• الأميركيون يعارضون الإقليم السني في العراق فلتعملوا لاستعادة كل العراق


    بقلم : يوسف علاونه استنادا على ما تسرب من مصادر لا يرقى إليها الشك نقول لأخوتنا السنة في العراق: بأن إقليما سنيا لن يتقبله أحد، وليس لكم إلا نسخة جديدة من حزب البعث العربي تدين السياسات السابقة وتمد يدها للسعودية، وبقية دول الخليج ويكون عمود مراجعاتها الأسلسي هو إدان وتجريم غزو الكويت وجميع ما نجم عنه وصولا للهيمنة الفارسية على البلد.

    ‏وما لدينا من مصادر سنية أصيلة وفاعلة وعلى صلة وثيقة بالبيت الأبيض: فإن واشنطن قالتها صراحة: إقليم سني بقيادة (الحزب الإسلامي - الإخوان - لن يتقبله أحد.

    ‏‏فمن الذي يرضى بإقليم يحكمه الاخوان!؟

    ‏ربما تقبل هذا إيران بسبب التحول في الأزمة القطرية، وربما يندفع لذلك الجانب التركي على نفس الموال والمنوال!

    لقد تعرض سنة العراق لأذى كبير لا يمكن وصفه، وأنتج الجهل الشيعي بممارسة السلطة ليس تقسيم العراق فقط، وإنما تمزيقه شذرا مذرا ليسقط في الحضيض فصرنا أمام بلد تديره الهلوسة، وأهم ما فيه هو زعم كاذب سخيف بالانتقام للحسين (رضي الله عنه) بعد حالات من الصرع الهيستيري باللطم عليه.

    لم ينبنِ بالعراق الشيعي حجر على حجر، ‏وجنح الأكراد للحل الوحيد الذي يستحقوه ويريدوه للخلاص من هذا القرف عبر الاستقلال شبه التام، سواء أعلنوه أم أبطنوه، وخربت بغداد الجميلة، ‏فصارت ركاما على ركام، مدينة أشباح ليلا، ومدينة لاطمين حاقدين منتقمين نهارا، بلا أفق أو ثقافة، وبلا أي مظهر من مظاهر العراق المعهود العظيم.

    وعم الفساد والصراع على السلطة بين اللصوص.. هذا يعض من الذبيحة الكتف وهذا يلوك الكبد والآخر يقذف على الجمر الطحال والقلب وآخرون منشغلون بالسلخ.

    وعمت الفوضى العارمة بصورة قمامية هائلة الشذوذ، فمناطق الشيعة تتفجر وتتبعثر فيها الجثث، مرات من استخبارات ممثل الولي السفيه (قاسم سليماني)، ومرات من منتقمين ثائرين لأعراضهم وكراماتهم ضاعت لديهم البوصلة فصاروا حميرا لإيران.

    ومنذ البدء فرضت المحاصصة الطائفة تغولا شيعيا مقززا ينطبق عليه المثل: (قرد غابة ولقي خرزة) أو كما يقولون بالخليجي: (أول مرة يتبخر قام احترق)!

    والشيعة مظلومون من جانبين: العرب لا يتقبلوهم لأنهم جانحون لصالح إيران، والجزء الحاكم منهم منبعه وأصله فارسي أو متفرسن وهواه مجوسي خالص.

    والعراق العراق كما فصله الله بالجغرافية والدين والقدر، يجب أن يكون إما عدوا لفارس أو قاهرا لها ممتطيا يتولى سيادتها والهيمنة عليها، ففارس غير صالحة ‏لأن تدير العراق أو تسوده وتهيمن عليه، لأن هذه القومية يحكم مصيرها دعاء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (مزق الله ملكه) و (فارس نطحة أو نطحتان)، وتاليا فإن كل من يقول بفارس والتفرسن يجب أن يتمزق حتى ولو امتطى ظهر دين مفبرك يزعم حب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

    وهؤلاء بالحصيلة أنجاس خائبون، ‏ولن يأتي منهم للعراق إلا الخيبة والخسران، ولهذا كان أول ما بدأوا به نهب البلد وسرق مدخراته والاستحواذ على نفوطه ومياهه.. نهبوا كالجراد ‏الأسود حتى مستشفياته وجامعاته ومدارسه ومصانعه ومصحاته ودوائره الحكومية ونقلوها إلى إيران، ثم دمروا معامل ومصانع العراق ونقلوا الصالح منها، ‏‏ليكون العراق سوقا لزبالة إيران وبالعملة الصعبة، ثم نشروا الحمى الطائفية.

    وبينما العراق غارق في جراحه نهبوا حقول النفط الحدودية في مجنون..‏ هذا الحقل الذي يحتضن ترابه دماء 25 ألف شهيد عراقي تستغله الآن إيران، وتحفر فيه أفقيا وعموديا لتشفط منه إليها خير أهل العراق الطيبين.

    وزينت إيران لبهايمها الكسرويين مبدأ استئصال البعث، بينما القصد استئصال السنة والانتقام منهم وتحميلهم مسؤولية تمريغ أنفها خلال حرب الثماني سنوات، فأصل وجود المجرم عريض الفخذين قاسم سليماني وأمثاله في العراق هو الانتقام من صدمة نفسية أصابت هذه القومية المريضة من العراقيين البواسل.

    وهكذا جرى التنكيل بالسنة بوصفهم أحفاد يزيد وباعتبار الشيعة أنصار الحسين وليس أحفاد قتلته وخاذليه هو وأبيه وشقيقه.

    وتم عزل السنة عن الجيش والأجهزة الأمنية وعن كل الدوائر التي اصطبغت باللون الشيعي وصار المتحكم حتى بالمدن السنية من جهلة الشيعة أو المهسترين منهم، وأجلي السنة عن بيوتهم وممتلكاتهم في بغداد، وشهدت مدن العراق كلها عمليات تطهير طائفي ضد السنة واستبيحت أموالهم وأعراضهم في الشوارع والأزقة، وصار السني يدفع ثمن اسمه إن كان (عمر) أو كانت (عائشة) وشهدنا نوعا من البشر لم يخلق الله أجهل وأحقر وأسفل منهم في الانتقام حتى من الحيوان والحجر.

    ودفع السنة دفعا للالتحاق بالمنظمات السنية الإرهابية التي تغذيها إيران والتي يجلس قادتها في طهران، ثم تأتي الأوامر من قاسم سليماني بإخلاء المدن كي تحتلها هذه المنظمات الإرهابية كما حصل مع داعش في الموصل حيث انسحب 70 ألف جندي (شيعي) من أمام 150 مقاتلا من الدواعش ليكون ذلك الذريعة لتحقيق الغرض المجوسي الأحمق والبربري بتدمير مدن السنة وتهجير سكانها.

    فيا أهلنا في العراق إن الأمر يسير جدا، وينطلق من فهم واحد ولا سواه :

    لا يوجد أي خير للعراق من إيران.

    وإن الحل أيسر من ذلك وهو تكوين جبهة عريضة تعمل على طرد إيران من العراق، وعودة الوجه العربي الأصيل لهذا البلد، فالعراق موجود قبل فارس وعندما يصبح محتلا وتديره فارس فهذا هو العار قبل الدمار.

    "يوسف علاونه"
    twitter : @yousef3alawna
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام