• التشخيص الطبي عن بعد ينعش الصحة العامة في ظل القحط الطبي في أفريقيا


    المصور: سيباستيان ريوسيك

    A G - AFP يعد الطبيب عثمان فاي من بين قلّة من أطباء الجلد في مالي حيث تنتشر الأمراض الجلدية بشكل واسع، وهو يحاول أن يوسع خدماته للمرضى في هذا البلد المترامية أطرافه، مستخدما تقنيات الاتصال عن بعد.
    قبل 18 شهرا، ظهر في مالي برنامج يحمل اسم "تيليدرمالي"، وهو قيد التجريب في عشرة مراكز صحية في مناطق كوليكورو وسيكاسو وموبتي في الوسط، تحت إشراف الطبيب عثمان فاي.
    تعاني مالي من نقص في الاختصاصات الطبية. وعلى سبيل المثال، يوجد طبيب جلد واحد لكل مليون شخص، علما أن 30 % من سكانها يعانون من أمراض جلدية منها الجذام والصدفية والأكزيما. وتشير التقديرات إلى وجود حاجة طبية كبيرة جدا لا قدرة على تغطيتها بالإمكانات الحالية.
    إزاء ذلك، كان لا بد من التفكير بحل غير معهود.
    - تشخيص عن بعد عشرات الكيلومترات -
    يتحدث الطبيب عثمان مع مريض في عيادة في كوليكورو على بعد 57 كيلومترا، من خلال هذا البرنامج، ويعاين صورا لصدره وظهره.
    ويقول "يعاني هذا المريض من خلل في الصبغيات التي تلون الجلد...قبل أشهر تلقى علاجا فاقم من حالته" مشيرا بذلك إلى أساليب من الطب التقليدي.
    وبفضل هذا البرنامج للتواصل الطبي عن بعد "بوغو" الذي صممه مهندس مالي، يمكن للطبيب المتخصص أن يعاين من خلال هاتفه أو جهاز الكمبيوتر المعلومات التي يرسلها له طبيب عام في منطقة ما.

    المصور: سيباستيان ريوسيك

    ويقول عثمان فاي "أدخل إلى التطبيق، وأشاهد الصور التي يرسلها لي الطبيب المعالج في كوليكورو.وهنا أؤكد تشخيص الطبيب وقد أعطيه بعض النصائح".
    وطب الجلد أكثر الاختصاصات التي تتلاءم مع تطبيق المعاينة عن بعد، إذ إن التشخيص في الأمراض الجلدية يعتمد على النظر، فإذا ما توافرت الصورة الواضحة يمكن للطبيب أن يقوم بعمله عن بعد.
    ويفيد ذلك في توفير الوقت والمال وتدريب أطباء الطب العام في المراكز، بحسب عثمان فاي.
    - "لم أغادر منطقتي" -
    وتقول فاتوماتا كوناريه المريضة التي تتلقى العلاج في بانامبا على بعد 140 كيلومترا شمال شرق باماكو "حين جئت إلى المركز لأرى الطبيب، التقط لي صورا وأرسلها، ثم طلب مني أن أعود في اليوم التالي لآخذ وصفة العلاج".
    وتضيف "اشتريت الدواء الذي وصف لي، وشفيت تماما، لم أحتج إلى مغادرة بانامبا".
    ويموّل هذا البرنامج من شركة بيار فابر التي رحّبت بالنتائج الكبيرة التي حققها، إذ تلقى ثلاثة آلاف شخص علاجا في المراكز العشرة المشاركة فيه، وتم تشخيص 175 حالة معقدة عن بعد، وفقا لتقرير صدر في الأول من حزيران/يونيو.
    ومن شأن نجاح هذا البرنامج، الذي نجح أيضا في تدريب عشرين طبيبا وممرضا، أن "يساعد على تعميمه على مستوى مالي كلها، وجعلها رائدة في هذا المجال" في إفريقيا، بحسب ما يقول القيمون عليه وممولوه. وهو يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى به في علاج الأمراض الجلدية في القارة السمراء.
    وتقضي الأهداف المحددة حاليا برفع عدد المراكز الصحية الثانوية إلى ثمانين، وعدد العاملين في الخدمة الصحية إلى 160، وذلك خلال عامين.
    وسيبدأ العمل أولا على المناطق النائية المهمشة، ولكن التي تصلها شبكة الإنترنت.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام