• على أطلال الموصل.. طائفة تحلم بانتصار على أمة


    بقلم : يوسف علاونه يشبه الانتصار الشيعي الإيراني العراقي على داعش في الموصل الانتصار الشيعي على الفلوجة وعلى الرمادي وعلى تكريت وقبلها بغداد الخ.
    ‏منذ عام 2004 وتواطؤ الأميركان مع إيران على وهم تشييع العراق والسيطرة عليه وتمجيسه وفرسنته والأمور لا تتغير ‏الدمار الشامل وخراب العراق.
    ‏لم تبن إيران وشيعتها اللاطمين في العراق حجرا على حجر، وما جرى هو أن مزيدا من الوجوه الشيعية المتنافسه برزت في العراق وتضخمت ثرواتها من الفساد.
    ‏تم إقرار قانون اسمه استئصال البعث والقصد استئصال السنة، وتم خلق المنظمات المتطرفة لتشويه صورة السنة وتم احتضان أو الإفساح للقاعدة وداعش لهذا الغرض.
    ‏لكن إيران تحارب في الحقيقة الهوية العراقية التي لا يمثلها الشيعة ولا يمكن لهم أن يمثلوها لأن دينهم يشبه دين إيران فالعراق عربي وليس شيعيا.
    ‏وعروبة العراق سابقة لوجود الفرس والتفرسن والمجوسية والامبراطورية الفارسية نفسها ونبوخذ نصر كان امبراطورا قبل قورش، وحضارات النهرين العربية سبقت وجود الفرس كدولة وامبراطورية طارئة.
    ‏والفرس حتى عندما سيطروا على العراق ومدوا إليه امبراطوريتهم لم يقدروا على زواج امبراطورهم من أميرة هي ابنة حاكم عربي تابع لهم!
    ‏لماذا؟
    ‏لأننا نحتقرهم!
    ولأنهم ليسوا بأكفاء لنا نحن العرب.
    ‏بالتالي فإن الالتحاق بحقير يحتقر العرب يصبح جوهر وجوده نوعا من الذل وقلة الشرف، فإذا كان من تلحقه وتتبعه حقيرا عندنا فما هي درجة حقارتك أنت!؟ ‏هنا ما هو الخيار الذي يواجهه شيعة العراق الملتحقين بإيران الفارسية قبل الشيعية؟ ‏بل لنفرض أن العراق كله شيعة ولا يوجد به سني واحد!
    ‏إنه خيار الخراب والدمار والفقر والقهر والصراعات بين المذاهب الكثيرة في الدين الشيعي نفسه، وخيار العزل عن الوسط العربي الذي يمثل العراق جزء أساسيا منه.
    ‏هنا لا يبقى للعراق الفاقد لهويته قسرا وبسلب الإرادة وتزييفها أحد إلا إيران، فما الذي ستقدمه إيران للعراق!؟ ‏هل من شيء غير اللطم والذل والفقر والعزلة وما قاله المتصرف الإيراني في العراق قاسم سليماني: سلموا لي على أمكم!
    ‏إذا فحصنا مسيرة التاريخ ومساره الطبيعي تجاه هذا البلد فإن العراق عندما يستعجم
    ‏- أي يخضع للفرس - فإن قبائل الفرات الأوسط تقوم بإعادة تعريبه.. وفي واقع الحال الآن فإن هذه القبائل ممتدة في السعودية أو في الحقيقة تقوم بدورها وتتولى مهمتها السعودية.. فقها وثقافة وهوية حيث يتجدد هذا الفعل التعريبي تماما كما حصل في حلف القبائل التي كسرت الأنف الفارسي في ذي قار وسحقته في القادسية باندفاعة الفتح الإسلامي وصدته وقهرته مرارا وتكرارا مع كل قومة مجوسية.
    ‏السعودية تتولى المهمة، وبمعايير عالمية الاقتدار، وبتفهم عالمي لأن هيمنة إيران على القرار العراقي قذفته في أتون التمزق الشامل.
    ‏وهم (الهلال الشيعي المتفرسن) في المشهد العام قضوا على داعش، وداعش في الحقيقة صنيعتهم!
    ‏هم من خلق داعش لقهر الانتفاضة العشائرية السنية السلمية التي كانت تمتد للعقلاء الشيعة الذي رأوا خيبة المجوسية التي أفقرتهم وجعلتهم مطايا للأحلام الكسروية المتدثرة بدين مفبرك يزعم زورا وكذبا حب العرب وموالاة أهل بيت رسولهم!
    ‏دمروا المدن السنية.. صبغوا بغداد المدينة السنية بلون اللطم الشيعي، وكان بانيها حفيد كسرى وليس العباسي أبا جعفر المنصور!
    ‏طيب وبعدين!؟
    ‏وتاليها!؟
    ‏هناك 15 مليون عربي سني في العراق
    ‏فهل تظنوهم يستسلمون؟!
    ‏هل نأتي بأمثلة معاصرة؟
    كان الفلسطينيون عام 1948 مليون نسمة فقط ولكنهم جننوا اليهود والعالم، فهل تظن أن 15 مليون من السنة العراقيين أقل شجاعة وقدرة وبسالة وصبرا من الفلسطينيين!؟ ‏ودون مؤاخذة أعداء الفلسطينيين يهود.. وهم في فترات كثيرة يديرون ويتصدرون القوى العالمية المهيمنة، ويتحكمون بالبشرية ويصنعون الفلسفات، وليس مثل هلال المجوسية الواهم.. كل ما لديه هو اللطم والبكاء ومسالك تثير في النفوس القرف.
    ‏وافرض أنك هجرت العراقيين السنة من بيوتهم ومدنهم وأخرجتهم من العراق كله بالكامل، فهل تتحمل حضرتك وانت تستمني باستعهار الحزن على مظلومية الحسين قضية لاجئين من العراق!؟ ‏وها أنت وأنت تحكم العراق نشرت ثقافة اللطم والجهل والبؤس الطائفي، وخريج الحقوق أو الطب يذهب ليقسم اليمين عند قبر الحسين!
    ‏هل من عاقل بالدنيا يعمل هذا!؟
    ‏إن السنة في خارج العراق ممن تطردهم وتطفشهم من بلدهم أساتذة ومهندسون وتجارا وملاك عقارات وسادة مجتمعات.. هل أنت قد السنة؟!
    ‏هل تظنهم سينسون وطنهم؟ فيما أنت (بلا مؤاخذة) بدينك العبقري الذي يمثله ويروج له لا يحفظ سورة الكافرون!؟.. وكل ما لديك قصص وافلام هندية مملة لا علاقة لها بدين ولا بواقع.
    ‏والعالم الاسلامي اذا كنت لا تعرف استيقظ وعرف طبيعتكم ومن أنتم وما هي أوهامكم الخيالية.. والمحيط حول العراق بحار واسعة عميقة من السنة، فهل تتوقع أن يلاقوك بالزهور على ما تفعله بسنة العراق!؟ إن ما يختصر حال هذا العقل الاستباحي لكل القيم والأعراف ‏كلمتان.. إما أنك جاهل وإما أنك أحمق.. لا يوجد شيء آخر.. وهي طائفة صغيرة، لا يدرك مجانينها أن السنة هم الأمة.. وعلى مر التاريخ لم تغلب طائفة منشقة.. أمة.

    "يوسف علاونه"
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام