• الجُهُودُ العَرَبِيَّة مِنْ أجل " الإِسْتِقْرَارِ وَ التَّنْمِيَّة "


    بقلم : الطيب لعزب إنَّ وجود " جامعة الدُّول العربية"، بشكل تنظيمي منذ مارس/ آذار 1945، " وفي إطار النظام العالمي الذي رسمت معالمه و ترسخت دعائمه في إثر الحرب العالمية الثانية "، و" في موقع التأثر بالنفوذ الغربي"، يُعَدُّ عنوانا صريحا لوجود هذه الأمة العربية ، ورسوخها في التاريخ ، والتأكيد – رغم كل الظروف التي أُنشئت خلالها الجامعة -، في إطار " ما جاء به ميثاقها المبني على أساس استقلال الدول الأعضاء وسيادتها و الدعوة إلى التعاون فيما بينها في مختلف المجالات ".

    "فلقد نادى ميثاق "جامعة الدول العربية" بتوثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتنسيق خُططها السياسية ، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها. ومنع الميثاق الإلتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة ، وأوجد آلية أولية لمعالجة ورد أي عدوان يقع على دولة عضو " .

    وإن العمل على ترسيخ هذه "الضمانات" ، التي بدورها تُعد في الميدان الفعلي ، جهودا تدعو ضمن الإيمان بها إلى "الإستقرار والتنمية"، فإعمال الفكر، والحكمة في تسيير شؤوننا العربية ، يُفضي إلى الترتيب والتنظيم الذين من خلالهما تتوضح الرؤية الشاملة والخاصة ،ويتسع هذا ضمن مجال الحوار الصريح ، وجعل المصالحة العربية ودعمها بتثمينها هدفا ساميا من أجل الوصول إلى التعاون من أجل مصلحة الجميع.

    وإن الواقع العربي الجديد يفرض بلا شك معطيات ، وتحديات ، لا بد من حسمها بالإجتماع مجددا، والتأكيد كل مرة على أننا أمة لا تتجزأ رغم العواصف والتيارات الوافدة ، أو الآراء والأفكار المحاكية لأوضاع وظروف تختلف عنا ، وعن واقعنا .

    فالوطن العربي اليوم بحاجة إلينا جميعا ، فأبناء وبنات الوطن هم الذين يبنون أوطانهم ، ويسعى كل واحد منهم وواحدة إلى العمل ، من أجل تمكين " سياسة تضامنية" ، وإيجاد تقارب عربي فعال ضمن ما يجمعنا من تاريخ وهوية ، وأنساب، وأصول، وتعايش ، و جِيرة ، وتواصل تجاري عبر قوافل شَهِد لها الماضي ، عبر حضور أسواق شعبية قديمة وحديثة ، أسست للإقتصاد العربي المشترك ، وجمعت من الإنتاج المحلي العربي ، دون الإستغناء عن الإستفادة من تجارب وإنتاجات الآخر.

    إن السوق العربية المشتركة بديل أصيل للخروج من الأزمات المتكررة والوافدة ، من خلال إيقاظ الوعي بالقدرة والإرادة النابعة من ثقة كل فرد بنفسه، والموجهة إلى الثقة العامة ، التي باستطاعتها- ومن خلال التفافنا حول هذا المشروع التنموي الممكن - تجاوز أي من النكاسات أوالكساد ، بتفعيل روح المبادرة التي تُعد البديل الحقيقي لأي تنمية ، ولأي استقرار ودعمه في الأفق الرحب .

    وإن الجهود العربية على تنوعها في خدمة الأمة ، هي بادرة خير إلى إيماننا العميق بوحدتنا ، وأننا يجب أن نعمل ضمن ما يفرضه الواقع العالمي ، إلى تميكن المجتمع الإقتصادي العربي المشترك ، الذي يعم بخيره أوطاننا ، ويكون له محل في الأسواق العالمية بعلامة عربية تُعبر عن إنتمائنا ، والإعتراف بمواهبنا من المخترعين ، والمبدعين ، والمفكرين وفي كل الميادين العلمية ،والإنسانية وأيضا الحرفية .. ، وكل ما يضيف إلى إزدهارنا واستقرارنا ، وتعايشنا من أجل العدل والحرية والسلام في عالم الجميع ومن أجل الجميع .

    بقلم : الطيب لعزب
    mail.tayeb@gmail.com
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام