• متطوعون يبادرون لقياس مستويات التلوث في المدن الباكستانية


    المصور: عبد المجيد

    A G انتقل فرهاد حسين للعيش في اسلام آباد آملا تنشق هواء أكثر نقاء، غير أن حلمه تبدد بسبب سحابة الضباب الدخاني التي ترزح تحتها العاصمة الباكستانية... وقرر تاليا الانضمام إلى حفنة من المواطنين الذين يجرون قياسات بأنفسهم لمعدلات التلوث الجوي.
    وتعاني باكستان التي تعد مئتي مليون نسمة، من أحد أسوأ معدلات تلوث الهواء في العالم بحسب تحذيرات البنك الدولي. ويعود ذلك بجزء أساسي إلى النوعية الرديئة للوقود والمركبات والنقص في مراقبة الانبعاثات الصناعية.
    وتنشر بلدان مجاورة مثل الهند وسريلانكا احصاءات خاصة أو تحذيرات عندما يتخطى التلوث معدلات معينة.
    ويقول حسين العضو في شبكة "باك اير كواليتي" إن باكستان "من البلدان القليلة جدا التي لا تراقب جودة الهواء".
    وتضم هذه الشبكة غير الرسمية متطوعين يجرون قياسات لمستويات التلوث في اسلام آباد ولاهور وكراتشي وينشرون بياناتهم عبر "تويتر".
    لكن بسبب النقص في المعلومات الموثوقة التي تسلط الضوء على حجم المشكلة، لا يدرك المواطنون خطورة الهواء الذي يتنشقونه فيما تجد السلطات نفسها عاجزة عن مكافحة التلوث.
    وتأخذ المشكلة بعدا حادا في هذا البلد النامي حيث يتم تخطي معدلات الانبعاثات المسموح بها وفق المعايير البيئية، بحسب الباحث عمران ثاقب خالد، وذلك يعود جزئيا إلى قناعة البلاد بعدم جواز تعريض نموها للخطر من خلال تقويض صناعتها.
    ولا يبدو أن لدى الحكومة استراتيجية على المدى الطويل ضد التلوث أو لمصادر الطاقة المتجددة.
    وتبني باكستان بمساعدة الصين ثلاث عشرة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية على الفحم.
    وتؤكد السلطات أن هذا الأمر لن يؤدي إلى ضرب جودة الهواء بسبب التوجه لاعتماد تقنيات حديثة للحد من الانبعاثات المسببة للتلوث.
    لكن بسبب عدم وجود احصائيات، سيكون من الصعب التحقق من ذلك.
    - "على المواطنين التحرك" -

    الوضع كارثي خصوصا في النصف الشمالي من البلاد خلال الشتاء حين يغطي التلوث المتفاقم بسبب البرد المدن بسحابة سميكة من الضباب السام.
    وبحسب احصائيات للبنك الدولي، يتنشق سكان مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد في المعدل 110 ميكرومترا مكعبا من الجزيئات الدقيقة وهي ملوثات صغيرة تخترق عمق المجاري التنفسية.
    هذا المستوى يمثل تقريبا 11 مرة الجرعة القصوى الموصى بها، ما يؤدي إلى نحو 60 الف وفاة سنويا في باكستان بسبب أمراض ناجمة عن التلوث مثل الربو والأمراض التنفسية وبعض الأمراض السرطانية وفق البنك الدولي.
    مع ذلك، تضم باكستان وكالة وطنية للبيئة تشير رئيستها فرزانة الطاف شاه إلى أن بيانات تجمع من محطات متنقلة لكن "بطريقة غير منتظمة".
    ويقول الناشط فرهاد حسين "بما أن الحكومة لا تفعل ذلك، على المواطنين التحرك ونشر بيانات لإظهار مدى خطورة الوضع".
    ويوضح رجل الأعمال الباكستاني المقيم في لاهور علي نادر وهو أيضا عضو في شبكة "باك اير كواليتي" أن المتطوعين يستخدمون أجهزة الكترونية متصلة تقيس مستوى جودة الهواء وتنقل البيانات عبر الانترنت في الوقت الحقيقي عن طريق هاتف محمول.
    ويقف وراء هذه الفكرة باكستاني مقيم في الصين عرّف أصدقاءه في باكستان بهذه الأدوات غير المكلفة.
    ويؤكد نادر لوكالة فرانس برس أن "أشخاصا كثيرين قالوا لي إنهم يتبعون تغريداتي في شأن التلوث وفي بعض الأحيان عندما تكون المستويات مرتفعة للغاية يقومون بتغيير مشاريعهم للخروج والتمارين".
    وتأمل شاه من ناحيتها بحصول تحسن من خلال الاستعانة بوقود بجودة أكبر ووضع وحدات مراقبة للتلوث في بعض المصانع.
    وتقول "إنه مسار بطيء لكنه حاصل راهنا".
    وفي الانتظار، لا خيار لدى ملايين المواطنين العاديين سوى التعرض لمستويات تلوث كبيرة في عملهم أو خلال تنقلاتهم اليومية.
    وفي عيادة في روالبندي، يشكو عثمان رحمن البالغ من العمر 25 عاما من سعال مزعج بعدما أمضى ساعات على الطريق متنشقا دخان العوادم.
    ويقول "أحيانا ثمة تلوث كبير لدرجة يصعب التنفس".
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام