• مجموعة العشرين تحذر من "الشعبوية" في استهداف ضمني لترامب


    المصور: زاك غيبسون

    A G - AFP حذر وزراء مال مجموعة العشرين الجمعة من تصاعد النزعة "الشعبوية المناهضة للعولمة" في اشارة شبه ضمنية الى النظريات الحمائية التي يدافع عنها المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب.
    وقال وزير المال الصيني لو جيوي في مؤتمر صحافي لمجموعة العشرين التي تتراسها بلاده هذا العام ان "النزعة نحو شعبوية عميقة مناهضة للعولمة دفعت بسياسيين الى استخدام خطاب معين في حملتهم بهدف محاولة كسب اصوات".
    ومن دون ان يسمي ترامب في شكل مباشر، اكد الوزير الصيني ان هذا المناخ يعزز "الغموض" الذي يرخي بظلاله على نمو عالمي متعثر اصلا.
    واضاف الوزير الصيني اثر اجتماع مع نظرائه في ابرز الدول الصناعية والناشئة ان "القلق والمخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي تزايدت في وقت تدخل اقتصادات كبرى عدة فترة انتخابات عامة فيما لا تزال تداعيات بريكست غير اكيدة".
    وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية، لا يزال المرشح الجمهوري يجذب الحشود عبر تنديده بالتداعيات المفترضة للتجارة الحرة ووعده بشن حرب تجارية على المكسيك والصين.
    وفي السياق نفسه، كان ظل دونالد ترامب حاضرا في الجمعية العامة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقدت هذا الاسبوع في واشنطن.
    والثلاثاء، اقر كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد موريس اوبستفيلد بان انتخاب ترامب سيشكل "تغييرا جذريا في الموقف التقليدي للولايات المتحدة وخصوصا حيال السياسة التجارية".
    لكن دخول ترامب للبيت الابيض ليس عامل القلق الوحيد بالنسبة الى الاقتصاد العالمي.
    فعلى الضفة الاخرى للاطلسي، تثير تفاصيل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مخاوف من تراجع الاندماج الاوروبي ولا تزال تهز الاسواق القلقة من سيناريو "خروج قاس" يشكل مرادفا لحمائية اقتصادية.
    وانعكست هذه المخاوف الجمعة على الاسواق الاسيوية حيث خسر الجنيه البريطاني اكثر من ستة في المئة من قيمته مقابل الدولار.
    الى ذلك، اعرب وزراء المال في مجموعة العشرين الذين اجتمعوا هذا الاسبوع في العاصمة الاميركية عن خشيتهم من ان تتجلى النزعة الشعبوية والانعزالية ايضا في الانتخابات العامة المرتقبة في فرنسا والمانيا العام 2017.
    وقال لو "علينا الاعتراف ببعض الاخطار السياسية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية في بلدان عدة واقتصادات كبرى".
    - ثغرات العولمة -
    في مداخلة بالفيديو بثت الجمعة، شارك الرئيس الاميركي باراك اوباما في النقاش عبر دعوة ممثلي 198 دولة عضوا في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الى "التصدي للحمائية".
    وعلى وقع هذه الموجة الشعبوية، اقر وزراء المال ايضا بالثغرات التي تنطوي عليها العولمة ودعوا الى تقاسم افضل للنمو.
    والخميس، لاحظ نائب حاكم المصرف المركزي الصيني يي غانغ ان "النمو (الاقتصادي) ليس متساويا وتوزيع العائدات ليس متساويا. هذا ما يفسر الانجذاب نحو مناهضة العولمة".
    واعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ان العولمة "ينبغي ان تكون مختلفة الى حد ما" و"لا يمكنها ان تختصر بتعزيز التجارة العالمية كما شهدناه في التاريخ"، داعية خصوصا الى ايلاء "المهددين بالوقوع ضحية التهميش" اهتماما اكبر.
    لكن اعادة التوازن الى النمو واحياءه في الوقت نفسه لن يكونا مهمة سهلة في وقت يبدو ان السياسات النقدية المتساهلة للغاية لدى المصارف المركزية الكبرى قد استنفدت، مع انتهاج غالبية الدول الغنية سياسة تقشف مالي.
    وطغت مناقشة هذه العناوين في واشنطن على المخاوف من تنامي الدين الصيني وعلى مصير دويتشه بنك المهدد بغرامة باهظة في الولايات المتحدة والذي يثير وضعه المالي غير المستقر قلق الاسواق.
    تعليقات كتابة تعليق

    يرجى كتابة مايظهر في الصورة بشكل دقيق للمتابعة

لمراسلتنا والتواصل معنا
للتسجيل و دخول حسابك
صحيفة سعودية مرخصة من وزارة الثقافة و الإعلام