ كمشروبٍ طَيِّبٍ عِنْدَ أهْلِنَا فِي الْمَشْرِقِ ، ويسمى في المغرب العربي " الْحَبَّةُ الطَّيِّبَةُ " أَوْ "حَبَّةُ الْحلاَوَة" ، و " إكْلِيلُ الْجَبَلِ " هُوَ " الحلحال "، وَأَمَامَ بَسيطِ الْمِثَالِ يَتَّضِحُ الْمَقَالُ، فَبِجَهلِ المورُوثِ الثَّقَافي نَستَهلِكُ مانَسْتَورِدُ ،وبِالعُملَةِ الصَّعبةِ في كثيرٍ من المُعَامَلاتِ التِّجَارِيَّةِ الخَارِجِيَّة بَدَلَ تَنمِيَّةِ الموجودِ يَومًا بعد يومٍ حَتَّى الوصولِ بالمَنِتُوجِ الوطنِّي العربي إلى التَّصديرِ ، فَالثَّقَافَةُ الْوَطَنِيَّةُ بتثمينها و تَفْعِيلهَا والعملِ على تَرقِيَّتِها تَضمن عَيْشًا كَرِيمًا، وَتَكُون شريكا حَقِيقِيًّا لِلتَّنْمِيَةِ الْاِقْتِصَادِيَّةِ وَالرّوابط الْاِجْتِمَاعِيَّةُ ، وَالْاِعْتِزاز بِالْوَطَنِ وَرايَتهِ رَمْزِ سِيادَتِهِ ،الْعلمِ الْوَطَنِيِّ الَّذِي كَانَ فِي أَمْسِ الْاِسْتِعْمار مَمْنُوعًا عَلَى أهل الأرض والحق خَيَّاطَتَهُ أَوْ اظهاره ، لِأَنَّ الْمُسْتَعْمِرَ يَخَافُ الْحُرِّيَّة وَيُؤْثرُ احتجاز الْمَصِيرِ ، وَيفْزِعُ فَزَعًا عَظِيمًا مِنْ تَقْريرِهِ أوالاقرار بِهِ لِلشُّعُوبِ لكي لا تحيا تَحْتَ ظلِّ الوطنِ الْمُسْتَقِلِّ الْآمِنِ برَايتهِ وَوِحْدَةِ الشعب والأمة و الأرض .

    وَمِنْ فاعِلِيَّةِ قِطَاع الإتصال وَالْإعْلاَمَ خِدْمَةً لِتَنْمِيَةِ اِقْتِصَادِ الْأُمَّةِ وَالْمُجْتَمَع ، مُمَارَسَةُ نَشَاطٍ اعلامي موضُوعي ، يُعَزّزُ حَقَّ الْمُوَاطِنِ الدَّائِمِ فِي اعْلَامٍ مُتَنَوِّع يخَدمُ الْأُمَّة وَيُعَزِّزُ مَكَانَتهَا بَيْنَ الْأُمَمِ ،ولتجسيدِ ذلك فإنَّ السَّبيل الأَمثلَ هو تَحْفِيز الطَّاقَاتِ الإعلامية السَّلِيمَة الْخَادِمَة لِلْأُمَّةِ ، وتَشْجِيعِ الْإِبْدَاعِ الْوَطَنِيِّ العربي لاسِيَّمَا فِي الْوَسَائِلِ الإعلامية الثَّقِيلَة السَّمِعِيَّة مِنْهَا وَالْبَصْرِيَّة في القِطَاعَينِ العَام والخاصِ بُغْيَةَ الإشعاعِ الثَقَافيِّ والإعلاَمِيِّ لأُمَّتِنَا مع مَصَافِ الأممِ ، واثراء الإقتصاد الْوَطَنِي بِعَلاَمَةِ وَطَنِيَّةٍ مُسَجَّلَةٍ، وَتماسك اللُّحْمَةِ الشَّعبية الإجتماعية وَتَوْطِيدهَا خِدْمَة للْوَطَنِ وَالْمُوَاطِنِ وَوِحْدَة الْأُمَّةِ قاطِبَةً


    *بقلم: الطيب لعزب*
    fb.com/mail.tayeb
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام